أخبارسياسية

أطباء بلا حدود: الوضع الصحي والانساني في السودان “هو الأسوأ”

القاهرة – المحقق: صباح موسى

تحت عنوان (الحرب على الإنسان)، عقدت منظمة أطباء بلاحدود مؤتمرا صحفيا (الإثنين) بالعاصمة الأردنية عمان، حضره موقع “المحقق” عبر منصة “زووم”، وتناول المؤتمر التكلفة الإنسانية للنزاع والعنف في السودان، وآخر تداعيات الحرب بعد عام، وصدور تقرير عن المنظمة عن الوضع الكارثي بالبلاد.

وطالبت المنظمة جميع الأطراف المتحاربة في السودان بضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، والسماح للجرحى والمرضى بالحصول على الرعاية الصحية، ودعت الدول الشريكة والهيئات الإقليمية إلى زيادة الضغط على الأطراف المتحاربة بالسودان للالتزام بتعهداتها لحماية المدنيين.

ووصف رئيس منظمة (أطباء بلا حدود)، كريستوس كريستو، الوضع الصحي والإنساني في السودان بأنه الأسوأ على الإطلاق، وأنه مقلق للغاية، وقال إن الوضع يتدهور بسرعة كبيرة، في ظل التحديات المعيقة للتحرك، وقلة عدد الجهات الإنسانية الدولية الفاعلة على الأرض، ومحدودية التمويل المخصص للاستجابة من قبل الدول المانحة، مضيفا أن أكثر من 70% من المرافق الصحية توقفت عن العمل، وأن مستوى سوء التغذية في ازدياد، متوقعاً ارتفاع حالات الإصابة بالملاريا والأوبئة، مثل الكوليرا، مع بدء موسم الأمطار.

من جانبها دعت المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود فيكي هاوكينز دعوة جميع الأطراف المتحاربة في السودان لضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، والسماح للجرحى والمرضى بالحصول على الرعاية الصحية، كما دعت الدول الشريكة والهيئات الإقليمية إلى زيادة الضغط على الأطراف المتحاربة بالسودان للالتزام بتعهداتها لحماية المدنيين، وتوصيل المساعدات، وقالت قمنا بتوثيق ما لايقل عن 60 حادثة عنف وهجمات من الدعم السريع على موظفي المنظمة وممتلكاتها والبنية التحتية.

من جهتها أكدت رئيسة المكتب الإعلامي للمنظمة إيناس أبو خلف أن عواقب الصراع على حياة وصحة الناس في السودان كارثية، وسلطت الضوء على الأثر المباشر للحرب والذي ترك الخدمات الصحية في حالة خراب هائل، وكذلك ملامح وخصائص الانتهاكات التي أثرت على الوضع الإنساني والصحي، موضحة أنه تم تعزيز تقرير المنظمة، بشهادات حية من المرضى في السودان ودول الجوار، وخاصة في مدينة أدري التشادية، وقالت واجهنا تحديات كبيرة، لصعوبة الحصول على المعلومات، مضيفة رصدنا على مدار ثلاثة أيام إطلاق الرصاص بشكل عشوائي من الدعم السريع على السوق العربي بالخرطوم.

وتابعت “لا نريد تهويل المشهد، ولانريد أن نقلل منه، ودعت المجتمع الدولي لحماية المدنية، وقالت إن هنالك ضرورة ملحة لتحرك الجانبين أيضا، وكذلك الدول الشريكة والمنظمات الاقليمية والدولية، مصر والسعودية والامارات وتشاد وأمريكا، وكذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، باستخدام وسائل الضغط من أجل حماية المدنيين وتوصيل المساعدات، والالتزام بما تم الاتفاق عليه في منبر جده في هذا الخصوص.

كما طالبت بتشكيل حيثيات رقابية، وتعزيز تفويض ممثل الأمم المتحدة، وقالت لابد من المساءلة والمحاسبة، موضحة أن مستشفى “النو” بأم درمان استقبل 6 آلاف جريح حرب في فترة وجيزة، بإصابات بأعيرة نارية وشظايا، ولفتت إلى أن هناك عنف على أساس العرق في مناطق دارفور، وقالت تحدثنا في أدري مع نازحين من مدينة الجنينة في غرب دارفور وأكدوا لنا ذلك، مضيفة نحاول تغطية الاحتياجات الطبية، ودعمنا أكثر من نصف مليون استشارة طبية، وكذلك حوالي 100 ألف مريض بالملاريا، وأيضا تغطية ما لايقل عن 400 حالة ولادة طبيعية وأخرى بعمليات جراحية، مشيرة إلى استقبال قرابة 4500 مريض بصدمات نفسية جراء الحرب في مستشفى بشاير.

وقالت إن مانقدمه اليوم هو لمحة عن الوضع الإنساني في 8 ولايات سودانية، مشيرة إلى عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وعدم وصول الأدوية، ودعت منظمات الإغاثة الدولية بضمان تسليم المساعدات ووصولها لجميع المحتاجين، لافتة إلى تضيق الأطراف المتحاربة على الاستجابة الإنسانية، وقالت إن هذا يؤثر على الحصول على رعاية صحية ويمنع المساعدات على المحتاجين.

مطالبة بأن يتوقف ذلك، مضيفة تعرضنا للاستهداف والهجوم بشكل متكرر من الطرفين المتحاربين، واضطررنا للتوقف عن العمل في ود مدني والمستشفى التركي بالخرطوم، وفي أم درمان والفاشر، وتعرضت مستشفياتنا للاقتحام، موضحة أن هناك 30% من النساء والأطفال من جرحى الحرب، وقالت رصدنا أعمال القتل والتشريد والاستجواب المهين والاعتقال التعسفي، ما أدى إلى أثار كارثية على صحة وحياة الناس، كما رصدنا الآثار المهولة على الصحة النفسية والتي تنتشر على نطاق واسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى