تقارير

إنهاء مهمة:

روبنشتين.. البداية الخطأ

المحقق – تقرير – مريم أبشر 

 

قالت وسائط إعلامية إن القائم بأعمال سفارة واشنطن بالخرطوم الجديد، دانيال روبنشتين، تم إنهاء عمله بالسودان، بعد ثلاثة أشهر من تعيينه.

وأوردت منصة “الشرق” الإلكترونية أن فترة عمل دانيال روبنشتين القائم بالأعمال الأميركي لدى السودان انتهت بعد 3 أشهر من تعيينه، لكنها لم تورد الأسباب وراء ذلك.

غير أن وزارة الخارجية الأمريكي لم تنفِ أو تؤكد ما أثير بشأن إنهاء مهمة القائم بالأعمال الأمريكي في السودان.

و بحسب معلومات تحصلت عليها (المحقق) فإن وزارة الخارجية الأمريكية وضعت روبنشتين ضمن قائمة التنقلات للسفراء (outgoing)

و أن مسألة إعفائه من وظيفة قائم بالأعمال بالسودان مسألة وقت ليس إلا، وطبقاً للمعلومات فأنه ربما عُهد للقائم بالأعمال منصب سفير فى دولة أخرى.

 

ملابسات التعيين:

 

و قد جاء تعيين روبنشتين قائماً بالأعمال السفارة الأمريكية بالسودان، وفق معلومات مراقبين تحدثوا (للمحقق)، نتيجة لخلافات عميقة بين الكونجرس الأمريكي و وزارة الخارجية فيما يتعلق بإدارة الولايات المتحدة للحرب في السودان، وطبقاً للمراقبين فإن أحد نتائج هذه الخلافات هي استقالة جون غودفري السفير الأمريكي السابق وانزواء السيدة مولي فيي مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية.

 

البداية الخطأ:

 

محللون و مراقبون تحدثوا “للمحقق” أشاروا إلى أن روبنشتين يبدو أنه لم يعِ الدرس الذي أطاح بأسلافه (غودفيري و مولي فيي) وغيرهم، فكان أن استهل مهمته بزيارة عدد كبير من دول المنطقة وجيران السودان دون أن يكلف نفسه زيارة السودان وهو المعني أولاً وأخيراً بتقديم رؤية لإنهاء الحرب، بل إن روبنشتين لم يمكث في مقر عمله، وهو سفارة الولايات المتحدة لدى السودان المقيمة مؤقتاً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

و تساءل خبير فى الشأن الدبلوماسي عن كيف كان يفكر السيد روبنشتين وكيف يتأتي له وضع تصور لتسوية الأزمة في السودان دون التحدث إلى المسؤولين السودانيين بعد أن ينقل إليهم ملاحظاته وانطباعاته عن الجولات التي قام بها .

 

نهاية متوقعة:

 

يبدو أن إنهاء مهمة القائم بالأعمال الأمريكي بالسودان دانيال روبنشتين لم تكن مفاجئة للأوساط الدبلوماسية حيث يرون أنه ليس غريبا ألا يمكث في مهمته طويلا لأنه بالعقل والمنطق البدايات الخاطئة لا بد أن تقود لنهايات مثل ما حدث.

 

توجه مختلف:

 

خبير فى الشأن الدبلوماسي يعتقد أن توجه القائم بالأعمال الأمريكي المنهية مهمته ربما يكون مغايراً للسياسة و التوجه الأمريكي تجاه السودان، و يرى السفير و الخبير الدبلوماسى الطريفى كرمنو أن واشنطن لا ترغب فى خلق وضع آمن للسودان لافتاً إلى أنه سبق و أن فرضت عقوبات على شركات مختصة فى توفير الغذاء (زادنا) و أخرى السلاح (التصنيع)، و قال متسائلاً كيف يمكن لدولة أن تستقر فى ظل انعدام الغذاء و السلاح.

و أشار الخبير إلى أن الولايات المتحدة إن رغبت يمكنها أن توقف الحرب فى السودان فى زمن وجيز لجهة أنها تسيطر رفقة المملكة العربية السعودية على منبر جدة، و أكد كرمنو إن واشنطن تحديدا لديها القدرة لايقاف الحرب عبر منبر جدة و إجبار الدعم السريع على تنفيذ الاتفاق و منع وصول السلاح له لافتاً وفق حديثه (للمحقق) أن المليشيا تحارب الجيش السوداني بسلاح أمريكي، فضلاً عن نفوذها على مجلس التعاون الخليجي الذى تتراسه المملكة العربية السعودية الشريك فى منبر جدة.

و يعتقد كرمنو أن توجه روبنشتين ربما يكون عكس رغبة الإدارة الأمريكية التي تساوي بين جيش وطني قومي و مليشيا متمردة وليس لديها الرغبة فى إيقاف الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى