أخبار

الأمم المتحدة تعلن تضامن المجتمع الدولي مع ضحايا العنف الجنسي في السودان وبعثة التقصي تشير صراحة إلى جرائم الدعم السريع

بورتسودان – المحقق

أصدرت الممثل المقيم للأمم المتحدة في السودان، كريستين ها مبروك، بياناً بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في النزاعات، عبّرت فيه عن تضامن المنظمة الدولية مع الناجين في جميع أنحاء السودان، وجددت التزام الأمم والمنظمات الدولية الجماعي لمناهضة هذه الانتهاكات الجسيمة والاستجابة لها.

وقالت السيدة كرستين في بيانها إن التقارير المتعلقة بالعنف الجنسي المرتبط بالنزاع (CRSV) تتوالى في الظهور بمعدل مثير للقلق حيث أشارت لتأثر النساء والفتيات بشكل غير متناسب، وتعرضهن للاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والاختطاف، وأشكال أخرى من العنف الوحشي مثلما تعرض الرجال والفتيان للعنف الجنسي، وغالبًا ما يتعرضون له في صمت ومع اعتراف محدود باحتياجاتهم.

وقالت إن الناجين تحملوا جزءًا كبيرًا من هذه الأزمة، وغالبًا ما يتعذر عليهم الوصول إلى الخدمات وإن تيسر ذلك يكون وصولاً محدوداً إلى الرعاية، والحماية، والعدالة.

ولكن البيان أشاد أيضا بالشجاعة الاستثنائية، وغير العادية، من الناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع الذين يواصلون الإبلاغ عن تجاربهم على الرغم من وصمة العار والخوف؛ وبالمنظمات التي تقودها نساء وتقدم الدعم الحاسم للناجين بموارد محدودة وظروف خطيرة.

ويأتي بيان المسؤولة الأممية بعد يومين من صدور تقرير بعثة تقصي الحقائق في السودان والذي جاء بعنوان “جرائم دولية وانتهاكات مروعة في السودان” والذي أشار إلى تعرض النساء في السودان لخطر متزايد من العنف الجنسي تحت ظروف الحرب الدائرة بالبلاد حالياً،

وقال لبيان مختصر نشره موقع الأمم المتحدة لحقوق الانسان إن بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان حذرت من تصاعد حدّة الحرب الأهلية في السودان مما أدى إلى عواقب مميتة لعدد لا يُحصى من المدنيين العالقين في النزاع. ودعت البعثة المجتمع الدولي لتنفيذ حظر على الأسلحة وضمان مساءلة المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان.

واستعرضت البعثة أحدث النتائج التي توصلت إليها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف أول من أمس (الثلاثاء)، مشيرة إلى أنها وثقّت تصاعدا في استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان وارتفاعاً حاداً في العنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي.

وأشارت إلى أن المساعدات الإنسانية تسُتخدم كسلاح وأن المستشفيات والمرافق الطبية تتعرض لحصار.

ونقل البيان المختصر عن عضوة بعثة تقصي الحقائق، منى رشماوي، قولها إن ما بدأ كأزمة سياسية وأمنية، قد أصبح الآن حالة طوارئ خطيرة على مستوى حقوق الإنسان والحماية وقد شمل ذلك ارتكاب جرائم دولية تلطخ سمعة جميع المتورطين فيها وأن المدنيين لا يزالون يتحملون العبء الأكبر من تصاعد العنف والاشتباكات.

وأشار المختصر بأنه ومنذ تقريرها الأخير لمجلس حقوق الإنسان، قامت البعثة بإجراء 240 مقابلة، وتلقت 110 إجابات مكتوبة، وتحققت من صحة 30 مقطع فيديو، محددّة المواقع الجغرافية لثماني هجمات، وهي تقوم بجمع ملفات تحدّد هوية جناة محتملين.

وأشارت البعثة إلى الاستخدام المكثف للقصف للمناطق المأهولة بالسكان حيث “تعرض المدنيون في محيط الفاشر للاعتداء والاحتجاز والقتل كما تمت مهاجمة وإحراق قرى ونهب ممتلكات من قبل قوات الدعم السريع. وخلال هجوم واحد لهذه القوات من 10 الى 13 أبريل، قتل أكثر من 100 مدني في حين أسفر قصف آخر لقوات الدعم السريع على الكومة عن مقتل ما لا يقل عن 15 مدنيا”.

وقالت البعثة إن مستشفى الفاشر في دارفور تعرض لتدمير جزئي بعد قصف مدفعي في أكتوبر من العام المنصرم.

وأشارت البعثة إلى أنه وفي المناطق التي استعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة عليها كالخرطوم والجزيرة وسنّار، قامت البعثة بتوثيق أعمال عنف انتقامية واسعة النطاق بين أواخر عام 2024 ومنتصف عام 2025. وقد تعرّض أفراد هناك يعتقد أنهم دعموا قوا ت الدعم السريع المتمردة للاعتقال التعسفي والتعذيب وفي بعض الحالات، للإعدام.

كذلك قامت قوات الدعم السريع أيضاً بهجمات انتقامية مع قتلها لـ 30 مدنياً في حي الصالحة بأم درمان أبريل.

وادعت البعثة أن الإغاثة الإنسانية اُستخدمت ولا تزال تستخدم كسلاح وقالت ان القوات المسلحة السودانية فرضت قيودا بيروقراطية؛ “فيما قامت قوات الدعم السريع بنهب القوافل ومنعت إيصال المساعدات بالكامل”.

وحذرت البعثة من أن هذه الأفعال تدفع البلاد نحو المجاعة، خاصة في دارفور.

ونقلت البعثة تحديد الاعتداءات التي وقعت في الثاني من يونيو هذا العام حيث قصفت قافلة تابعة للأمم المتحدة في الكومة في طريقها إلى الفاشر، مما أسفر عن مقتل خمسة من موظفيها. وقد قصفت قوات الدعم السريع المستشفى السعودي في الفاشر عشرات المرّات وفي مايو، قصفت طائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع مستشفى الأبيض الدولي في شمال كردفان مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين وتسبب في إغلاق آخر العيادات الصحية العاملة في المنطقة.

وأشارت البعثة أنها وجدت “ارتفاعا حادا في العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي حيث تتعرّض النساء والفتيات إلى الاغتصاب والاغتصاب الجماعي والخطف والعبودية الجنسية والزواج القسري في الأغلب في مخيمات النازحين القابعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى