الأولويات الوطنية والإلهاء العبثي
د. حسن عيسى الطالب
شعب السودان باتخاذه قرار المقاومة الشعبية المسلحة، وبالدفاع عن العرض والأرض، بالروح والدم، وبالتفويض المشروع والمعلن من كافة قواعده للجيش الوطني، وبالوقوف معه في ذات الخندق لحماية كل الوطن، ووفق الدستور الساري الذي يلزمه بذلك، تجاوز كل الوصفات المؤدلجة والحلول المستوردة والممولة خارجياً.
لا يهم السودانيين المؤتمرات في الصالات المغلقة، والأجندة المصنوعة، التي لم يستشاروا في صياغتها، وتدار في غرف مغلقة وحانات معدة مسبقاً ومدفوعة الأجرة مقدما.
الأولويات القومية والأجندة الوطنية لكل السودانيين اليوم هي تطهير البلاد من التمرد، وعودة النازحين واللاجئين، وإعادة الإعمار، وفرض حكم القانون، ثم الانتقال إلى المشروعية السياسية عبر الانتخابات الشاملة الحرة والنزيهة والمراقبة دوليا التي تتيح لهم اختيار من يحكمهم بلا وصاية ولا تهديد ولا عمالة.
الضغوط التي كانت تمارس على النافذين بذات النسق الماضي، أيام الإنقاذ، وعبر التحرش الجنائي بالقادة السياسيين والعسكريين، وتوعدهم بإستصدار قرارات من برلمانات الشتات، التي جند لها نواب غرباء، لا يعرفون السودان، ولم ينتخبهم السودانيون، سيناريوهات بالية ومنتجات تالفة لم تعد تجدي اليوم فتيلا.
فالشعب هو السيد وهو أصل المشروعية والسيادة الوطنية، وقد قرر إنها الوكالة عنه والتحدث بإسمه.
أية محاولات خارج هذا السياق الوطني المعلن، هو عبث إلهائي يتعين غمطه وعدم الركون إليه.
عاش السودان سيداً وحراً مستقلاً ومجيداً.