الإعمار واستدعاء الكفاءات

دكتور حسن عيسى الطالب

بالنظر لحالة الإحباط العام التي خلفتها انتهاكات الميليشيا، وغياب الابتسامة وذبولها، وغياب روح النكتة الخفيفة، والضحكات البريئة، باعتبارها علاجا نفسياً جمعياُ، نناشد الأستاذ الكوميدي الشهير الأستاذ محمد موسى، صاحب البرنامج القومي، خفيف الظل، والمؤسس على قاعدة: “كوميديا بلا حدود” استئناف نشاطاته الكوميدية الشعبية لمخاطبة هموم القواعد الصامدة، عبر التواصل العفوي المباشر، وباعتباره يمثل منصة برلمانية ضخمة ومفتوحة، وعلى الهواء مباشرة، دونما تكلف، ولا مكياج ولا سابق إعداد، من تلقاء البرنامج الجوال، الذي نال أعلى نسب المشاهدات على المستوى القومي: ” الشروق مرت من هنا”. نناشده ورفاقه من الإعلاميين الوطنيين العباقرة، كالأساتذة جمال محمد سعيد والفادني وفيصل حسن سعد والخ.. ممن لا يتسع المجال لحصرهم، العودة لاستئناف براعاتهم الإبداعية، والتخفيف عن الأمة السودانية المصدومة، ومشاركتها في انتصاراتها الباهرة، وتوثيقها للأجيال القادمة، بعبقريتهم المعهودة، وخفة روحهم وإبداعاتهم.

معركة الكرامة، فتحت لكل أهل السودان ساحة للعمل الوطني الواسع، والتجرد ونكران الذات. والمطلوب من إدارة الدولة العليا ممثلة في مجلس السيادة، والحكومة القائمة، حشد كل الإمكانات الوطنية المتاحة والمحتملة، لإنجاز مرحلة إعادة الإعمار والتعمير بنجاح وبأعجل ما يتيسر.

كما نأمل من الأستاذ خالد الإعيسر، وزير الثقافة والإعلام، المبادرة بحشد الكفاءات والقدرات والرموز الوطنية المبدعة لإنعاش الثقافة القومية، ورفع الهمم، والإرتقاء بالمُثُل والقيّم العليا، التي هي شعار ودثار أهل السودان، وعنوان تميّزهم وتفوقهم.

نأمل من مجلس السيادة التوجيه بإعداد خطط وبرامج على المستوى القومي، تتضمن استدعاء واستنهاض الكفاءات الوطنية للإنخراط في مشاريع وبرامج البناء والتعمير، وعبر استدعاء واستنفار جميع الخبرات، وفي كافة التخصصات، ومن كل أبناء السودان، في مختلف مواقعهم المهنية والإحترافية والاكاديمية، بمن فيهم من أحيلوا للمعاش، للمساهمة في رأب الصدع، وسد الرتق، وتجسير الفجوات الخبراتية والمهنية، التي نجمت إبان فترة الفوضى الإدارية والتغييب الإقصائي المتعمّد للكفاءات الوطنية وتلاشي مبادئ الحوكمة والحكم الراشد، منذ أبريل 2019م، ثم ما تلا ذلك من مخططات التدمير المنهجي لمرافق وقدرات الدولة، وبنياتها الأساسية منذ 15 أبريل 2023م.

فلن يبني الوطن إلا أبناؤه المخلصون المبرؤون من العمالة والضلال الفكري والإستلاب القيمي والإرتزاق.