المحقق – وكالات
قال تقرير التوقعات الاقتصادية للعام 2025 الصادر عن البنك الدولي، إن الصراع العنيف في السودان، إلى جانب الصعوبات التي تواجهها الاقتصادات الأفريقية الكبرى مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا، أدت إلى إعاقة التعافي الاقتصادي في المنطقة.
وتوقع التقرير الذي أصدره البنك يوم 15 يناير الجاري، ونشره موقع راديو فرنسا الدولي و عدد من وكالات الأنباء، أن ينخفض التضخم هذا العام على الرغم من أن أسعار المواد الغذائية ظلت مرتفعة في 2024 . وفي هذا السياق، يتوقع البنك الدولي انخفاض أسعار الفائدة الرئيسية، وهو ما من شأنه أن يحفز الاستهلاك الخاص وبالتالي الاستثمار، على خلفية تحسن العديد من المؤشرات الاقتصادية على مدار عام واحد في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وبحسب تقرير التوقعات الاقتصادية للبنك الدولي فقد تسارع النمو في أفريقيا، حيث ارتفع من 2.9٪ في عام 2023 إلى 3.2٪ في عام 2024، بوجه عام، على خلفية انخفاض معدلات التضخم وتخفيف الظروف المالية. وفق ما أورد (الأحد) موقع “راديو فرنسا الدولي”، حيث أكد البنك الدولي أن هذه النتائج الجيدة تخفي تباينات كبيرة بين البلدان، وتظل التحديات والمخاطر عديدة.
واعتبر التقرير أن هذه التطورات الاقتصادية الكلية ليس لها تأثير يذكر على الحياة اليومية للسكان. فمن المتوقع أن يرتفع دخل الفرد في العامين المقبلين، ولكن بدرجة أقل من المعدلات في الاقتصادات الناشئة والنامية الأخرى. ويتوقع البنك الدولي أن يتراجع النمو حتى في دول مثل أنغولا وجمهورية أفريقيا الوسطى.
ومن بين مخاطر التي أبرزها تقرير البنك الدولي، التدهور “تفاقم عدم الاستقرار السياسي وتكثيف الصراعات العنيفة في المنطقة، وأسعار الفائدة التي ستظل مرتفعة وتثقل كاهل البلدان المثقلة بالديون بالفعل”.
وأكد كبير خبراء الاقتصاد في البنك الدولي إندرميت جيل أن “معظم العناصر التي ساعدت في تنمية البلدان النامية تبددت تدريجياً وعليها الآن مواجهة العديد من الرياح المعاكسة”، داعيا هذه البلدان إلى “التفكير في نهج جديد من خلال تسريع الاستثمار الخاص وتشجيع المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة”، وإلى “الاستخدام الفعال للمواهب ورأس المال.”
وتوقع التقرير أن تستفيد منطقة شمال أفريقيا ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من الطلب المحلي القوي، مما قد يعزز نمو البلدان. وخاصة أن من المتوقع أن يتباطأ النمو في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، وكذلك في أوروبا وآسيا الوسطى.
