الجهاد المدني
د. حسن عيسى الطالب
يتعين البدء فوراً في إعداد وتنظيم الشباب وحشدهم في كل حي وحارة ومحلية في ولاية الخرطوم، بالانتظام في مقاومة شعبية، وحملة قومية فنية، لإعادة الإعمار والعمل في بناء الشوارع المهدمة وبناء وتجسير كل المصارف، ومرافق الصرف الصحي، وإزالة النفايات، ووضع أوعية المناولة في المكبات، ووضع العلامات واللوحات الإرشادية وإعادة ترسيمها، ونشر اللوحات والرسومات السيريالية للمبدعين الوطنيين الذين يسطرون بأناملهم تاريخ نضال وبطولات هذا الشعب وانتصاراته.
ويتعين استنفار مجموعات المبدعين في الخط والرسومات لكتابة تاريخ الملاحم الوطنية، واستعادة كتابة أسماء الشوارع وابتدار التشجير بكل ركن في الولاية، وذلك تضامناً وتزامناً مع رصفائهم الذين يحملون السلاح في كل ربوع البلاد اسناداً للقوات المسلحة وإحقاقاً لحق الوطن واحتراما للمواطن.
يتعين أن يبدأ هذا البرنامج بالتنسيق مع سلطات الولاية، ووزارة الزراعة، وهيئة الغابات ووزارة البيئة، وكل الجهات ذات الصلة، وكذلك بمشاركة واسعة من كافة المنظمات الطوعية الوطنية استعداداً لفصل الخريف.
هذا الواجب الوطني يستدعي أن يُستنهض له المبدعون من المهندسين ومعلمي وعمال المباني والرسامين والخطاطين وكل أصحاب الكفاءات ومن قامات الإبداع الوطنية من الشباب والكهول والشيوخ.
ويتعين أن يبدأ هذا البرنامج اليوم، قبل الغد، وبه يثبت الشباب السوداني البار بوطنه وشعبه وسيادة ترابه أنهم قادرون على استعادة البناء والإعمار وأنهم أكبر من كل التحديات بحضارتهم وآثار تاريخهم وكتبهم المحفورة على جدار الصخور منذ عشرة آلاف عام. ولإثبات أن من يبني خير وأبرك ممن يدمر ويهدم.
فهذه المواقع كلها هدمت بأيدي السودانيين والمغرر بهم من شبابهم اليافعين من قبل تدليس ومخططات العملاء المرتزقين.
إعادة الإعمار واجب وطني، وجهاد مدني، ودين مستحق على كل سوداني، ويتعين البدء به اليوم قبل الغد.