الدخن في القضارف… وجبة الصائمين على الفطور والسحور
القضارف – طلال اسماعيل – المحقق
قبل موعد الإمساك في فجر يوم من شهر رمضان، حرص التاجر جلال عوض السيد بحي أبايو جنوب مدينة القضارف شرقي السودان على منح ضيوفه خليطاً من الدخن بالحليب للدخول في صيام يوم جديد.
وتشهد أسواق القضارف حركة دؤوبة في شراء حبوب الدخن خلال شهر رمضان، حيث أنه يدخل في استخدامات عديدة لوجبة الفطور أو السحور، بخلاف استخداماته المتعددة في بقية الشهور الأخرى.
ويستعمل الدخن في إعداد أشهر الوجبات السودانية خلال شهر رمضان “العصيدة”، كما أنه يقدم مشروباً ساخناً مخلوطاً مع اللبن ضمن تحليل أهل القضارف لإفطارهم، وفق جولة لمراسل “المحقق” في المدينة.
وقال جلال وهو يستعرض فوائده: “في السحور فقط أكتفي بالدخن، تعودت على ذلك منذ سنوات، فهو وجبة غنية.”
ويباع الدخن في الأسواق بأسعار زهيدة تمكن من شرائه، وبمختلف الموازين، وبمبلغ 500 جنيه سوداني يمكن لأسرة أن تعد وجبتها منه، كما أنه يعد أهم وجبة للعاملين في سوق المحاصيل بالقضارف حيث تصنع منه وجبة دسمة تسمى ” القدو قدو” تضاف إليه كميات من اللبن والمربى والسكر ويقدم مشروباً بارداً.
وفي الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2022 أحتفلت منظمة الأغذية و الزراعة العالمية (الفاو، بمقرها الرئيسي بروما، بأفتتاح أولى فعاليات السنة الدولية للدخن تحت شعار (السنة الدولية للدُخن 2023). وتقول إنه يشكّل حلاً مثالياً بالنسبة إلى البلدان الراغبة في زيادة اكتفائها الذاتي وتقليل اعتمادها على الحبوب المستوردة، حيث ينمو في الأراضي الجافة بأقل قدر من المدخلات وهو قادر على الصمود في وجه تغيرات المناخ.
و يُزرع الدخن في مختلف البلدان بما في ذلك الهند ومالي ونيجيريا والسودان وباكستان ويبلغ الإنتاج العالمي للدخن وحبوبه حوالي 30 مليون طن تقريباً كل عام، وتتصدر قارتا آسيا وأفريقيا الغالبية العظمى من هذا الإنتاج، حيث تنتج افريقيا حوالي 20% من الإنتاج العالمي بمقدار 1.05 مليون طن، وكبرى الدول الأفريقية المنتجة هي ملاوي وتنزانيا وكينيا وموزامبيق والسودان وأوغندا.
ووفق إحصائيات رسمية، يتميز السودان بوجود تنوع كبير في عينات وسلالات الدخن الأصلية، إذ تقدر بأكثر من أثنين ألف (2000) نوع، تتوزع في المناطق المختلفة للبلاد في غرب السودان وخاصة منطقة شمال كردفان والقضارف وكسلا والقاش وسنار والنيل الأزرق
وتبلغ المساحة المزروعة دخناً في البلاد حوالي 7 ملايين فدان وتتركز في ولايات الغرب وأهمها شمال كردفان ثم القضارف وكسلا والنيل الأزرق وحلفا الجديدة.
وتعاني جميعها من التدني المريع في كم الأنتاجية أذ تبلغ أقل من نصف طن للفدان. ولا يتجاوز الحجم الكلي للأنتاج 800 ألف طن.