القاهرة – المحقق: صباح موسى
أكد السفير السوداني بموسكو محمد الغزالي التجاني أن زيارة نائب وزير الخارجية الروسي للسودان “الأحد” هامة بكل المقاييس، وأنها تمثل رسالة واضحة للمجتمع الاقليمي والدولي برسوخ ومتانة العلاقات بين البلدين.
وقال التجاني في تصريحات خاصة لـ “المحقق” إن الزيارة كما وصفها المسؤول الروسي بأنها علاقات صداقة تتطلع من خلالها روسيا لتطويرها لعلاقات شراكة استراتيجية في مختلف المجالات، مضيفاً أن التوجه العام للسياسة الخارجية الروسية، هو أنها ترفض التدخلات في الشؤون الداخلية للدول، وتعتمد على بناء علاقات قائمة على المنفعة المتبادلة والمشتركة، احتراماً وتقديراً من قبل العديد من الدول من بينها السودان، وتابع أن دعم روسيا لسيادة السودان ووحدته الترابية وجد التقدير والثناء، خاصة في ظل المحاولات المستمرة للتدخل في الشؤون الداخلية، وتمزيق وحدة السودان ومحاولات المليشيا المتمردة زعزعة كيان واستقرار البلاد، وأن روسيا تتفهم جيداً مثل هذه المواقف، لأنها تتعرض هي الأخري للعديد من المؤمرات، مما كان محل تفاهم وتطابق في وجهات النظر ومجال لعمل مشترك لمواجهة التحديات.
ولفت التجاني إلى أن الزيارة أكدت حرص البلدين على تطوير التعاون والتشاور والتنسيق في المحافل الدولية، وإلى أن السودان قدم شكره وتقديره للمواقف الروسية الداعمة لوحدة واستقلالية السودان خاصة في مجلس الأمن الدولي، مبيناً أن الزيارة تمثل نقطة إنطلاق هامة للعلاقات، وإنها تؤسس لدور روسي في مرحلة إعادة الإعمار، بعد الخراب والدمار الذي مارسته مليشيا الدعم السريع، مشيراً إلى أنه يوجد من الأطر والهياكل الثنائية والمشاريع المطروحة ما هو كفيل بتحقيق هذه الغاية، وأن الجانبين أكدا على استئناف أعمال اللجنة الوزارية المشتركة، التي كان آخر انعقاد لها بموسكو في اغسطس عام 2022 ولم تنعقد في العام التالي نتيجة للحرب، مضيفاً أن بروتوكول اللجنة تضمن مشاريع طموحة واستراتيجية وهامة تضع العلاقات في مصاف الشراكة الاستراتيجية، وأن الإجتماعات عكست توفر الإرادة السياسية للجانبين للمضي فيها قدماً وقتما أصبحت الظروف مواتية، موضحاً أن الزيارة أتاحت الفرصة لتنوير الجانب الروسي حول آخر المستجدات في الساحة السودانية، من ناحية العمليات على الارض، وامتلاك القوات المسلحة لزمام المبادرة، ووضع المليشيا الذي أصبح فاقداً للقيادة والسيطرة ويعيث فساداً وقتلاً وتشريداً وانتهاكاً لكافة القوانين الدولية والإنسانية.
وقال التجاني إن الزيارة أكدت على أهمية التعاون الإقتصادي بين البلدين، وإن عمل الشركات الروسية في مجال التنقيب في ظل الوضع الأمني الذي يشهده السودان، يمثل تأكيداً على حرص روسيا لاستدامة علاقاتها الاقتصادية، ومساهمة منها في رفد الخزينة السودانية بموارد تخفف من وطأة المعاناة الاقتصادية الناجمة من جراء الحرب، مشيراً إلى أن الحكومة السودانية، رغم الظروف الحالية، تقوم بمسئولياتها تجاه مواطنيها، وأن وجود الاستثمار الروسي يساعدها في ذلك، وأنه محل تقدير من الحكومة والشعب السوداني، مؤكداً أن ذلك يضع روسيا في أولى قائمة الدول التي سيعتمد السودان على توسع استثماراتها لمصلحة شعبي البلدين بعد إنتهاء الحرب، وأنه يمكن أن يسهم في إعادة الإعمار للبنى التحتية وفي مجالات الطاقة والنفط وغيره.
وبسؤاله عن إمكانية أن تقوم موسكو بدور في حل الأزمة السودانية قال التجاني، إن روسيا تبدي دائما استعدادها للعب أي دور تطلبه منها الحكومة السودانية لإحلال السلام، وإنها عبرت عن ذلك في العديد من المناسبات وفي البيانات الصادرة عن الحكومة الروسية وفي لقاءات المسئولين في البلدين، مضيفا أن روسيا التي أصبحت بسياساتها المتوازنة وأطروحاتها العادلة، تكتسب صداقات جديدة مع العديد من الدول في محيطنا الاقليمي، وأنها مؤهلة للإسهام في إيجاد حلول للازمة السودانية لمقبوليتها، وأطروحاتها التي لا تقوم على وضع أي مشروطيات مسبقة، ولا أجندة غير معلنة، ولا تدخل في الشؤون الداخلية.
وعن قوات فاغنر التي تساند الدعم السريع، ومدى امكانية وقف هذه المساندة، قال السفير السوداني في موسكو إن موضوع فاغنر لم يعد مطروحاً في الساحة بعد التغييرات التي طرأت عقب تمردها، وموت رئيسها، والذي كانت تربطة علاقة شخصية بقوات الدعم السريع المتمردة، مضيفاً أن قوات فاغنر أصبحت تتبع لوزارة الدفاع الروسية، مما يعني خضوعها لأسس وقواعد التعاون العسكري الروسي مع الدول الأخرى.