ثقافية

عوض الله أفندي

السر السيد

“عوض الله أفندي” واحد من أبطال الفنان جمال حسن سعيد وفي نفس الوقت عنوان لمسرحيته “عوض الله أفندي”، التي ألفها وأخرجها على خشبة المسرح القومي في العام 1992..

جمال حسن سعيد الممثل والمؤلف والمخرج قدم العديد من الأعمال فى المسرح والتلفزيون، ففي المسرح قدم مسرحيات “مدفع الدلاقين” من تأليفه وإخراج حسبو محمد عبد الله، ثم “أمانة ما وقع راجل” من تأليفه وإخراج عماد الدين إبراهيم، ثم من إخراجه هو “عوض الله أفندى” و”عرس أبو الدرداق” و”بيت النمل”.

أما في التلفزيون فقد ألف ومثل في مسلسلات “كاريكاتير” و”شبابيك” و”بيوت” و”فوانيس” و”مطبات”، ومن أسماء أبطاله “عوض الله أفندي” و “طيفور” و”باشري” و”بلة” و”على بدرة” و”خلف الله” و”شعيرية”..

تنهل أعمال جمال من معين الحياة الشعبية وقصص الحياة اليومية وتعيد تصويرها في قالب كوميدي يزاوج بين الملهاة والمأساة، فنظرة سريعة إلى عناوين أعماله وأسماء أبطاله تؤكد ذلك النزوع النقدي لواقع الحياة التي يعيشها هؤلاء الأبطال كما تشير إلى موقعهم الإجتماعي ونظرتهم للحياة، ولعل من أكثر المواقع الإجتماعية التي عبرت عنها أعماله هو موقع (الموظف المسحوق) كما في مسرحيات عوض الله أفندي ومدفع الدلاقين وأمانة ما وقع راجل و”حلقة الماهية” التي عرضها التلفزيون القومي..هذا الحس الشعبي وتلك المعالجة التي تأتى على طريقة السهل الممتنع تأخذ قوتها وجمالياتها من تخلقها من نزوع فلسفي وعمق تميز به جمال فأعماله رغم بساطتها الظاهرة إلا أنها تنطوي على أسئلة تتعلق بمعاناة الإنسان ومصيره وهو يكابد أسئلته اليومية المصيرية ذات الصلة بالسلطة بتمظهراتها كافة.

لا تكتمل هذه المقالة القصيرة والتي تأتى على سبيل الاحتفاء وليس الدراسة المعمقة إلا بالإشارة ولو عابرا إلى جمال الممثل فهو بقدراته العالية في الأداء التمثيلي استطاع أن يمنح الكثير من الشخصيات التي قام بتجسيدها وجوداً حياً وجعلها تمشي بين الناس فشخصية “شعيرية” التي جسد فيها “حارس المرمى”، ضعيف الأداء الذي لا يستطيع أن يحمى شبكته وهى تواجه الأهداف من كل صوب وحدب صارت مثلاً على طول السودان وعرضه لكل حراس المرمى الذين يشبهون شعيرية فما من حارس مرمى ضعيف الأداء إلا وأطلق عليه رواد كرة القدم اسم “شعيرية” .

كما لا يفوتني هنا أن أذكّر ببعض المقولات التي نحتها جمال الممثل وصارت مثلاً يتداوله الناس في حياتهم اليومية كمقولته ( يا خلف الله عذبتنا ) ولا تكتمل كذلك إلا بالإشارة إلى بعض أعمال الآخرين التي شارك فيها كمسرحية “في انتظار البترول” للكاتب محمد فتح الرحمن والمخرج محمد شريف علي، والمسلسل الاذاعى “المدينة تحاصر عبد الله” للمؤلف سعد الدين إبراهيم والمخرج خطاب حسن أحمد، وإلى أسماء بعض الممثلين الذين منحهم حضوراً مميزاً مثل مختار بخيت ومحمد عبد الله موسى وإبراهيم كوميك وأبو بكر فيصل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى