تحقيقات

“المحقق” تواصل البحث في أوضاع السودانيين اللاجئين إلى مصر: اسناد السودانيين المتأثرين بالحرب تغطي 8000 أسرة وتركز على تدريب النساء وتوفير فرص عمل للشباب

أميرة الفاضل تطالب الحكومة السودانية بمساعدة المتضررين وتدعو الخيرين للمساهمة في احتياجات رمضان

القاهرة – المحقق: صباح موسى

رصدنا في تحقيقين سابقين أعداداً كبيرة من حالات النزوح القسري للسودانيين تجاه مصر نتيجة الحرب، ووقفنا على معاناة كبيرة للذين يدخلون مصر عن طريق التهريب، كما رصدنا معاناة أخرى لا تقل خطورة في رحلة العودة للسودان، نظراً لارتفاع تكاليف المعيشة في مصر لشريحة كبيرة من ذوي الدخل المحدود، فلم تستطع هذه الفئة توفير الحد الأدنى من مأكل ومشرب وإقامة وتعليم وصحة وكل معينات الحياة، وكذلك سبل تحقيق الإستقرار، وتيسير عمل إجراءات الإقامة، والتسجيل داخل مفوضية اللاجئين والتي لم تستطع بدورها مساعدة هؤلاء اللاجئين في تدبير معيشتهم.
ومتابعة لأحوال السودانيين الفارين من الحرب في بلادهم، تواصل “المحقق” في هذا التحقيق جانب آخر من كيفية المساعدة في هذه المعاناة، ورصدنا جهات طوعية تعمل في هذا المجال لتخفيف العبء الكبير على كاهل الذين لجأوا إلى مصر، وبالبحث وجدنا مساعدات فردية قد تكون متواضعة مقارنة بالأعداد الكبيرة للنازحين، ومع طول أمد الحرب، حاولنا أن نصل إلى جهات كبيرة تساعد بشكل متخصص ومهني من جمع البيانات والوصول إلى الأسر الفقيرة بشكل ممنهج وعلمي، فتوصلنا إلى أكبر منظمة تعمل في هذا المجال وهي مبادرة “اسناد السودانين المتأثريين بالحرب”، والتي يقف عليها سودانيون ومصريون، والذين انخرطوا بشكل فعلي في المساعدات الإنسانية منذ شهر مايو الماضي… وللوقوف على عمل هذه المبادرة، وإلقاء الضوء على نشاطها ودروب وصولها للمستهدفين والتحديات التي تواجهها، نناقش في التحقيق التالي سبل تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب.

IMG WA x

الفكرة والبدايات
تقول دكتورة “أميرة الفاضل” الأمين العام لمبادرة إسناد السودانيين المتأثرين بالحرب لـ “المحقق” إن فكرة المبادرة بدأت منذ شهر مايو الماضي، بضرورة القيام بدور ايجابي في مساعدة السودانيين الذين أتوا إلى مصر بطريقة عاجلة تاركين خلفهم ممتلكاتهم وأموالهم فراراً من الحرب، مضيفة قرأنا المشهد بأن هؤلاء الفارين لن يستطيعوا تدبير أحوالهم المعيشية لفترة طويلة، ومن هنا فكرت ومعي الدكتور كمال حسن علي، الأمين المساعد السابق للأمين العام للجامعة العربية في إطلاق مبادرة أكبر من كونها مبادرة أفراد حتى تستطيع الإستمرار، وبدأنا في استقطاب أفراد وجهات سودانية ومصرية، واستثمرنا كل علاقاتنا في مصر ومنظمات خارجها، وعقدنا لقاءات مع قطاع خاص من البلدين، ثمّ ذهبنا بالمبادرة إلى الجامعة العربية، وجلسنا مع الأمين العام أحمد أبو الغيط والذي تحمس للمبادرة كثيراً، وشرحنا له الفكرة بأن هناك أعداداً كبيرة من السودانيين ستأتي إلى مصر وستكون هناك فجوة في العلاج والتعليم والمعيشة وكنا وقتها في بداية الحرب، ولم نكن نعرف متى ستنتهي، وقبل الجلوس مع الجامعة العربية استقطبنا عدداً كبيراً من الإتحادات النوعية التابعة للجامعة، وتواصلنا مع معالي الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق، وشرحنا له إننا بصدد تكوين مبادرة لـ “حفظ كرامة السودانيين في مصر”، وكان هذا هو هدفنا الأساسي، وطلبنا منه أن يرأس اللجنة العليا ورحب دكتور عصام من جانبه ووافق على الفكرة.
وواصلت الدكتورة أميرة: تواصلنا كذلك مع عدد من المنظمات المصرية العاملة في المجال الطوعي، بينها جهات كبيرة مثل بنك الطعام ومصر الخير وصناع الحياة، وتواصلنا أيضا مع المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “ايسسكو”، وشرحنا له الفكرة وطلبنا منه أن تنضم المنظمة إلينا، مشيرة أن المبادرة في البداية كان اسمها “نبض العرب”، وأنه بعد انضمام ايسسكو أسميناها ” مبادرة إسناد السودانيين المتأثرين بالحرب”، نظرا لدخول ايسسكو والجامعة العربية، كما وافقت على دعمنا جهات أخرى من وكالات ومنظمة الأمم المتحدة على المستوى القطري، ومنظمة الهجرة الدولية وقابلنا المكتب القطري بها، إضافة إلى منظمة يونسيف وبرنامج الغذاء العالمي وهيئة إنقاذ الطفولة، وأنشأنا شبكة علاقات على مستوى مصر مع جهات حكومية ومنظمات مجتمع مدني وعلى المستويين الإقليمي والدولي، وأصبح لدينا هيكل واضح للمبادرة.

IMG WA x

فتح الأبواب
ولفتت “الفاضل” إلى أن الدكتور عصام شرف لعب دوراً رئيسياً وأنه فتح أبواباً كثيرة للمبادرة، وأضافت أننا عقدنا كل اللقاءات مع المنظمات والجهات التي وافقت على الإنضمام معنا في مكتب الدكتور عصام شرف، وبدأنا الإتفاق الأول عبره، موضحة أن المبادرة لديها الآن 15 جهة من منظمات وجمعيات مصرية وإقليمية وقطاع خاص، كلها أصبحت عضو بالمبادرة، مؤكدة أن الذي ساعد في نجاح المبادرة هو دعم السفارة السودانية للمبادرة، وقالت قابلنا السفير ووافق على أن تكون السفارة متعاونة، على مستوى المستشاريات المتخصصة بها مثل المستشارية الثقافة والطبية، وأصبحت السفارة عضو في اللجنة العليا، مضيفة كان للسفارة دور كبير في المخاطبات الرسمية وتوقيع مذكرات التفاهم مع الجهات المختلفة، كما أوصت السفارة بدخول وزارة التنمية في السودان معنا، ووكيل الوزارة أصبح عضو في المبادرة، والحكومة بذلك على علم ومتابعة بكل ما نفعل، وتابعت كما تواصلنا مع وزارة الصحة القطرية في موضوع الأدوية، والتي أرسلت أدوية إلى السودان، ووعدونا بالإشراف على ملف الصحة وزارعي الكلى، وكذلك الهلال الأحمر المصري الذي وافق على الإشراف على ملف زارعي الكلى.

IMG WA x

قاعدة البيانات
وكان من أوائل التحديات التي واجهت المبادرة – بحسب الفاضل – هو كيفية الوصول إلى الأسر المحتاجة، وقالت بدأنا نبحث عن المنظمات والجهات السودانية والمصرية المعروفة والتي لديها قاعدة بيانات، وتوصلنا مع جمعية أحلام والمرأة وبدأنا نتلمس الطريق بخمس جمعيات مصرية سودانية لديها تجربة ومستوفية شروط التضامن الإجتماعي في مصر، مضيفة طلبنا منهم إحصاء واستبيان للمحتاجين، فهناك نسبة من السودانيين الذين دخلوا مصر حوالي 20% غير محتاجين للمساعدات ووضعهم المالي جيد، وصممنا استمارة مع عدد من المختصين الإجتماعيين حتى نجمع المعلومات عن الأسر ووضعها وتفاصيلها وعدد أفرادها والمرضى فيها، وأعطينا هذا الاستبيان لجمعية الأحلام وكذلك الهلال الأحمر المصري، مبينة أنه في المرحلة الأولى تم إحصاء 3000 أسرة، وأنه بالإحصائيات مع جهات مختلفة وصلت المبادرة لـ 8000 أسرة، وقالت إن الذين استطعنا الوصول إليهم بدعم مباشر شهري حوالي 5000 أسرة، كدعم عيني عبارة عن كرتونة غذائية، ووزعنا لهم بطاطين بالتعاون مع بنك الكساء المصري، كما وزعنا في الشتاء 7000 بطانية، 5000 منهم من بنك الكساء، و2000 من الخيرين السودانيين.

وعن الدعم المادي، تقول أميرة إننا لا نستطيع تقديم مساعدات مالية، لكننا نربط مابين الخيرين والمحتاجين، وندلهم على الأسر والمحتاجين بشكل مباشر، لافتة إلى أن المساعدة المالية تحتاج إلى إمكانيات كبيرة تفوق إمكانيات المبادرة في هذه المرحلة، ولذلك تجنبا العمل فيها، وتجنبنا أيضاً العمل بصورة مباشرة مع المحتاجين، ولدينا مكتبين بمنطقة فيصل ومخازن، ونوزع عن طريق الجمعيات الموجودة في فيصل، ونتحمل التكلفة الإدارية للترحيل والتوزيع، وتابعت عندنا نظام مع بنك الطعام وجمعيات أخرى سجلت على منصة المبادرة، ولدينا لجنة مختصة بجمع الموارد، وطلبنا دعماً من رجال أعمال مصريين وسودانيين، وطريقتنا في الدعم بأن نعطيهم الأسماء، مثلاً نعطي قائمة بالطلاب المحتاجين، والمتبرع يتواصل معهم بشكل مباشر وكذلك يتواصل مع الجامعات، مبينة أن دورنا في المبادرة هو أننا وسيط في هذا العمل.
أما بالنسبة لمرضى الكلى، ممن يحتاجون للزراعة فدورنا هو أن نكون وسيطاً بين المنظمة الداعمة ولجنة زارعي الكلى، وهناك شركات قطاع خاص مصري تدفع تكلفة الأدوية الشهرية لزارعي الكلى، ودورنا هنا التنسيق والترتيب ونشرف على التوزيع عن طريق أطباء يعملون معنا طوعياً للتسليم بالصور والتوقيع للتوثيق، وأضافت بالنسبة للغسيل، عندنا الجمعية الشرعية ولها مراكزها ومستشفياتها، واتفقنا معها على تخصيص مراكز، ونأتي بدعم مالي لهذه المراكز في المقابل المركز يخفض في التكلفة غسيل الكلى للسودانيين، وعندنا مركز الاستقامة بالجيزة ومركز المؤمن في فيصل، ومع جهات خيرين سودانيين يدفعوا مبالغ مالية وندفع للمراكز ويخفض المركز الغسيل من 1200 جنيه مصري إلى 600 جنية بنفسه، وعندما ندخل كمبادرة نخفض إلى 300 جنية فقط ، فهذه هي الطريقة، ونستلم منهم كشوفات بالسودانيين الذين استفادوا، وتابعت ساعدنا حوالي 185 لغسيل الكلي، والزارعين للكلى أقل من 200، مشيرة أنه إلى الآن ليس هناك حصر كامل للمرضى، وقالت لأن ذلك يحتاج طرق مختلفة، مضيفة لدينا لجان في الصحة والتعليم والإعلام والدعم النفسي والإجتماعي والإقتصادية والقانونية وتنمية الموارد والتدريب، وغيرها وكله متفرع من اللجنة العليا.

IMG WA x

الشباب والنساء
وحول كيفية دعم الطلاب قالت “الفاضل” جلسنا مع روابط الطلاب في الجامعات، وبنك الطعام اتفق مع الجامعات مباشرة، ونساعد الطلاب بالطعام، كما نوصل الخيرين بالطلاب، مضيفة لكننا في ملف الطلاب لم ندخل من باب الدعم المادي، دخلنا عن طريق التدريب، وبالذات الطلاب الذين أتوا من السودان، كما نركز على التدريب والتشغيل وتوفير فرص العمل، وقصدنا تدريب النساء في مجال صناعة المواد الغذائية والفلكلور الشعبي السوداني والصناعات التقليدية، وتابعت عملنا عدداُ من الدورات حتى نساعد النساء في الحصول على عائد لأعمالهن، وساعدناهم في التسويق حتى يحصلوا على عائد لأن معظم الأسر السودانية تعتمد على المرأة، كما ركزنا على الشباب، وعملنا مع الاتحاد العربي للإبداع والابتكار وهو من الاتحادات المنضمة معنا من الجامعة العربية، وأعطوا الشباب شهادات معتمدة، وأيضا مع كلية “نيو كاسل” مع جهات مصرية دربت لنا 100 شاب وشابة سودانيين ومستمرين في ذلك، وأيضاً التدريب مع عمال مصر، وقالت دربنا 5000، ويتم تدريب الشاب السوداني في المصانع المصرية ويحصل بعدها الشاب على وظيفة بمرتب شهري معقول، وبها سكن، وساعدتنا عمال مصر كثيراً ولديهم إذن بتشغيل السودانيين في مصر، موضحة أن الهدف من تدريب الشباب هو تعزيز المنافسة في سوق العمل المصري، والتقديم إلى جهات خارج مصر، وأيضاً عندما يعودوا للسودان يكونوا أكثر تأهيلاً، وأن يكون بمقدورهم المساهمة في سودان ما بعد الحرب، وقالت إن التدريب في مجالات متعددة في ريادة الأعمال وغيرها، مضيفة أن التدريب تكلفته عالية، ولذلك حرصنا على التدريب داخل مقر المبادرة، ووجدنا من النقاط المضيئة في المبادرة أن عدداً كبيراً من الخبراء السودانيين في المجالات المختلفة قدموا لنا أنفسهم بشكل طوعي، وسوف نستفيد من العدد الكبير للمتطوعين في شهر رمضان، وهي فرصة لهم للخروج من حالة الإحباط التي خلفتها الحرب.

ثقافة وترفية
وأضافت “الفاضل” اتفقنا مع وزارة الثقافة المصرية وقابلنا الوزيرة لعمل 3 مهرجانات كبيرة لفنانين سودانيين ومصريين في القاهرة والاسكندرية وأسوان، وتحددت المواعيد بعد رمضان، ونشارك الآن في أسواق خيرية وبازارات وفنانين تشكيلين يريدون عمل معارض سوف نرتب لهم ذلك، مضيفة لدينا باب في الجانب الفني والإبداعي، ونتيح الفرصة للشباب لتنمية مهاراتهم.
وفي جانب الإعلام – تضيف أميرة الفاضل – نرعى برنامج ” كل الناس” بقناة الزرقاء، واستضفنا الإتحاد العام للصحفيين السودانيين والاتحاد نفسه عضو معنا، ونرتب لملتقى خاص بالإعلاميات، ونحاول المساهمة في تدريب الإعلاميين بالشراكة مع الاتحاد العام للصحفيين، وأقمنا دورات تأهيل نفسي وإجتماعي مع المدارس السودانية والمنظمات وبعض الأندية وهو من البرامج المستمرة.

مساعدات قانونية
وتابعت “الفاضل” إن أحد الجوانب المهمة في المبادرة هو القانوني، ومع نقابة المحامين السودانيين وبعض مكاتب المحاماة المصرية الكبيرة، اتفقنا على تقديم المساعدة القانونية السودانيين الموجودين بمصر، وتعريفهم بالقوانين المصرية والإجراءات والمعاملات القانونية، وحتى الذين سجلوا في مفوضية اللاجئين لمعرفة حقوقهم في المفوضية، وبدأنا على مستوى الأحياء، وسنعمل شبكة للمحامين على مستوى المحافظات والأحياء بمصر، وقالت بدأنا في توعية السودانيين المتضررين من الحرب على كيفية تقديم شكاوى حول ممتلكاتهم وأموالهم التي نهبت وبقية الإنتهاكات لتقديم شكاوى ضد متمردي الدعم السريع حتى يستطيعوا الحصول على تعويضات لاحقة، مشيرة إلى أن هذه الخدمات ستكون مجانية، وتابعت أما موضوع الإقامة فكونا لها لجنة يرأسها السفير علي يوسف لمناقشة هذا الموضوع، ووعد السفير السوداني بالقاهرة بأن الخطوة الأولى أن يحدث اجتماع للجنة القنصلية في البلدين لنقاش القضايا الخاصة بهذا الشأن، موضحة أن اللجنة عملت مناشدة للرئيس السيسي ووزير الداخلية المصري للنظر في أوضاع السودانين في إجراءات الإقامة، وأضافت: نحن مدركين لحساسية الأوضاع الأمنية في مصر مع الحرب في السودان وغزة، ومن حق الحكومة المصرية أن تفرض إجراءاتها، لكن كنا نعتقد أن تكون الخدمة ميسرة بتعدد المنافذ بالتوزيع على عدد من المناطق، واللجنة المعنية بهذا الموضوع تعمل الآن، ونريد مناقشة الرسوم ولماذا لا تكون بالجنية المصري.

IMG WA x

تحول استراتيجي
وواصلت “الفاضل” أن المبادرة في البداية كانت إنسانية لحل مشكلة محددة ومؤقته، أما الآن نتحدث والحرب على مشارف عامها الأول ولا توجد إجابة واضحة عن متى ستنتهي الحرب، وماذا بعد إنتهاء الحرب وهل سيعود السودانيون الموجودين بمصر، وكم سيكون عدد الذين سيعودون، مضيفة توقعاتنا أن هناك جزء لن يعود، ولذلك أحدثنا تحولاً استراتيجياً في رؤية المبادرة، وفكرتنا أن تتحول إلى جمعية سودانية مصرية وبدأنا الإجراءات، ونعمل الآن تحت مظلة الجامعة العربية، ولنا وضع قانوني نعمل على استكمال جوانبه الفنية، ونريد أن يكون لدينا آلية تنفيذية بتحويل جزء من المبادرة إلى جمعية، وتابعت بدأنا إجراءاتنا مع وزارة التضامن المصرية للتسجيل، ونحرص على تقنين أوضاعنا بمصر، وتمت الموافقة كخطوة مبدئية على الإسم والمقترح الآن وهو “جمعية إسناد المتأثرين من الحروب والكوارث” على أن تكون لكل الجنسيات وعقدنا الاجتماع التأسيسي، وحسب القانون المصري لابد من أن يكون 75% من المؤسسين مصريين، و25% الأخرى سودانيين، وعندنا شخصيات مصرية مرموقة، وعلى الرغم من أن الإجراءات سوف تأخذ وقتاً ولكننا ماضون في التسجيل كجمعية، وقالت إن المبادرة ستستمر تحت مظلة الجامعة العربية وايسسكو وبرئاسة الدكتور عصام شرف، وعندها أهميتها في استقطابها للموارد ودعم الحكومات، وسوف نحتفظ باللجنة العليا وشبكة العلاقات والشركاء، وكجمعية سنكون الأداة التنفيذية لتوصيات مقررات اللجنة العليا، وفقا لقانون العمل الانساني والجمعيات الطوعية بمصر.

تحديات العمل
وعن التحديات التي تواجه المبادرة قالت “الفاضل” لدينا تحديين أولهما في الاحصائيات في الوصول إلى المتضررين، ونحتاج أن نعمل دراسات اجتماعية حول التوعية من مخاطر المخدرات، وعملنا مع صندوق مكافحة الإدمان في مصر وجهات أخرى أهلية، وكذلك التحدي في الوصول لكل الفئات من أطفال ومعاقين ونساء معيلين، مضيفة أما التحدي الثاني فيتمثل في الموارد، فحتى الآن ليس لدينا موارد ثابتة، لدينا شركاء وسنمول سلة رمضان من بنك الطعام ومصر الخير، وهنا لابد أن أذكر مساهمة الايسسكو بأكثر من مليون جنية مصري ذهب جزء منها لمرضى الكلى، والسلة الغذائية، وكذلك التدريب، ولم نستلمه بشكل مباشر، لكن جهات تابعة للجامعة العربية عملت معنا وتعاونت في هذا الموضوع، لافتة إلى أن كل من يعمل بالمبادرة يعمل بشكل طوعي، وقالت نغطي لهم فقط مقابل المواصلات والفطور.

اتهامات التسييس
وحول الاتهامات بسأن المبادرة ومحاولة تسييسها قالت “الفاضل” إن من يتشكك في عملنا عليه أن يشاركنا ويتحقق من ذلك، مضيفة نحن نساعد كل طوائف الشعب السوداني، ولم نتوجه لفئة بعينها، مطالبة الحكومة السودانية بالدعم، وقالت نعتمد على الجهات المصرية والخيرين من السودانيين، وطالبت الحكومة السودانية دعم كل السودانيين الذين نزحوا من الحرب لكل دول الجوار، كما طالبت الخيرين بالمساعدة في دعم احتياجات رمضان وتفقد الأسر في رمضان، وتابعت هناك أسر كثيرة في مصر تحتاج العون، ولم تنسى المتضررين من الحرب في السودان، مطالبة الجميع بتضافر الجهود للمساهمة في هذا الدعم.

IMG WA x

كيفية التواصل
تواصلنا مع أسر سودانية كثيرة في مصر تحتاج إلى الدعم خصوصاً مع دخول شهر رمضان، وطلبوا منا معرفة كيفية التواصل مع مبادرة إسناد، وهنا أوضحت “الفاضل” أن الشخص المحتاج يمكنه التواصل مع المبادرة عن طريق الجمعيات الموجودة في الأحياء المصرية المختلفة، وقالت إن ساكني منطقة فيصل يمكنهم الذهاب لجمعية الأحلام الأفرو أسيوية أو جمعية طلائع مصر، مضيفة لدينا جمعيات تتعاون معنا في عين شمس والدقي وغيرها، ويمكن للمحتاج أن يصل إلى هذه الجمعيات ويسجل نفسه، وعندما تأتينا المنح سنوصلها للجمعيات حتى توصل للأسر المحتاجة، مبينة أنه لا يوجد لدينا توصيل مباشر من المبادرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى