رأي

المليشيا.. خيارات النجاة تتناقص

الطيب قسم السيد

على مدى اليومين الماضيين وحتى صباح الخميس تشهد جبهات القتال، تصاعدا لافتا، في العمليات العسكرية، على مختلف محاور القتال في العاصمة والولايات.

ففي سنار أعلنت قيادة الفرقة السابعة عشرة مشاة، عن خلو الولاية تماما من مليشيا الدعم السريع بعد الانتصارات التي حققها الجيش على جيوبها المتبقية، في مدن الدالي والمزموم وملاحقة عناصر المليشيا، التي حاولت التقدم شمالا ، وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والآليات والعتاد وإجبار المتبقي منها على الهروب داخل حدود دولة جنوب السودان وتأمين حدود الولاية.

فيما تواصلت في شمال دارفور عمليات التمشيط والتطهير لأحياء مدينة الفاشر، من الجيوب التي ظلت متمركزة فيها؛ فيما تشهد نيالا عاصمة جنوب دارفور توترا في صفوف المليشيا المتمردة تطور إلى اشتباكات عنصرية في صفوفها.

وفي محور الخرطوم، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني والجيوب المتبقية من مليشيا الدعم السريع، في وسط الخرطوم.. الطرف المبادر فيها هو الجيش السوداني، وهي معارك حاسمة، تشارك فيها تشكيلات مختلفة، بعضها دخل الحرب لأول مرة. ولم يعد سراً أن المتحركات التي التحمت في منطقة جبل أولياء كلها ذات طبيعة هجومية، بقوة وحماس وكثافة نيرانية أكدها شهود عيان، ودلل عليها التقدم المطرد للجيش في محوري جنوب غرب أم درمان، ووسط الخرطوم..

يأتي هذا وسط أنباء تشير إلى أن منطقة ما بين النهرين كلها كادت تصبح تحت الحصار، المطبق و الخانق من الجيش، حيث يحيط الموت بالمليشيا من كل الاتجاهات. ويقول محللون عسكريون واستراتيجيون، إن مجموعات المتمردين في منطقة المقرن والقصر الرئاسي هي الأقرب للانهيار المتوقع في أية لحظة.. لأن خياراتهم المتاحة بدأت تتناقص أمام القبضة القوية البرية المسنودة بالمدفعية الاستراتيجية،، والطيران الحربي الذي بدأ في استهداف المواقع المتبقية حول القصر الرئاسي، التي يرتكز فيها بعض القناصة الذين يجري تحييدهم بدقة من قبل تشكيلات الجيش المتعددة والمتنوعة مما يضع القوة المتمردة المحاصرة أمام خيارات ثلاثة قابلة للاختزال وهي (الهروب _ الاستسلام _ الموت) وسط متابعات وتحليلات تؤكد أن الخيار الأقرب أمامهم هو -الموت- الذي أصبح واردا

في ظل الحصار المفروض عليهم، والاغلاق الكامل للمنافذ النهرية والبرية التي يمكنهم سلكها لمغادرة العاصمة الخرطوم، أو أي من مدنها الثلاث.

عليه يصبح الموت هو المصير المحتمل للجيوب التي لازالت متبقية في وسط الخرطوم وبعض مناطق أم درمان الجنوب غربية، بسبب هروب قياداتهم وانقطاع الإمداد عنهم، والحصار المطبق عليهم من قبل الجيش والقوات المساندة له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى