رأي

بين الخصوص والعموم.. معايدة مستحقة لأهل قطر

الرفيع بشير الشفيع

أرسلت لي إحدى أخواتي القطريات التي جمعتني بها أيام الشدة، فعرفت من خوتها صدق المشاعر وصدق القول وهمة المرأة القطرية وعزتها مع تواضع ، وإقدامها بتوكل، ومعنى أن تكون العربية ، قطرية ، يتقاطر منها العفاف والسؤدد والإباء، ومعنى أن تكون العزة والشرف والحكمة والعقل في حواشي معاني العربيات، أرسلت لي عزيزة القوم ، معايدة تُطيب بها خاطري وتشاطرني عزيز الفرح في قمة العناء.

أختي العزيزة ، عيد مبارك عليك وعلى أسرتك الكريمة وعلى كل ربعنا وأهلنا وعزوتنا وكرمائنا وأمرانا واخوتنا واخواتنا في قطر الحب ، والمثال ، والكرم والكرامة والنبل والشهامة، والوعي في زمان قل فيه الوعي وضاع فيه النبل وانعدمت الشهامة وقلت الكرامة، وأنعدم النصير وانقطع المعين من على وجه الأرض، وتكالبت الأمم على قصعتنا، وخاننا الصديق والشقيق ، وعَز التناصر، إلا نصر الله، وعون من الله ، فما وجدنا في البشر غير اخوتنا في قطر ، ينافحون عن بلادنا ويُعلّون شأننا ويَرْتقون فتقنا ويُقِيلون عثراتنا ويكفكفون دموعنا، ويرحمون وحشتنا وهواننا على الناس، بعد الله.

لكِ ولأسرتك الكريمة ، ولهم جميعا أميراً ومأموراً، سائدا ومسودا وقائدا ومقودا ، نرفع أكف الضراعة، بأن يزيدهم الله على عزّهم عزاً وعلى شموخهم شموخاً ، وأن يعظم شأنهم ومثالهم وأن يكرمهم في الدنيا كما أكرمونا وأن يسهل عليهم أمورهم ويمهّل كما مَهَلوْنا، وأن يرحمهم في الدنيا والآخرة كما رحمونا، وأن يحشرهم جميعا في ثلة الآخرين التي قال الله فيها ، (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) وأن يجعلهم من أصحاب اليمين، وأن يأتيهم من الخير ما آتى أصفياءه وأنبياءه وخاصته في الدنيا والآخرة، وأن يتقبل منهم بأفضل مما يستحقون، وأن يدخلهم الله الجنة بأي الأبواب يشاؤون، بلا حساب او عقاب ولا هَوْل ولا متربة ولا مصغبة، يوم يَقِّلُ الزاد إلا من زاد لله، وتنعدم الرحمة إلا من رحمة الله ، في يوم حشر يُذل فيه الظالمون ويرتجف فيه الغاصبون ويخيب فيه الجائرون، والخائنون ، وأن يرفعهم في عليين، وأن يكرمهم في الجنة على سرر متقابلين، قطوفها عليهم دآنية ورحماتها حانية.

لهم مني ومن كل شعب السودان كل الضراعات والدعوات الطيبات بأن يعلي الله شأنكم في الدنيا والآخرة.

اخوك الرفيع بشير الشفيع
١٠ أبريل ٢٠٢٤م.

الموافق أول أيام عيد رمضان للعام ١٤٤٥ من هجرة الرسول الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى