أخبار

تفاقم الاوضاع بأعالي النيل بجنوب السودان و الأمم المتحدة تدعو للهدوء

جوبا – المحقق
أصدر الجيش الأبيض القريب من نائب رئيس جنوب السودان دكتور رياك مشار، بيانًا شديد اللهجة أمس (الثلاثاء)، اتهم فيه الجيش الأوغندي مسنوداً بقوات من الجيش الشعبي، بمهاجمة مواقعه في المناطق الشمالية من جنوب السودان، دعمًا للرئيس سلفا كير.

واتهم البيان الحكومة في جوبا بالتعبير عن الكراهية تجاه مجتمعات النوير المختلفة في جنوب السودان، مؤكدًا أنهم لن ينسوا أبدًا قصف مجتمعهم باستخدام الطائرات والمدفعية. وحث البيان الذي وقعه رامكيت ميت، المتحدث باسم الجيش الأبيض بالإنابة، الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، ومجتمع شرق أفريقيا، والترويكا، والأمم المتحدة، والجهات المعنية الأخرى على محاسبة جيش جنوب السودان وقال إن الرئيس سلفا كير، يتحمل مسؤولية الهجمات ضد المدنيين في ولاية أعالي النيل، جنوب السودان و التي راح ضحيتها أعداد غير محددة من المدنيين في خمس محافظات جنوب سودانية.

وكانت خلافات عنيفة اندلعت في جنوب السودان تلتها اتهامات باستعانة الحكومة في جوبا بقوات يوغندية لحماية الرئيس كير وحكومته، وقد نفت حكومة جنوب السودان الاستعانة بأجانب رغم أن القائد العام للقوات اليوغندية مهوزي موسيفني قد أكد ذلك.

إلى ذلك حذر الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، في اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بشأن جنوب السودان (18 مارس) من تفاقم الخلافات التي قد تؤدي لحرب شاملة تنسف ما تم التوصل إليه من صيغة للسلام في دولة حنوب السودان.

وعبر هايسوم في بيانه ممثلا للشركاء في السلام، عن القلق من أن جنوب السودان على وشك الانزلاق إلى حرب أهلية، مما يهدد بمحو مكاسب السلام التي تحققت بشق الأنفس منذ توقيع اتفاق السلام و اعادة تنشيط اتفاق السلام لعام 2018 و دعا إلى تدخل فوري وجماعي لضمان تجنُّب الحرب.

يُشار إلى أنه وبعد استيلاء الجيش الأبيض على ثكنات الناصر في أعالي النيل في الرابع من مارس الجاري، تصاعدت التوترات في جميع أنحاء البلاد إلى أقصى حد وأُلقت الحكومة في جوبا القبض على عدد من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في الحركة الشعبية لتحرير السودان/المعارضة ، بينما اختبأ بعضهم أو فرّوا من البلاد، وفي غضون ذلك، تسببت الغارات الجوية على الناصر في سقوط ضحايا مدنيين. مع انتشار خطاب الكراهية، مما يثير مخاوف من أن يتخذ الصراع بُعدًا عرقيًا.
وُرحِّب هايسوم بالقمة الاستثنائية التي عقدتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في الثاني عشر من مارس، وبيانها الصادر الذي يدعو بوضوح إلى تهدئة التوترات في جنوب السودان.
وأشار إلى أنهم وغم إشادتهم بالرئيس كير لطمأنته المواطنين بأنه لن تكون هناك عودة إلى الحرب، فإنه لتحقيق هذا الالتزام، يجب على الأطراف اتخاذ الخطوات اللازمة والثبات في تنفيذ الاتفاق المُنشّط – نصًا وروحًا.
وطالب بأن يتم حث جميع الأطراف على تجديد الالتزام باتفاقية وقف الأعمال العدائية واتفاقية تسوية النزاع في جنوب السودان (R-ARCSS)، وإعادة تنشيط عمل آلياتها ذات الصلة وتشجيع الطرفين الرئيسيين على الالتقاء ومعالجة خلافاتهما بشكل بنّاء، مع مخاطبة الأمة معًا كإظهار للوحدة.

و دعا هايسوم إلى إطلاق سراح المسؤولين العسكريين والمدنيين المعتقلين أو معاملتهم وفقًا للإجراءات القانونية وأن تعالج توترات في مدينة الناصر فورًا من خلال الحوار بدلًا من المزيد من المواجهات العسكرية.
و حذر من تكرار تجربة السودان الجارية الآن و أضاف “لا نحتاج إلى النظر إلى ما هو أبعد من الحدود الشمالية إلى السودان بحثًا عن تذكير صارخ بمدى سرعة انزلاق الدول إلى حرب كارثية. ولتجنب هذه النتيجة في جنوب السودان، يجب أن تكون هناك عودة فورية من جميع الأطراف إلى اتخاذ القرارات القائمة على التوافق. يجب أن يكون هناك حوار مكثف لحل المظالم وإعادة بناء الثقة بين الأطراف، وبين الأطراف ومؤيديها.”

يشار إلى أن الجيش الأبيض عبارة عن شباب مسلحين من قبيلة النوير، مرتبطين برياك مشار، النائب الأول لرئيس جنوب السودان وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة. ووفقًا لبيان صحفي صادر عن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في 18 فبراير، فإن القتال تضمن أسلحة ثقيلة وأسفر عن إصابات بين المدنيين والأفراد المسلحين. وأضاف البيان أن دورية تابعة للبعثة، كانت مُخططة مسبقًا، قد وقعت في مرمى النيران المتبادلة، حيث أصيب أحد حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة بجروح خلال قصف بقذائف الهاون.

و كانت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) أعربت عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات في الناصر، أعالي النيل، والتوترات المستمرة بين القوات النظامية في غرب الاستوائية والتي أدت إلى وفيات وتدمير الممتلكات ونزوح المدنيين في كلتا الولايتين ففي 14-15 فبراير، وقعت سلسلة من الاشتباكات العنيفة بين قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان (SSPDF) والشباب المسلحين في الناصر. وشملت هذه الاشتباكات استخدام الأسلحة الثقيلة التي أسفرت، حسب التقارير، عن وفيات وإصابات بين المدنيين وكذلك الأفراد المسلحين. كما تأثرت دورية مُخطط لها مُسبقًا تابعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بالقتال، حيث أُصيب أحد حفظة السلام بجروح جراء قصف بقذائف الهاون.
وقال نيكولاس هايسوم، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان: “أحث جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس واستعادة الهدوء فورًا. كما أُدين بشدة أي عنف ضد حفظة السلام، وأُؤكد أن مثل هذه الأعمال تُشكل انتهاكًا للقانون الدولي”.

وأضاف هايسوم: “يُؤكد الوضع في كلا الموقعين على الأهمية الحاسمة للنشر الكامل والسريع للقوات الموحدة اللازمة، وفقًا لاتفاقية السلام المُنشطة. ومن الأهمية بمكان، مع بدء جنوب السودان التمديد الرابع لفترة انتقالية في 22 فبراير، أن تلتزم الأطراف بالاتفاقية وتُعجل بتنفيذها، لأنها لا تزال السبيل الوحيد نحو سلام دائم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى