حرب السودان.. مبادرات سعودية ومصرية و(ليبية تركية) للحل
القضارف – طلال إسماعيل – المحقق
عدة مبادرات من دول جوار السودان، اطلقتها دول السعودية ومصر و(ليبيا وتركيا)تسعى من خلالها لوقف الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل الماضي بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع.
بالإضافة إلى مساعي الامم المتحدة في وقف العدائيات خلال شهر رمضان توطئة لحل الأزمة السودانية.
وتهدف تلك المبادرات عقب وقف إطلاق النار في السودان إلى استئناف عملية سياسية تعيد الاستقرار لبلد تتأثر كل دول الجوار بالأوضاع فيه.
وبات لافتا دخول المؤتمر الوطني الحزب الحاكم سابقا في عهد الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير (1989: 2019) في العملية السياسية بصورة علنية، بعد أن كان محظورا خلال الفترة الماضية حتى أصبحت العبارة الشهيرة (ماعدا المؤتمر الوطني) سمة بارزة في بيانات الحرية والتغيير المجلس المركزي.
لكن تلك المبادرات والمساعي تصطدم بعدم تنفيذ المليشيا لاتفاق جدة ومدى قبول الحرية والتغيير المجلس المركزي التي تطورت الى تحالف سياسي جديد برئاسة عبدالله حمدوك بدخول حزب المؤتمر الوطني في المعادلة الجديدة.
المبادرة المصرية
في 13 يوليوالماضي ، اطلق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مبادرة لحل الازمة خلال استضافة مصر قمة إقليمية لدور جوار السودان ضمن مبادرة تسعى إلى وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة وإيصال المساعدات وإجراء حوار شامل ووضع آلية للتواصل مع الجيش السوداني والمليشيا.
أكدت دول جوار السودان، توافقها على ضرورة إطلاق حوار جامع لكل الأطراف السودانية، مشيرة إلى الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه واعتبار النزاع الحالي شأنًا داخليًا.
وأشارت الدول، في البيان الختامي لقمة دول جوار السودان التي استضافتها القاهرة وقرأه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى إطلاق حوار جامع يلبي تطلعات الشعب السوداني، لافتة إلى تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية.
وكان موقف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بعد طرح المبادرة المصرية بالدعوة إلى ربطها بالمبادرة الإقليمية لمنظمة (إيغاد).
لكن السودان جمد نشاطه في ايغاد في يناير الماضي، مما دفع بالاتحاد الافريقي إلى تشكيل الية رفيعة المستوى للبحث مع القوى السياسية ودول جوار السودان حول سبل إطلاق حوار شامل.
ومن القاهرة، برز الحدث السياسي الابرز في الساحة السودانية بعد أن اجتمعت الآلية الافريقيةالتابعة لمفوضية الاتحاد الإفريقي يوم الاربعاء مع ممثلي لحزب المؤتمر الوطني في طار مساعيها للحوار السوداني السوداني
وضم وفد المؤتمر الوطني كلاً من القيادية د. أميرة الفاضل ومسؤول العلاقات الخارجية بالحزب د. أسامة فيصل.
وتأتي هذه التطورات في ظل وصول وفد من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” برئاسة عبد الله حمدوك إلى القاهرة صباح اليوم الجمعة للتشاور مع القيادة المصرية حول جهود وقف الحرب وإنهاء الأزمة في السودان
وقالت التنسيقية :”الزيارة تأتي ضمن الجهود التي تبذلها “تقدم” لبحث سبل الوصول لحل سياسي سلمي تفاوضي يؤسس لسلام مستدام في السودان”
المبادرة المصرية وجدت ترحيبا من الحكومة السودانية في ذلك الوقت.
وقال مجلس السيادة الانتقالي في بيان: “ترحب حكومة السودان بمخرجات قمة دول جوار السودان التي انعقدت بالقاهرة”.
وأكد المجلس أن “حكومة السودان حريصة على العمل مع كل الأطراف الساعية لوقف الحرب وعودة الأمن والطمأنينة”.
ونقل عن الحكومة تأكيدها أن “القوات المسلحة السودانية مستعدة لوقف العمليات العسكرية فوراً، إذا التزمت المليشيا المتمردة بالتوقف عن مهاجمة المساكن والأحياء والأعيان المدنية والمرافق الحكومية وقطع الطرق وأعمال النهب”.
و اشترط مجلس السيادة وقتها أن يقترن ذلك “مع الالتزام ببدء حوار سياسي فور توقف الحرب يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية تقود البلاد خلال فترة انتقالية تنتهي بانتخابات يشارك فيها جميع السودانيين”.
المبادرة الليبية التركية
ودفعت تركيا وليبيا بمبادرة استضافة محادثات بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في طرابلس.
ووفق تقارير اعلامية ، طرحت طرابلس قيادة وساطة للاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار استنادًا إلى ما جرى في منبر جدة.
وشهدت العاصمة الليبية الأسبوع الماضي، زيارة كل من البرهان، و محمد حمدان دقلو “حميدتي” بدعوة من حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» لبحث إمكانية التوصل لوقف الحرب.
وأعلن وزير الخارجية السوداني السفير علي الصادق الموافقة على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع مليشيا الدعم السريع بوساطة ليبية تركية.
وقال :” المفاوضات، التي وافقنا عليها على الفور عبر المبادرة الليبية، من المتوقع إجراء مفاوضات غير مباشرة من خلال وساطة ليبيا وتركيا”.
وأشار إلى أن “الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في مايو 2023، من خلال منبر جدة، يتضمن انسحاب قوات الدعم السريع من منازل المدنيين والمؤسسات الحكومية، وإخلاء العاصمة الخرطوم من كافة العناصر المسلحة، غير أن قوات الدعم السريع لم تلتزم ببنود هذا الاتفاق”.
منبر جدة
في 3 ديسمبر 2023 قررت الوساطة السعودية الأمريكية تعليق مفاوضات جدة بين الجيش السوداني والمليشيا إلى أجل غير مسمى.
وتعثرت المفاوضات في منبر جدة بعد فشل التفاهم على مطلب الجيش الخاص بخروج الدعم السريع من الأعيان المدنية، وانهاء المظاهر العسكرية في الطرقات والمدن الأمر الذي رفضه مفاوضي الدعم السريع وتمسكوا بالإبقاء على الارتكازات ونقاط التفتيش في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بالعاصمة الخرطوم.
ومنذ ذلك التاريخ، أصبحت بنود منبر جدة في انتظار التنفيذ.
الامم المتحدة تتدخل
جهود دول جوار السودان تتبعها مناشدات من الأمم المتحدة لوقف الحرب.
والخميس،دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في اجتماع مجلس الأمن، إلى وقف العمليات القتالية على الفور في السودان.
وقال غوتيريش: “يجب وقف العمليات القتالية فورًا. نحتاج إلى جهود مشتركة من أجل السلام، أدعو الأطراف المتنازعة والجنرالات عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو وكذلك القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى وقف إطلاق النار”.
وطالب الأمين العام «جميع الأطراف الفاعلة المشاركة في الصراع لاحترام وقف الأعمال العدائية خلال شهر رمضان».
وتابع: «حان الوقت لإسكات البنادق ورفع الصوت من أجل السلام».
وقال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن، إنه تلقى رسالة من رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان يرحب فيها بمناشدة الأمين العام الداعية لوقف القتال بحلول رمضان.
لكن البرهان وفقا للسفير السوداني استفسر الأمين العام عن “كيفية تنفيذ وقف العدائيات في ظل استمرار تواجد قوات الدعم السريع في المساكن ومواصلتها شن الهجمات المتوالية على المواطنين في ولاية الجزيرة”.
وقال السفير السوداني ” كل من يريد أن يُدخل هذه المناشدة إلى حيز العمل عليه أن يأتينا بآلية لتنفيذها والسودان سيرحب بها”.