رأي

قوات ومقاومة الشعب عِز الشعب

د. حسن عيسى الطالب

 

تستحق قوات الشعب المسلحة والقوات النظامية والأمنية وكافة أفراد المقاومة الشعبية المسلحة المساندة لها، التحية والإشادة، بتحرير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، التي تعتبر الناطق الوطني بإسم شعب السودان، وذاكرته المرجعية، وإرثه التاريخي، ولسانه المعبر عن تراثه وثقافته وفنونه، والناشر لآدابه وعلومه وأشعاره، ذات المنشأ والمذاق والطعم والرونق السوداني.

فالعبرة ليست بمجرد تحرير الحيز المكاني، مع أهميته واستراتيجيته، ولكن من تلقاء المعنى القومي الجمعي الذي تمثله هذه الهيئة التي يبلغ عمرها المهني ما يقرب من ثمانية عقود. فتحريرها الذي جاء مباشرة بعد تحرير دار الزعيم الرمز، ورافع علم الإستقلال في أول يناير ١٩٥٦م السيد إسماعيل الأزهري، وفي بحر اثنتين وسبعين ساعة، أثلج صدور كل أهل السودان، وعزز موقع وكفاءة ومهنية الجيش في قلوبهم، مع ما يستشرفونه من بشريات قادمات، بإذن الله، في شهر الله المبارك الكريم. مما أثبت أن جيش السودان بخير، وأن المقاومة الشعبية المسلحة، التي انبثقت من تراكم التجربة، ومن الذهنية النضالية التحررية للشعب المعلم، ومفجر الثورات، فجاءت كرد عملي، وجهد ميداني فاعل، على الانتهاكات الناشزة والفظاعات غير المسبوقة من التمرد المرتزق.

لقد مثلت المقاومة الشعبية الدعم المادي، والسند الوطني، لتعزيز سيادة ومجد السودان المستدام، والتي يتعين أن تظل وترعى، من الشعب والدولة، كهيئة قومية لحماية الدستور، وحماية المكتسبات الوطنية، والإرث القومي، وتحضن باعتبارها كيانا مؤسسا للاحتياطي القومي، الذي يسند الجيش الوطني، حماية للأرض والعرض، ودفاعا عن شرف السودان وترابه الوطني.

فالذي أثبتته الوقائع على الأرض، منذ التمرد الغادر الآبق في 15أبريل 2023م، وأكدته قناعات ترسخت لدى كل شعب السودان، في كافة ربوع البلاد وأرجائها القصوى، أن وطناً بلا جيش قوي، وسند وطني، لن يتحقق له سلم، ولن ينعم بأمن ولا عزة ولا بقاء.

وأن شعباً لا يسند جيشه، أو يتخلى عن نصرته، ولا يقف معه في ساعات العسرة والشدة، والابتلاءات العظمى، لا يستحق العيش في الوطن الذي تظله سماؤه، ولا الأرض التي يقف على ترابها، وسوف تكون بلده ساحة للإرتزاق والفتن وسوء الأخلاق.

فللأوطان في دم كل حر

يد سلفت ودين مستحق،

ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم،

ومن لا يتق الشتم يشتم

ومن هاب المنايا ينلنه وإن يرق أسباب السماء بسلم.

عاش السودان حرا مستقلا سيدا مجيدا.

المجد للشهداء في الأعالي،

ولله تعالى تبتهل الأكف بالدعاء للجرحى وبعاجل الشفاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى