كيف سيستقبل السودانيون رمضان هذا العام؟
المحقق – نازك شمام
متغيرات عديدة حدثت خلال الأشهر الماضية جعلت من شهر رمضان الكريم هذا العام يختلف عن سابقيه على كافة السودانيين في كل بقاع العالم، الحرب التي ستكمل عاماُ بحلول الشهر القادم جعلت من رمضان الذي سيستقبله المسلمون في كل الدول ذو طعم مغاير فمعظم السودانيين تشتتوا في بقاع العالم هروباً من عدم الأمان الذي ساد عدداً من الولايات مما يجعل من العيش فيها غير مأمون العواقب.
“ سنستقبله كشهر للصوم والعبادة فقط” بهذه العبارة الغارقة في الحزن أجاب إسماعيل محمد إبراهيم على السؤال الذي دفعت به ( المحقق) كيف سيستقبل السودانيون رمضان هذا العام، وقال إبراهيم الذي يتواجد في العاصمة المصرية، القاهرة، “ نحن الآن نريد أن نعيش مستورين فقط” وأضاف “تحضيراتنا للشهر المعظم أضحت ضرباً من ضروب الرفاهية” وتابع “ سنفتقد كافة الطقوس السودانية هذا العام”.
أميرة علي أكدت بدورها على حديث إبراهيم السابق وأبدت أسفها لعدم تمكنها من التحضير للشهر المبارك كما كان في السابق، وكشفت ل( المحقق) عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية السودانية الخاصة يرمضان، واستنكرت أن تمارس المحلات السودانية بمصر الغلاء لافتة إلى أن طبقة الآبري الواحدة يصل سعرها إلى 120 جنيه مصري !!
ويقول مرتضى أحمد، الذي غادر الخرطوم إلى يوغندا ل (المحقق) إنه أجبر على الخروج من وطنه وحزين بأن يحل الشهر العظيم وهو خارج الديار.
مضيفاً أن صوم رمضان ركن من أركان الإسلام إلا أنه يحظى بمكانة خاصة وطقوس، وهذه الطقوس لا يمكن أن نمارسها إلا في المكان الذي أعتدنا عليه.
وتابع: “واحد من الطقوس ( الضرا)، بمناسبة منتدى اجتماعي، ويمثل وسيلة للتكافل الإجتماعي ونتبادل فيه المؤانسات والنقاشات في شتى المجالات، ونتفقد فيه بعضنا البعض ونتعرف على أحوال بعضنا مع مشاغل الدنيا وهو فرصة لتلاقٍ غير محدود ويشكل مساحة للتفاكر في العديد من القضايا الإجتماعية.
وأردف:” سنفقد ” الضرا ” في هذا الموسم وأيضا قد لا أجد كل الأطعمة التي كنت أتناولها في رمضان مثل العصيدة المعدة من الذرة المحلية والدخن وملاح التقلية والروب، والعصائر المحلية الحلو مر والتبلدي.
وسنفقد الصيام وسط دفء العائلة والجيران والأحباب.
وختم أحمد، رمضان سنتعامل معه في هذا العام كشعيرة دينية نؤديها لوجه الله تعالى لكنه سيكون بلا طعم وستختفي البرامج المصاحبة له.
أما تيسير جبريل التي دفعت بها ظروف الحرب لمغادرة الخرطوم إلى كمبالا تقول “إنها ستسقبل شهر رمضان هذا العام بعيداً عن الوطن والأسرة، بعد أن أجبرت على مغادرة البلاد كغيرها من السودانيين الذين تقطعت بهم السبل في عواصم دول الجوار ومعسكرات اللجوء”.
وتضيف تيسير ل(المحقق): “قبل انطلاق الحرب كنت أبدأ في أستقبال شهر رمضان منذ وقت مبكر من خلال الانخراط مع المجموعات الشبابية التي تعمل في توزيع الحقائب الرمضانية على الأسر المتعففة، ولكن في هذا العام أجد نفسي عاجزة عن تقديم يد العون للمحتاجين الذين يعانون من التشرد والنزوح وهم يفتقدون لأبسط مقومات الحياة”.
وتابعت، “استقبل رمضان هذا العام بالدعاء والتضرع للمولى – عز وجل – بأن يوقف الحرب ويعود السلام للوطن الجريح”.
ولفتت تيسير، إلى أنها تفتقد في هذا العام عادة محببة لنفسها ظلت تمارسها منذ سنوات وهي فطور أول يوم في رمضان مع والدة زوجها التي حرمتها الحرب من التواصل معاها وسماع صوتها بسبب انقطاع الاتصال والإنترنت.
في السودان أيضاً يستقبل السودانيون رمضان هذا العام بشيء من الحزن والرجاء بالولايات الآمنة مع دعوات مكثفة بأن يكون الشهر المبارك هو نهاية هذة الحرب.
وترى رحاب خليفة التي غادرت الخرطوم إلى الولاية الشمالية أن الشعور بالحزن والغبن يسيطران على مشاعرها وهي تستقبل رمضان خارج منزلها للمرة الأولى وتؤكد ل ( المحقق): “على الرغم وجودي وسط أهلي وعشيرتي إلا أنني أفتقد طقوس بيتي ومنطقتي” .. وتتابع “ الولايات أضحت فيها الأسعار مرتفعة وفي ظل عدم وجود دخل مستقر يصعب العيش فيها” وتردف “ أتمنى أن تنتهي الحرب ونعود جميعاً إلى منازلنا وحياتنا التي نعرف”.
أما يوسف السر بولاية نهر النيل فيقر بأن رمضان هذا العام وعلى الرغم من أنه مختلف إلا أنه يحمل دروساً عديدة للسودانيين بالتخلي عن مظاهر البذخ والإسراف التي كان يتسم بها سلوكهم في الشهر المبارك، وطالب بأن يكون رمضان هو شهر للعبادة والتفكر فيما حدث بعد الحرب والتخلي عن كل العادات والتقاليد غير المحببة.