رأي

لصوص الحروب

راشد عبد الرحيم

لصوص الحروب هم من أسوأ اللصوص، يستغلون انشغال ضحاياهم في قضايا كبرى و ينهبون ما يتطرف من صغار الماشية و البهائم و الهوام.

لصوص الحرب من أبناء الجنوب استغلوا انشغالنا بالحرب و تحركوا لسرقة أطراف الوطن بالنفخ في مشروع إستفتاء أبيي من طرف واحد.

اجتمع نفر من أبناء المنطقة الذين خدعوا قرنق و خضعت لهم حكومتنا، يضيفون لخداعهم مكراً جديداً ليسهل لهم ابتلاع المنطقة كلها في غفلة من الجميع.

و هم لا يعلمون أن مكرهم الذي يحبكونه و يستفيدون من انشغال خصومهم المسيرية و الذين سيعودون لينقلبوا عليهم متى ما انتهت الحرب و هم أشد حقداً و شراسة عليهم.

يتنكرون للسودان الذي مكنهم من حكم بلادهم بيسر و سلاسة بعون حكومتنا.

أبناء أبيي الذين تآمروا علينا اليوم هم الذين رضعوا من ثدي السودان و مكنهم من أفضل أنواع الدراسات و أعلى التأهيل في المدارس و الجامعات ثم الوظائف الرفيعة من كبيرهم في إدارة أبيي شول دينق ألاك الذي درس في جامعة السودان ثم عين وزيراً للدولة في الخارجية

ثم من عين دينق ألور وزيرا للخارجية إلي رياك مشار الذي تقلب في مواقع الحكومة السودانية و رتع من مكاسبها و عاش في حمايتها و لا يزال له بيت فسيح في الرياض أكبر أحياء الخرطوم.

لم يكن لجنوب السودان أن تكون له دولة دون السودان الذي ينقلبون عليه اليوم بالخيانة و المكر و الخديعة

بالأمس فقط مكنهم السودان من مواصلة ضخ نفطهم عبر أراضيه و تحت حماية جنده.

جنوب السودان و حتى في ظل الحرب يعيش علي السلع و المحصولات التي تصله من بلادنا.

بترولهم لن يصل لموانئ يصدر منها إلا عبر أراضينا.

إن حياة الجنوب و نفطه لا فائدة منها إلا ان تعبر السودان الذي أقام لهم منشآتهم النفطية و بناها بعقول و سواعد أبنائه.

أبناء النوير هم أكبر مرتزقة مع التمرد اليوم و هم الذين عاشوا برعاية و حماية السودان و جيشه الذي ظل يحميهم من إخوتهم الدينكا الذين يبشعون و يفتكون بهم .

كثير من الذين أحسن إليهم السودان من دول الجوار إنقلبوا عليه و لن تكون العلاقات القادمة قائمة علي تقديرات الحكم و حسابات الدولة فقط بل ستكون حسابات علي الأرض بين أهلها و من يعتدي عليها من أهل الأطماع و النهم الذي سيرتد عليهم .

كل من ولغ في الدم السوداني و كل من اعتدى علي أرض السودان لن يهنأ بما كسبت يداه و بما ناله من جشع عابر في مقابل منفعة عاجلة لن ينالها إلا بدفع ثمنها كاملاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى