لماذا يتجرأوا على سؤالنا..!
علي عسكوري
يجتمع القوم وينفضون، طائرات تسابق طائرات، مؤتمرات تقوم وتنفض، مبعوثون يعقدون المؤتمرات الصحفية ويطلقون التصريحات، دول تتلصص لتشارك، قحاته يلهثون ليصلوا كراسي السلطة، مجلس الأمن يجتمع ويناقش، الكل يتزاحم ويتدافع!
ماذا دهى القوم حتى ينسوا الحقيقة البسيطة، وهي لا تحتاج لتذكير أو تكرار..!
جوهر القضية أيها الملأ أن أرض السودان هي أرضنا ورثناها أباً عن جد وكابراً عن كابر ، والآن تتعرض لغزو، وطبيعي أن ننهض جميعاً للدفاع عنها، هذا أهم وأول واجباتنا…! وهو أمر لا نحتاج أن نستأذن أحداً للقيام به ولا أن يذكرنا به أحد.
مال هؤلاء القوم وهذا الأمر! وما المشكلة في هذا الأمر أصلاً… شعب يدافع عن أرضه وحياته ووجوده… أين المشكلة!
إني والله لأعجب في تطاول القوم علينا ليخبرونا كيف ندافع عن أرضنا، ومَن نفاوض ومن نلتقي، في وصائية مستهجنة ومرفوضة تماماً..!
أرض السودان بفيافيها وصحاريها وجبالها وأنهارها وبواديها وريفها وحضرها وتلالها ورمالها هي ملك خالص للشعب السودانى. الآن تأكد للشعب السودانى أن هنالك مليشيا تقف خلفها دول حاولت وتحاول أن تطرده من أرضه وتستولي عليها لتحوله إلى شعب بلا أرض..! لذلك نهض الشعب بكل قواه ليدافع عن أرضه… ما علاقة هؤلاء القوم بهذا الأمر! يجتمعون أو لا يجتمعون… ما خطبهم..! ماذا يريدون منا..؟ هل يعتقدون أننا سنتنازل عن شبر واحد من أرضنا..! أليس للقوم أعمال وأشغال ليقوموا بها ويتركونا في حالنا..!
عندما غزا الرئيس العراقي الأسبق دولة الكويت قامت الدنيا ولم تقعد وجحفلت الجيوش وتم طرد القوات العراقية دون أي مفاوضات… كل ذلك لأن العراق غزا أرضاً ليست أرضه، وكان طردُ قواتِه واجب الساعة..! هل اجتمعوا في باريس أو أديس ابابا لمناقشة الغزو أو الديمقراطية وحقوق الإنسان وما إلى ذلك من لافتات الاستعمار الجديد، أم تمت مواجهة القوات الغازية وطردها..! أليس هذا تاريخ قريب لا تزال تبعاته ماثلة..! ترى ما الفرق ولماذا الكيل بمكيالين!
يقوم الشعب السودانى حالياً بذات الأمر… سحق الغزاة وطردهم من أرضه..! أين المشكلة في هذا الأمر..! هذا أمر تقوم به كل شعوب الأرض قاطبة، ألم يقاتل الأمريكان الإنجليز حتى نالوا استقلالهم، ألم يقاتل الفرنسيون النازيين واستعانوا بحلفائهم لطردهم من بلادهم، ألم يقاتل الروس النازيين حتى دحروهم، ألم يقاتل الصينيون اليابانيين والأمريكان والفرنسيين حتى أجلوهم من أرضهم، ألم يقاتل الفيتناميون الأمريكان حتى أخرجوهم من أرضهم وأخيراً ألم تقاتل طالبان الأمريكان حتى أخرجتهم من أرضها..! أليس هذا هو التاريخ البعيد والقريب..! والحال كذلك..إذن لماذا كل هذا الضجيج والجلبة والاجتماعات والمؤتمرات عندما نمارس حقنا في الدفاع عن أرضنا..! أم ترى أن العالم قد تفاجأ بهبة الشعب السودانى واستماتته في الدفاع عن أرضه فألجتمه قوة شكيمتنا واستعداد شعبنا للفداء..!
ترى هل كانوا يعتقدون أن الشعب السوداني مجموعة هوانات وأضينات وهوام يمكن لمليشيا مكونة من مقاطيع الصحراء الكبرى طرده من بلاده واتخاذها وطناً لهم..!
لا شك عندى أن المتآمرين قد ذهلوا وصدموا من وقفة الشعب والجيش دفاعاً عن الوطن، فصار كل حديثهم المعونات الإنسانية والمجاعة وما إلى ذلك من قصص وكاذيب ينسجونها لشىء في نفس يعقوب!
ليعلم هؤلاء ومَن خلفهم أن الشعب السوداني هو أقدم شعب دافع عن أرضه منذ عصور ما قبل التاريخ، وعصور ما قبل التاريخ تعني العصور التى سبقت تطوير الكتابة. فمنذ أيام حضارة كرمة ظل الشعب السوداني يدافع عن أرضه وما انفك، فأهل كرمة هم أسلافنا الذين علموا العالم المدنية. ثم قاتل أسلافنا الفراعنة قروناُ عدة دفاعاُ عن أرضهم ثم غزو مصر نفسها وحكموها لقرابة القرن؛ ثم نازلوا الرومان ودحروهم، ثم نازلوا المسلمين وصدوهم؛ ونازلوا الأتراك ودحروهم وكذلك البريطانيين. هذه منازلة ممتدة عبر القرون، فما هو الجديد ! الآن نحن نمارس حقنا الطبيعي الذى مارسه أسلافنا في منازلة الغزاة ودحرهم من بلادنا، ففي ماذا يلوموننا إذن؟
عبر كل تلك العصور والحقب روى أسلافنا هذه الأرض بدمائهم الطاهرة وها هي تنتج أبطالاً وفرساناً جدد وسيستمر شعبنا في إنجاب الرجال الشجعان الذين يتبعون طريق الشهداء من أسلافهم ولن تتوقف أرتال الشهداء، فنحن شعب ما خلق إلا لولادة الأبطال والفرسان.
في كل جبل وتل و شاطىء نهر وفرسخ ومفازة خضب شهداؤنا الأرض ورووها بدمائهم الزكية تتنسمها الأجيال جيلاً بعد جيل ومنها تتعلم معني الدفاع عن الأرض وقدسيتها.
غنينا لهم:
نذكر اليوم جميع الشهداء ..
كل من خَطًّ على التاريخ حرفاً من دماء
أيها القوم: هذى أرضنا نقوم بواجب الدفاع عنها فلا تزعجونا (بنقتكم) الكثيرة، إذهبوا وازجوا وقتكم فيما يفيدكم.
نحن كشعب سودانى نريد أن نعرف لماذا تسألونا عن حقنا في الدفاع عن أرضنا..؟
سنعلم العالم معنى حب الأرض والتضحية والبسالة في الدفاع عنها.
ختاماً جميعكم مدعوين للاحتفال معنا قريباً بدحر الغزاة لتروا بأعينكم استعداد شبابنا للتضحية والفداء ومنازلة الغزاة القادمين الذين نعلم أنكم تجهزونهم، ولعلمكم فإن شبابنا أيضاً جاهز للنزال والدفاع عن الأرض! هكذا نحن، فوفروا جهدكم وانصرفوا…!
شكر الله سعيكم
هذه الأرض لنا