مسيرات المليشيا هل تعيق تقدم الجيش السوداني؟
القضارف – المحقق – طلال اسماعيل
مع تقدم محاور عسكرية للجيش السوداني نحو تحرير مناطق بولايتي الجزيرة والخرطوم، من قبضة مليشيا الدعم السريع، تطلق المليشيا مسيرات انتحارية لجذب الانظار إليها بعد أن توقفت منذ 18 ديسمبر الماضي في تحقيق أي انتصار عسكري لها منذ دخول قواتها إلى ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.
الثلاثاء، قالت قيادة الفرقة الثالثة مشاة في بيان تلقى (المحقق) نسخة منه: “بحمد الله و توفيقه أفادت غرف السيطرة والرصد بقدوم طائرة مسيرة قادمة من اتجاه الجنوب إلى الشمال وتم تنوير جهات الاختصاص بذلك، وعند دخول المسيرة المعادية في حدود قيادة الفرقة تم التعامل معها من قبل المضادات الأرضية وبحمد الله تم تدمير عبواتها المتفجرة جوا وسقطت باقي الاجزاء في جزء من مباني مطار الفرقة دون أن تسبب أي اضرار أو اصابات بالأرواح أو المعدات”.
وتابعت :”بعد حوالي ساعة من تدمير الأولى تم الاعلان عن رصد مسيرة معادية ثانية وكذلك تم التعامل معها بالمضادات الجوية والأرضية وتم تدمير وإصابة العبوات المتفجرة جوا وسقطت أجزاء منها أيضاً حول مباني المطار دون أن تسبب أي أضرار أو إصابات بالأرواح والمعدات”.
وأضاف البيان :”الرصد والانذار المبكر والمتقدم من غرف التحكم والسيطرة أدى الى التعامل السريع من قبل الأسلحة والمضادات الأرضية والجوية وذلك أدى إلى منع حدوث أي أضرار بفضل الله تعالى ويقظة قوات قيادة الفرقة الثالثة مشاة”.
وأكد البيان:”نطمئن جميع المواطنين بمدينة شندي بأن جميع قوات الفرقة الثالثة مشاة وكل الأجهزة الأمنية وكذلك قواتنا المتقدمة نحو نظافة منطقة الجيلي في كامل الاستعداد القتالي لحماية المنطقة بل والتقدم بثبات لإكمال مهامها لنظافة منطقة المصفاه من المليشيات والمرتزقة بنصرٍ من الله وفتح قريب”.
وذكر البيان:” نؤكد ليس هنالك ما يدعو لإغلاق الأسواق أو تعطيل العمل بالمدينة وأن الأوضاع بقيادة الفرقة الثالثة ومدينة شندي تسير بصورة طبيعية”.
حصار مصفاة الجيلي
وذكرت مصادر عسكرية للمحقق بأن قوات مليشيا الدعم السريع في منطقة مصفاة الجيلي شمال العاصمة السودانية الخرطوم تواجه بحصار محكم منع منها الامداد.
واشارت إلى أن تحرير المصفاة قد اقترب بسيناريو يشابه تحرير الاذاعة والتلفزيون في أم درمان في الأسبوع الأول من شهر رمضان الماضي.
من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السودانية السابق العقيد ركن إبراهيم الحوري إن إطلاق المسيرات على المدن الآمنة “فرقعة إعلامية” لرفع الروح المعنوية لقوات “العدو” التي تزداد خسائرها يوما بعد يوم.
وقال الصحفي مجاهد عثمان باسان من مدينة شندي :’مسيرات شندي كمسيرة عطبرة موجهة يسهل تشويشها وإسقاطها تأثيرها الإنفجاري ضعيف، المسيرة الأولى سقطت والأخريات تم تشويشها واسقاطها، أصوات المضادات كان لها صدى كبير، الأوضاع الآن عادية وكذلك حركة السوق عادية.”
مسيرات عطبرة والقضارف
وفق محللين عسكريين، فان إطلاق المليشيا للمسيرات في عطبرة والقضارف قبل شندي، تزامن مع تقدم الجيش السوداني نحو ولايتي الخرطوم والجزيرة وتحقيقه لانتصارات عسكرية.
ونجحت سلطات ولاية القضارف في اسقاط مسيرات مليشيا الدعم السريع التي استهدفت مقر جهاز المخابرات العامة بالولاية، بعد أن نجح أحد أفراد الجهاز في إسقاط المسيرة في مقر الجهاز وسط مدينة القضارف دون أن تحدث أضرارا”.
وسقطت”مسيرة أخرى المنطقة (الواقعة) أمام مقر الجهاز القضائي المجاور لمبنى جهاز الأمن”.
وتزامنت تلك المسيرات مع تقدم قوات الجيش السوداني من محور الفاو بولاية القضارف نحو مدينة ود مدني، ووصلت قوات الجيش إلى منطقة الشبارقة كما استطاعت أن تفرض سيطرتها على أجزاء واسعة من محلية أم القرى بولاية الجزيرة.
وفي الثاني من أبريل، قُتل 12 شخصا وأصيب 30 بجروح في هجوم بطائرة مسيرة في مدينة عطبرة، الواقعة على بعد نحو 300 كلم شمال شرق الخرطوم، والتي لم تكن جزءا من المعارك الدائرة في السودان.