واشنطن : المحقق
تقدم عدد من أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي بمشروع قرار يتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.
المشروع الذي ينتظر التصويت عليه خلال أسابيع ليصبح قانوناً بعد توقيع الرئيس الأمريكي عليه، قدمه كل من السيناتور عن ولاية إيداهو جيمس ريش (جمهوري) باسمه وباسم بن كاردين السيناتور عن ولاية ميريلاند (ديمقراطي)، إضافة إلى كوري بوكر السيناتور عن ولاية نيو جيرسي (ديمقراطي).
مشروع القرار هذا دعا إلى دعم المحاكم الجنائية الدولية وإجراء تحقيقات لمحاسبة قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها للمساءلة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
وقد سرد مشروع القرار الحيثيات التي استند إليها معدوه، ابتداءً من عام 2003 إبان حكم الرئيس البشير مشيراً إلى “مليشيا الجنجويد”، وما ارتكبتها من مجازر ضد القبائل غير العربية كالفور والزغاوة والمساليت من خلال “عمليات القتل الجماعي والتهجير القسري وتدمير القرى. كما أشار مشروع القرار إلى تاريخ نشأة قوات الدعم السريع رسمياً عام 2013 لتصبح تحت عباءة المخابرات والأمن الوطني.
وأشار مشروع القرار إلى أن ” محمد حمدان دقلو (المعروف باسم “حميدتي”)، أحد قادة ميليشيا الجنجويد أثناء الإبادة الجماعية في دارفور … شغل منصب رئيس قوات الدعم السريع وأصبح “نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى السلطة من الرئيس السوداني عمر البشير عام 2019، ونائب رئيس المجلس السيادي فيما بعد”.
أورد مشروع القرار الحرب التي اندلعت بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الخرطوم في 15 أبريل 2023 وانتشارها بسرعة إلى دارفور، وسيطرة قوات الدعم السريع على عدد من المدن في دارفور، مشيراً إلى تقرير مرصد الصراع في السودان الذي صدر في 14 يوليو 2023، بتمويل من الولايات المتحدة، الذي كشف عن “أعمال قوات الدعم السريع في دارفور، بما في ذلك محاصرة المدن، وتدمير القرى، وارتكاب جرائم. ويعكس عمليات الاعتقال خارج نطاق القضاء والقتل والعنف الجنسي ضد الجماعات العرقية المساليت والفور والزغاوة الفظائع التي ارتكبتها حكومة السودان وميليشيات الجنجويد…”
ذكر مشروع القرار التقرير الاستقصائي للسي إن إن في 16 أغسطس 2023 الذي أورد فظائع 15 يونيو 2023 في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور واصفاً إياها بأنها “واحدة من أعنف الحوادث في تاريخ المنطقة السودانية التي مزقتها الإبادة الجماعية”. كما أشار أيضاً إلى قتل زعماء المساليت وعلى رأسهم خميس عبد الله أبكر، والي الغرب دارفور والفرشة محمد أرباب وهو زعيم بارز في سلطنة المساليت.
وبعد إيراد شواهد عديدة ضد قوات الدعم السريع وانتهاكاتها ضد حقوق الإنسان في دارفور، خلص مشروع القرار إلى إدانة تلك الفظائع والدعوة إلى الوقف الفوري للحرب مع اتخاذ خطوات عاجلة للعمل مع المجتمع الدولي وخلال المحافل الدولية لحماية المدنيين ودعم المحاكم والتحقيقات الجنائية الدولية لمحاسبة قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ومساءلتها عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسان- والإبادة الجماعية.