مع اقتراب رمضان.. السكر صامد رغم الحرب
المحقق: نازك شمام
استثناءاً لن يكون رمضان هذا العام في السودان كما كان في أعوام ٍ سابقة، تقلبات سياسية ستشوه عادات وتقاليد سودانية أصيلة ارتبطت بالشهر المعظم بالبلاد وتغير ثقافته الاستهلاكية لاسيما في السلع الرئيسية وفي مقدمتها سلعة السكر.
ظواهر إقتصادية اعتاد السودانيون عليها على مرّ السنوات السابقة باختفاء سلعة السكر قبل شهور من رمضان بعد أن يقوم التجار بتخزينه وطرحه مع اقتراب حلول الشهر الكريم بأسعار أعلى وتنخفض أسعاره وتستقر كلما اقترب الشهر وحتى دخوله.
هذا العام يبدو سوق السكر التجاري مختلفاً باختلاف الأوضاع السياسية والإقتصادية والاستهلاكية في ظل خروج ولايات كانت الاعلى استهلاكاً بسبب كثافتها السكانية وعاداتها الغذائية وفي مقدمتها ولاية الخرطوم وولايات الغرب، ولكن الحرب القائمة جعلت المواطنيين يهجرون منازلهم ويتشردون داخلياً وخارجياً.
في ديسمبر الماضي أعلن المدير العام لشركة السكر السودانية، جاد الرب خالد عن تعرض مصنعي سكر الجنيد وسنار ومركز بحوث قصب السكر لعمليات نهب واستباحة كاملة خلال الهجوم الذي نفذته مليشيا الدعم السريع على المنطقة، وأعلن في بيان عن نهب كل العربات الصغيرة والكبيرة التي تعمل بالمصانع وعددها يفوق الـ 300 عربة. وقال المدير العام لشركة السكر السودانية في بيان للشركة إن مزارع قصب السكر بالمشاريع الزراعية للمصنعين تعرضت إلي هجمة من المتفلتين حيث قاموا بإستباحة المزارع بالرعي الجائر والحرائق.
أحد مستوردي سلعة السكر- فضل حجب اسمه- كشف عن خروج نسبة كبيرة من المستوردين الذين كانوا يستوردون السلعة للسودان من السوق.
وأكد على أن مصانع السكر بالبلاد لا تزال تعمل حتى الآن إلا أنها لا تعمل بطاقتها القصوى وكفاءاتها المطلوبة بسبب عدم الالتزام بمواقيت الزراعة هذا العام على خلفية الحرب القائمة في البلاد مما أثر على انتاجها فضلاً عن تأثر هذه المصانع بالتمويل بضعف أو انعدام التمويل المصرفي،
وقال في حديثه مع ( المحقق) “على الرغم من كل هذه المؤاثرات لا توجد فجوة في سلعة السكر”.
واضاف” خروج ولايات كثيرة من دائرة الاستهلاك ساهم في توفر السلعة في الولايات الآمنة”.
وكشف عن أن نسبة انخفاض استهلاك السكر بالبلاد تقدر بنحو 70 بالمئة في ظل هذه الأحداث.
وأكد على أن أسعار السكر لن تقفز بنسبة كبيرة هذا العام بسبب مقومات العرض والطلب ولكن الانخفاض المستمر للعملة الوطنية سيؤثر على الأسعار.
وعن الصعوبات التي تجابه المستوردين في استيراد السكر يرى أن المستورد يستطيع أن يجد حلولاً لكل الصعوبات ولكن الخاسر الأكبر هو المواطن.
ويقول تاجر الجملة أحمد الشيخ لـ”(المحقق) إن تجارة السكر تشهد ركوداً رغم اقتراب شهر رمضان، وأن الأسعار تشهد استقراراً ملحوظاً حيث وصل سعر الجوال 65 جنيها.
وعزا الشيخ الركود لعدم توفر السيولة لدي المواطنين بعد أن أنهكتهم الحرب التي تدخل شهرها الحادي عشر دون أن يكون لهم مصادر دخل يستطيعون من خلالها توفير احتياجات رمضان.
وأكد أن أغلب المواطنين يعتمدون على المنظمات الخيرية والمحسنين المتواجدين خارج البلاد.
وتوقع أحمد الشيخ زيادة في أسعار السكر في الأيام القادمة بسبب ارتفاع سعر الصرف وتراجع الجنينه السوداني مقابل العملات الأجنبية.
أحمد ضاحي تاجر سكر يعمل في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، أوضح أن سعر جوال السكر في الوقت الراهن نحو 65 الف جنية للجوال زنة 50 كيلو وسط توقعات بأن يصل إلى 80 ألف جنية معَ اقتراب شهر رمضان.
وتوفع ارتفاع أسعار
المنتجات الغدائية بوجه عام بسبب توقف الانتاج وارتفاع سعر الصرف العملة الأجنبية في الاستيراد و تحويل الاموال للخارج
وقال ضاحي ل ( المحقق) “حاليا المواطن تحت رحمة العملات ”
وأكد توفر السكر كمنتج على الرغم من ارتفاع أسعاره وعدم إتاحته لفئات كبيرة من المواطنين بسبب ظروف الحرب.
ويقول الخبير الإقتصادي، د. هيثم محمد فتحي بأن مصانع السكر الموجودة في الجزيرة وسنار توقف انتاجها وشُرد عمالها وتم نهب وسرقة جميع أصول هذه المصانع لاسيما الأثاث والسيارات والمنقولات، وأوضح فتحي أن آليات هذه المصانع لاتزال موجودة مبدياً نخوفه من أن يتم تدميرها وسرقتها من قبل مليشيا الدعم السريع.
وقال إن “ المصانع الموجودة في النيل الابيض ( كنانة، النيل الابيض) لا تزال تعمل تحت ضغوط عدم استباب الأمن وعدم استقرار العاملين بسبب الحرب بما يجعل انتاجهما دون المستوى المطلوب.
واقرّ بوجود قصور في أن تستطيع هذه المصانع تلبية حاجات المواطنين السودانيين الموجودين في السودان بشهر رمضان.
وتوقع قيام وزارة التجارة ووزارة المالية بدراسة الامر وتغطية الفجوة عبر الاستيراد للولايات المستقرة المتمثلة في الولايات الشرقية والشمالية والوسط وجنوب كردفان.
ونوه إلى أن الولايات الحدودية يمكنها توفير السلعة عبر تجارة الحدود.