مفوضية اللاجئين تستدر عطف المانحين، وتقول إن وقف الدعم “يهدد حياة السودانيين بمصر”

نيويورك – القاهرة- المحقق
نبهت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن أزمة التمويل الإنساني العالمية، قد أجبرتها على “تعليق الدعم الرئيسي الذي كانت تقدمه، مما ساهم في إنقاذ حياة الآلاف من اللاجئين و النازحين الذين فروا الى مصر خاصة من السودان عقب اندلاع الحرب في ابريل 2023”.
و قالت المفوضية في بيان مطول إن تقليص التمويل عالمياً قد ترتب عليه ترك عشرات الآلاف من الأشخاص – بمن فيهم العديد ممن فروا من الحرب في السودان – دون الحصول على العلاج الطبي الحيوي وخدمات حماية الطفل وغيرها من أشكال المساعدة.
وقلصت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو أوقفت بشكل كامل، مساهماتها في ميزانيات عدد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، معتبرة أنها منظمات فاسدة.
وقال بيان مفوضية اللاجئين، والذي نشر (الأثنين) إن نقص الأموال المتاحة وعدم اليقين بشأن مستوى مساهمات المانحين هذا العام أجبر المفوضية على تعليق جميع العلاجات الطبية للاجئين في مصر باستثناء الإجراءات الطارئة المنقذة للحية مما أثر على حوالي 20,000 مريض. وأضاف البيان إن عمليات التعليق تشمل جراحات السرطان والعلاج الكيميائي وجراحة القلب وأدوية الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
و أشار البيان إلى أن مصر استقبلت و رحبت بأكثر من 1.5 مليون سوداني فروا إليها بعد الحرب، بما في ذلك حوالي 670,000 ممن تم تسجيلهم لدى المفوضية. ويقول تقرير الأمم المتحدة إنه تم إجبار أكثر من 12.5 مليون سوداني على ترك ديارهم، بمن في ذلك أكثر من 3.7 مليون لاجئ فروا إلى بلدان أخرى. لكن المفوضية نبهت إلى أن اللجوء إلى مصر لا تقتصر أسبابه فقط على الحرب وإنما هنالك عامل مهم جداً و هو الخدمات الصحية و العلاجية المتوفرة في مصر.
وأوضح مسؤول الصحة العامة في المفوضية، جاكوب أرهم، المقيم في القاهرة، أنه بالإضافة إلى الهروب من النزاع والعنف، كان الحصول على الرعاية الصحية عاملا رئيسيا للعديد من اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى مصر.
وأوضح أن “النظام الصحي السوداني كان من أوائل الأشياء التي انهارت بعد اندلاع القتال، والعديد من العائلات التي فرت فعلت ذلك مع أفراد مرضى لم يعودوا قادرين على الحصول على العلاج في السودان”. ومع ذلك، في حين سمح للاجئين بالوصول إلى النظام الصحي الوطني في مصر، إلا أن قلة قليلة منهم يستطيعون تحمل الرسوم التي تأتي معه.
وأضاف بأن “المفوضية وضعت برامج تتيح للاجئين بعض الخدمات الصحية التي لم يكونوا ليتحملوها لولا ذلك”.
وحذر المسؤول الأممي من أنه “يصعب قياس العواقب على الأشخاص الذين لن يحصلوا على دعمنا بعد الآن ، لكن لن يتمكن الكثير منهم من إيجاد وسائل لدفع تكاليف الرعاية الصحية بأنفسهم وسيصبحون أكثر مرضاً وضعفاً وسيموت الكثيرون. ”
وقال مارتي روميرو، نائب ممثل المفوضية في مصر: “تتزايد احتياجات اللاجئين الفارين من السودان يوما بعد يوم، لكن التمويل لا يواكب ذلك”. “تتعرض مصر لضغوط هائلة، ويتم استغلال امكانيات الخدمات الأساسية إلى أقصى حد إلا أنه وبدون اتخاذ إجراءات دولية فورية، سيواجه كل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة صعوبات أكبر. نحن بحاجة إلى دعم عاجل ومستدام لمنع تفاقم هذه الأزمة”.