أخبارخدمات

مَطمورة “النعيم ود حمد”: مبادرة سودانية لمُحاصرة الجوع في مَناطِق الحرب

المحقق – ولاية الجزيرة

انطلقت مبادرة “مطمورة النعيم ود حمد” من فكرة توفير مؤنةً من الحبوب للأسر المتعففة في المناطق التي يحاصرها الدعم السريع، وتعاني من الجوع والغلاء.

وتستهلم المبارة سيرة الراحل النعيم ود حمد في الكرم والإيثار والشهامة، وتوفير القوت للمحتاجين، وهو الذي عاش في أواوئل القرن المنصرم، وأسس قرية “طيبة النعيم” بمحلية الكاملين جنوب الخرطوم، وكان قد تغنى بمآثره الفنان الراحل خلف الله حمد في الأغنية الشعبية الشهيرة “يا الأحييت سنن البرامكة”.

وقال أصحاب المبادرة لموقع “المحقق” الإخباري إنهم قاموا بتدشينها في ولاية الجزيرة نظراً للحصار المضروب على قرى ومدن الولاية، وتوقف العمل في الزراعة، مما خلق حالة من الشح والغلاء في السلع، وكادت تحدث مجاعة.

وأكدوا أن مبادرة “مطمورة النعيم ود حمد” لاقت نجاحاً مقدراً، وتفاعلاً شعبياً، وسوف تكون متاحة لكل أهل السودان ممن تأثروا بالحرب، ليفرغ فيها كل شخص يحب الخير ما فاض عن حاجته، وهى رمزية فقط أكثر من كونها حفرة تتأثر بتقلبات الطقس.

وتمكنت مبادرة المطمورة – وفقًا للفريق الميداني – من الوصول إلى قرية ود النورة جنوب الجزيرة، وهى التي ارتكبت فيها ميليشيا الدعم السريع المتمردة، مجزرة دموية، راح ضحيتها مئات من الرجال والنساء والأطفال، وتقديم سلة غذائية لبعض الأسر، كوثبة أولى، حيث تعاني القرية من والشح والغلاء، ولم تصلهم المساعدات المطلوبة، ولا قوافل الإغاثة، وهى صامدة فقط بجهد أبنائها في الخارج.

وبالرغم من الصعوبات اللوجستية وانقطاع شبكة الإنترنت والاتصالات في ولاية الجزيرة فقد نجحت المبادرة في الوصول إلى أكثر من 7 مناطق، وفتحت فيها مطامير لتقديم المساعدات التي تنوعت ما بين توفير الذُرة والقمح والدقيق الجاهز والدعم المالي المباشر، كما تسعى المبادرة أيضاً لفتح الدواوين التي أغلقتها الحرب، أو هجرها أهلها بسبب النزوح.

وكانت المَطْمورة، لقرون مديدة، سمة للتكافل الاجتماعي في السودان، ونبل المقاصد، وهى حفرة أو صومعة تحت الأَرض تُخبَّأ فيها الحُبوب ونحوها بطريقة محددة دون أن تتلف، خصوصًا في ظل الكوارث والحروب وأثارها على الانتاج والزراعة، وهى بمثابة ماعون أو مخزن محلي وسيع يكيل منه كل شخص حسب حاجته، وأحياناً يتم فتحها للحيوانات والطير، كنوع من الصدقات للمرضى والذين رحلوا عن الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى