ندوة في البرلمان البريطاني تناقش حرب السودان وتفضح أدوار الأطراف التي تؤججها

لندن – المحقق
قال رئيس البعثة السودانية في بريطانيا، السفير بابكر الصديق، إن الحرب في السودان لم تعد حرباً بالوكالة، وإنما تحولت إلى عدوان خارجي مباشر.
وأوضح السفير الصديق، فى ندوة رفيعة المستوى داخل البرلمان البريطانى عقدت أمس (الأثنين) أن دولة الإمارات تشن حرباً ممنهجة ضد الدولة السودانية والمواطنين.
وأشار السفير إلى أن مليشيا الدعم السريع الإرهابية ظلت تخوض حرباً شاملة بالوكالة تستهدف الدولة والمواطن معًا، بدعم عسكري ولوجستي من الإمارات، يشمل توريد السلاح وتجنيد المرتزقة. مضيفاً إن أي محاولة لوقف الحرب يجب أن تتصدى لأهم عوامل إطالتها وهو الدور الإماراتي.
ودعا الصديق لإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي يحظي بها حاليا قادة مليشيا الدعم السريع ورعاتهم.
و شارك فى الندوة النوعية التي ناقشت حرب العدوان المستمرة على السودان وشعبه منذ أكثر من عامين والمنحي الخطير الذي اتخذته مؤخرا بالتدخل المباشر للراعي الإقليمي للمليشيا، عدد من النواب في البرلمان البريطاني وصحفيون ودبلوماسيون
و كان من أبرز المشاركين في الندوة، نائب رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السابق والكاتب الصحفى عثمان ميرغني، والذي قال إن إرث السودان وتاريخه يتعرض للنهب بينما يلتزم العالم الصمت، واصفاً ما جرى بـجريمة ”الإبادة الجماعية للحضارة والذاكرة الوطنية أالسودانية”.
وأوضح ميرغني أن الاستهداف م يتوقف عند حدود الدماء والتشريد، بل امتد ليطال ذاكرة البلاد. بنهب المتحف القومي وآلاف القطع الأثرية التي تمثل حضارة تمتد لآلاف السنين سُرقت وتُباع في السوق السوداء، بينما يلتزم العالم صمتًا مريبًا. فضلا عن انهيار الخدمات الاساسية و تشريد ملايين من السودانيين بين نازح ولاجئ.
من جهتها، استعرضت الدكتورة زهرة أحمد، الناشطة الحقوقية وعضو تنسيقية القوى السياسية، حجم الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع ضد النساء والأطفال، و قالت “لدينا شهادات دامغة ومؤلمة عن استخدام الاغتصاب كسلاح منهجي في هذه الحرب بغرض إزلال الأسر و كسر روح المقاومة.
و انتقد نائب رئيس تنسيقية القوى الوطنية والاستشاري في هيئة الصحة البريطانية (NHS)، الدكتور هاشم عيسى، المواقف المتراخية للقوي الغربية بما فيها بريطانيا من الجرائم الني ترتكبها مليشيا الجنجويد في السودان برعاية دولة الأمارات. وذكر أن ذلك وفر حماية لمرتكبي جرائم الإبادة الجماعية، و حذر الدكتور عيسى من انهيار كامل في البنية التحتية الصحية. وأوضح
أن أكثر من 70% من المستشفيات والمراكز الصحية تم تدميرها أو إغلاقها، إلي جانب استهداف الكوادر الطبية و نهب الإمداد الدوائي.
و دعت الندوة فى ختامها لمحاسبة الجهات المتورطة في تأجيج الصراع، وفي مقدمتها دولة الإمارات، إلى جانب التأكيد على ضرورة تحرك بريطاني وأوروبي أكثر فاعلية لوقف نزيف الدم السوداني.
وشدد المشاركون على ضرورة العمل العاجل لوضع خارطة طريق واقعية تضمن محاسبة المليشيا على الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوداني، وصولاً إلى عملية انتقالية تقود البلاد إلى السلام والاستقرار الدائمين.