تقارير

وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات وتوحيد المنابر وإقامة حوار سوداني أبرز نقاط اجتماعات اللجنة الأفريقية بالعاصمة المصرية

القاهرة – المحقق: صباح موسى

بعد لقائها رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وعدد من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني الموجودة ببورتسودان، توجهت اللجنة التي شكلها الإتحاد الأفريقي لإيجاد حل للحرب في السودان إلى القاهرة، وعلى مدى اليومين الماضيين انخرطت اللجنة في إجتماعات مع القوى السودانية الموجودة بالعاصمة المصرية، كما التقت اللجنة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وذلك لمزيد من التنسيق والإستماع إلى الآراء المختلفة، لصياغة رؤية متكاملة للإتحاد الإفريقي لحل الأزمة في السودان.

لقاء قوى الحراك

اللجنة الافريقية رفيعة المستوى التقت وفد من قوى الحراك الوطني برئاسة الدكتور التجاني سيسي، وقدمت قوى الحراك الوطني – وفق بيان لها عن اللقاء – رؤيتها لحل الأزمة السودانية بمحاورها العسكري، الإنساني، السياسي، المجتمعي والخارجي، ورحبت اللجنة رفيعة المستوى بالطرح المقدم من قوى الحراك الوطني تشخيصاً للأزمة السياسية وإنهاءً الحرب ومعالجة آثارها، كما قدمت مشروعها لوثيقة وطنية متكاملة ومفصلة للتوافق وإدارة الفترة االتأسيسية الإنتقالية لبناء الدولة السودانية الحديثة.
ووفق ما جاء في البيان، فإن اللجنة أكدت توافقها مع رؤية قوى الحراك الوطني في ضرورة أن يكون الحوار السوداني السوداني شاملا دون إقصاء، مع أهمية مخاطبة جذور الأزمة التاريخية، كما أكدت اللجنة على مواصلة جهودها عن قرب مع  كافة الأطراف السودانية وصولاً إلى تسوية شاملة، وأكد الطرفان على أهمية استمرار التفاوض في منبر جدة مع ضرورة الإلتزام بما تم الإتفاق والتوقيع عليه لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين والمتأثرين بالحرب دون قيود.
كما أكدت قوى الحراك الوطني على أهمية توحيد المبادرات وضرورة أن تكون الآليات الإقليمية والدولية على مسافة واحدة من جميع الأطراف دون انحياز.

مخاطبة الجذور

الدكتور التجاني سيسي رئيس قوى الحراك الوطني أوضح من جانبه أنهم التقوا وفد الآلية أمس “الثلاثاء”، وأن قوى الحراك قدمت للجنة شرحاً لرؤيتهم حول كيفية حل الأزمة في السودان. وقال سيسي لـ “المحقق” إن الأزمة السودانية قديمة منذ الاستقلال، وإن هناك تحديات تواجه تسويتها على مر العقود السابقة، مضيفاً أن الأزمة ظلت في مكان التشاكس، ومن الضروري مخاطبة جذورها وحلها في الفترة الإنتقالية، وتابع أمنّا على استمرار منبر جدة وعلى مراعاة ما تم الإتفاق عليه في إجتماعه الأخير، ورأينا إذا لم تراع الأطراف إنفاذ مخرجات جدة، لا جدوى من استمرار المنبر رغم أهميته، لافتناً إلى وجود أزمة ثقة بين القوى السياسية المختلفة، وقال إن هناك انقساماً بين هذه القوى، مشيراً لوجود تنسيقية القوى المدنية “تقدم” المدعومة إقليمياً ودولياً، معتبراً أنها تسعى لإعادة إنتاج الأزمة والإتفاق الإطاري، وتابع أنها أيضاً تسعى لإقصاء الآخرين، مشدداً على ضرورة قيام مؤتمر سوداني سوداني دون إقصاء، ولأن السبب الأساسي هو سياسي، وقال من الضرورة أن تستمر المساعي الإقليمية والدولية لحل الأزمة السياسية بالتوازي مع منبر جدة، مؤكداً أن هناك تدخلات إقليمية تعيق التوصل إلى حلول سريعة، وأن هناك تعدداً في المنابر يخلق تشويشاً لدى الأطراف، داعياً إلى وجود مظلة من الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة بالإضافة إلى دول إقليمية ظلت على مسافة واحدة من الجميع، وتسعى إلى تحقيق السلام، مشيراً إلى قصور المجتمع الدولي في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين.

وأضاف سيسي، طالبنا اللجنة أن تعطي هذا الأمر أهمية، مبيناً أن اللجنة توافقت مع أراء قوى الحراك الوطني، وقال لا يمكن أن تحل الأزمة إلا بلقاء شامل دون إقصاء، مع ضرورة التواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية.

IMG WA x

جدية الإتحاد

من جهته أوضح معتز الفحل نائب رئيس اللجنة السياسية للكتلة الديمقراطية أن الكتلة برئاسة جعفر الميرغني التقت وفد اللجنة الأفريقية اليوم “الأربعاء”. وقال الفحل لـ ” المحقق”إن مواصلة إجتماعات الآلية مع الكتلة في بورتسودان برئاسة الدكتور جبريل إبراهيم وعدد من قيادات الكتلة، يؤكد جدية الإتحاد الإفريقي في الإنفتاح على الجميع في هذه المرحلة، مضيفاً قدمنا للوفد رؤيتنا في حل الأزمة، لافتاً إلى أن بداية لقاءات الآلية رفيعة المستوى من بورتسودان يؤكد أنها تتواصل مع جميع القوى، وإلى أن وجودها في مصر يؤشر إلى أنها ستتواصل مع دول الجوار أيضا وكذلك الجامعة العربية، وتابع أن هذا يؤكد ضرورة التواصل مع المنظمات الإقليمية، مؤكداً على ضرورة الإسهام العربي في الحل، مثمناً مجهود اللجنة في هذه التحركات، مؤكداُ على تماسك الكتلة الديمقراطية وعلى توافق جميع مكوناتها، نافياً ما تردد عن وجود مشاكل داخل الكتلة وأقاويل خطف القرار بها وقال أكدنا من جانبنا للجنة الإنفتاح على الجميع دون إقصاء، كما أكدنا على وقوف الكتلة بجانب القوات المسلحة والتي تعبر عن النسيج الإجتماعي، وقال نواصل مساعينا لحل الأزمة السودانية، وبدأنا خطوات عملية لحل الخلاف السوداني في جوبا، وكنا على تواصل مع الإتحاد الإفريقي وزرناه في أغسطس الماضي، وتابع كان لقاؤنا بالآلية مثمراً أكدنا فيه على ضرورة العمل على وقف إطلاق النار، وضرورة توصيل المساعدات الإنسانية، والعمل على قيام الحوار السوداني السوداني على وجه السرعة، مضيفاً: كما طالبنا بضرورة عودة السودان للإتحاد الأفريقي وفك تجميد العضوية فيه، مؤكداً أنه من الصعوبة الوصول إلى حل للأزمة وعضوية السودان مجمدة في الإتحاد، مبيناً أن الوفد من جانبه استمع لرؤية الكتلة الديمقراطية، وأن اللجنة بعد فراغها من لقاء جميع الأطراف المعنية سوف تطرح برنامجاً لحل الأزمة، مشدداً على ضرورة التواصل مع مختلف القوى السياسية لتحقيق أكبر توافق لوقف نزيف الدم بالبلاد، مبينا عدم علم الكتلة الديمقراطية بزيارة وفد تقدم للقاهرة.

الوضع الإنساني

في الوقت نفسه التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أمس “الثلاثاء” ، باللجنة رفيعة المستوى المعنية بالسودان التابعة للإتحاد الأفريقي، وبحث مع وفد اللجنة جميع جوانب الأزمة السودانية المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر، وأكد أبو الغيط خلال اللقاء، على ضرورة الوصول لإتفاق وقف إطلاق نار بشكل سريع، وذلك لإنقاذ السودان التي لحق ببنيته التحتية دمار كبير، خاصة في العاصمة الخرطوم بسبب القتال الدائر، وكذلك لإنقاذ الوضع الإنساني المتردي، والذي أدى إلى تحويل ملايين السودانيين إلى لاجئين ونازحين.

أوضاع الطلاب

كذلك التقت الآلية الأفريقية بعدد من مدراء الجامعات السودانية الموجودين في القاهرة، وبحثت معهم أوضاع طلاب الجامعات في ضوء توقف الدراسة لقرابة العام، كما وقفت على حجم الدمار الذي لحق بالجامعات جراء اعتداءات متمردي الدعم السريع.

لجنة الإتحاد

يذكر أن الإتحاد الأفريقي كان قد عين في منتصف يناير الماضي، لجنة رفيعة المستوى من 3 أعضاء أفارقة للعمل على تسوية الصراع الدائر في السودان، وأن أعضاء اللجنة هم: محمد بن شمباس الممثل السامي للاتحاد الإفريقي لإسكات البنادق، وسيمبيوسا وانديرا نائب رئيس جمهورية راواندا الأسبق، وفرانسيسكو وانديرا الممثل الخاص السابق للاتحاد الإفريقي إلى الصومال، وأوضح الإتحاد أن أعضاء اللجنة سيعملون مع جميع الأطراف المعنية بأزمة السودان من أجل ضمان وجود عملية شاملة لاستعادة السلام والاستقرار في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى