تقارير

(آسيا خليفة): كاميرا مشحونة بالحماس الوطني

المحقق – عزمي عبد الرازق 

من وراء دخان المعارك والملاحم البطولية لمدينة الفاشر، ولدت قصة (آسيا خليفة)، المراسل الحربي في المنطقة الغربية، كما تُعرّف عن نفسها، فهى واحدة من نساء ولاية شمال دارفور، اللواتي يقاتلن دفاعاً عن أطفالهن بشرف عظيم، وفي الوقت نفسه تنتمي آسيا إلى الفرقة السادسة مشاة بالجيش السوداني.

اشتهرت آسيا خليفة بهيئة المحاربات الشجاعات، في الحروب القديمة، على كتفها بندقية كلاشنكوف، فيما تعتمر قبعة حربية، وفي اليد الآخرى لا تفارقها الكاميرا التي ترصد عبرها، وبصورة يومية، رسائل الانتصارات الميدانية، بلهجة محلية جاذبة، وذلك المزيج الإنساني الرائع من التضحيات ومواجهة العدوان بفدائية.

لأكثر من عام ظلت آسيا ترفع التمام لقادتها، وللشعب السوداني، ليس من داخل مدينة الفاشر فحسب، وإنما تقوم أحياناً بجولات تصوير من تخوم المدينة العريقة، بين أشجارالسَنْط والرمال الذهبية، وأخرها بالطبع عندما نجحت في بث مقاطع فيديو من مسافة تبعد نحو 40 كيلومتر عن الفاشر، ما يعني أن الأوضاع مستقرة، بخلاف ما تصوره الدعاية الحربية لمليشيا الدعم السريع، والتي تعتمد على هجمات المرتزقة، ثم تجنح إلى القصف المدفعي الذي يطال الأعيان المدينة، بقصد تدميرها من بعيد.

ولعل أكثر ما لفت الأنظار إلى آسيا خليفة، أنها المراسل الحربي الوحيد في المنطقة الغربية، وتكاد تكون بمثابة الرابط المعنوي بين الجيش والقوات المشتركة في الفاشر وبقية الشعب السوداني، إذ أنها تعرِف كيف تلهب حماس الجنود، ولذلك تمت ترقيتها، قبل أيام قليلة، من جندي إلى رتبة رقيب أول، وفقًا لقرار القائد العام بترقية القوات المشاركة في معركة الكرامة، وقد أثار خبر ترقيتها حالة من الاهتمام والحفاوة على مواقع التواصل الاجتماعي السودانية.

فهي بخلاف الانتماء للمؤسسة العسكرية وتوثيق أهم المعارك، بنبرة مشحونة بالحماس الوطني، فقد جسّدت صورة ناصعة للمرأة الدارفورية التي تنافح عن قضيتها ببسالة، ولا تخشى التهديد، هى ومئات النساء اللواتي تمسكن بالأرض ورفضن مغادرة المدينة التاريخية، يعملن بلا كلل في المطابخ المركزية، وورديات المستشفيات، كما وأن أياديهن أيضًا لا تفارق الزناد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى