أخبارسياسية

إثر انتقادات مباشرة وجهت لبلادها: دبلوماسية أمريكية تنسحب من ساحة الاحتفال بيوم استقلال ليبيريا

منروفيا – المحقق – عثمان صديق

أثارت الانتقادات المباشرة والحادة التي تضمنتها كلمة الدكتورة روبتيل نيجاي بيلي الأكاديمية والمؤلفة الليبيرية في خطابها بذكرى يوم استقلال بلادها، والتي وجهتها للولايات المتحدة الأمريكية، حفيظة القائمة بالأعمال الأمريكية كاثرين رودريجيز مما اضطرها للانسحاب من الحفل، و أشارت السفارة لاحقًا في موقعها على الانترنت أن ذلك حدث بسبب “الخطاب المثير للانقسام”.

وقد ألقت دكتورة بيلي خطبة يوم الاستقلال الـ 177 لليبيريا في العاصمة مونروفيا يوم أول أمس (الجمعة)، سلطت الضوء من خلاله على العلاقات التاريخية بين ليبيريا والولايات المتحدة لما يقرب من قرنين متسائلة عن “عدم التوازن أو الفوائد غير المتساوية لهذه العلاقة الطويلة الأمد” و معربة عن مخاوفها من أن ليبيريا لا تزال تعاني من التقصير في هذه الشراكة.

وقد قابل صراحتها تصفيق مدو من الجمهور حينما قالت: “حتى لا ننسى، لقد أخذت الولايات المتحدة منا أكثر مما أعطتنا. وحتى لا ننسى، فإن الولايات المتحدة سوف تخدم دائماً مصالحها الخاصة فوق كل شيء آخر، وبمجرد أن نقبل هذه الحقائق، فسوف ندرك أن ليبيريا التي أعيد تصورها لا يمكن أن تكون أبداً “طفلة غير شرعية” لأي شخص”.

كما انتقدت الأكاديمية الليبيرية ما أسمته “النفوذ الهائل، للولايات المتحدة في عملية العدالة الانتقالية في ليبيريا” حيث أشارت إلى أنها تشعر بقلق بالغ إزاء النفوذ الهائل للولايات المتحدة في عملية العدالة الانتقالية.

وحثت الليبيريين على إقامة شراكات استراتيجية جديدة قائمة على المنفعة المتبادلة والتخلص من فكرة وجود “علاقة خاصة” بينهم وبين أميركا مؤكدة “أن هذه “العلاقة الخاصة” المزعومة لا وجود لها إلا في خيالنا، ولنتذكر أن الولايات المتحدة كانت واحدة من آخر الدول التي اعترفت باستقلالنا”.

من جهتها أشارت سفارة الولايات المتحدة في ليبيريا، رداً على ما جاء في الخطاب، أن البلدين يشتركان في تاريخ فريد وقيم ديمقراطية، وأن الولايات المتحدة تتمتع بتاريخ طويل في تقديم المساعدات الأجنبية سواء بشكل مباشر أو عبر مساهماتها في العديد من المنظمات الدولية و المؤسسات المختلفة من قطاع خاص ومنظمات غير حكومية لرفع المستوى المعيشي للشعب الليبيري.

وأشارت متابعات موقع “المحقق” الإخباري أن سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيريا قد كتبت في وقت لاحف على موقعها بالإنترنت، رداً على الخطاب وربما كتبرير لخروج القائمة بالأعمال تعليقاً جاء فيه:

“في ضوء الأحداث الأخيرة في احتفال يوم الاستقلال الليبيري، ترغب سفارة الولايات المتحدة في معالجة المخاوف بشأن قرار القائم بالأعمال رودريجيز بمغادرة الحدث…. . كان قرار النائبة الديمقراطية رودريجيز بالانسحاب ردًا مدروساً على تعليقات الخطيب..” في حين يحق للخطيب أن يتمتع بحرية التعبير، اختارت النائبة الديمقراطية ممارسة حقها في عدم الاستماع إلى مثل هذه التصريحات”.

ولم يسلم حتى الشعب في ليبيريا من سهام النقد الحاد التي أطلقتها دكتورة بيلي إذ حثت الليبيريين على تولي مسؤولية أجندة التنمية الخاصة بهم، مؤكدة على الحاجة إلى التحول الداخلي وحذرت من الإفراط في الاعتماد على الممولين الخارجيين وأضافت “يجب أن يكون تحولنا الاجتماعي والاقتصادي نابعاً و مدفوعاً داخلياً، وليس مفروضاً من الخارج”. فليبيريا التي ننشدها تقلل من الفقر وتعالج التفاوتات العميقة الجذور ، وفوق ذلك تعيد توزيع الثروة وتستثمر العائدات المحلية في الخدمات الاجتماعية الأساسية، وتحمي الأرض والعمالة وتبسط الرخاء للجميع.

كما دعت إلى تبني الرموز الوطنية التي تعكس التراث الثقافي المتنوع في ليبيريا، مشددة على أهمية التحرر من الإرث الاستعماري وتعزيز الشعور المتجدد بالهوية الوطنية.

ووصف المراقبون الخطاب رغم حدته إلا أنه اتسم بالصراحة والنقد الجريء لكل الشركاء الفاعلين رسميين وشعبيين، كل في مجاله برؤية ثاقبة ومراقبة لمسيرة البلاد بما يحقق العزة للمواطن والاستقلالية والسيادة للبلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى