تقارير

الأمتار الخطيرة .. معاناة السودانيين أمام مفوضية اللاجئين في مصر مستمرة

القاهرة – المحقق

تتنامى بصورة يومية الشكاوى من جرائم الاحتيال والعنف أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مصر، خصوصاً حالات النهب والضرب والتهديد التي طالت العديد من طالبي اللجوء.

ورصد موقع “المحقق” الإخباري حالة من الزحام والفوضى أمام مقر المفوضية في منطقة السادس من أكتوبر، إلى جانب عرض المساعدات بتسهيل خدمات اللجوء مقابل المال من قبل بعض المحتالين المجهولين على الأرض وفي مواقع التواصل الاجتماعي بصورة أكبر، فضلاً على انتشار المتسولين والباعة والنوم على الأرصفة، والانتظار لساعات طويلة من أجل استكمال التسجيل والحصول على الكارت الأصفر.

عمران طالب لجوء سوداني كان قد تعرض للضرب يوم الإثنين الماضي وفقد هاتفه في مشاجرة مُفتعلة.

قال عمران لـموقع “المحقق” الإخباري: “وصلت إلى مقر المفوضية قبل آذان الفجر، أخذت مكاني في الصف، بعد ذلك حضر ثلاثة أشخاص من خلف المباني المجاورة لمبنى المفوضية، وقال لي أحدهم أنني أخذت مكانه، ثم بدأ يفتعل معي مشاجرة، واستعان بمن معه، ثم قاموا بضربي ونهب هاتفي وكل ما كنت أحمله معي من أموال”، وأكد عمران أن كل ذلك حدث دون تدخل من بقية السودانيين المتواجدين أمام المفوضية، وهو ما أحزانه أكثر.

بالنسبة لحليمة فقد تكررت مرات حضورها لمقر المفوضية لأخذ مواعيد المقابلة، وفي المرة الآخيرة اعترضتها مجموعة، لم تتبين ملامحها بسبب الظلام، أوقفتها بعد نزولها من المواصلات مباشرة، وطلبوا منها الكشف عن أوارقها الثبوتية، لكنها رفضت فحاولوا انتزاع حقيبتها بالقوة فبدأت بالصراخ وطلب المساعدة من أفراد الشرطة، لتختفي تلك المجموعة التي وصفتها حليمة بالعصابة.

وكشفت عن أن أسرتها حذرتها من الأمتار التي تفصل ما بين موقف المواصلات وأبواب المفوضية، تلك التي تُعرف بالأمتار الخطرة خصوصاً قبل شروق الشمس، وهى تقريباً التي يشعر فيها العديد من طالبي الخدمة بعدم الأمان.

منتصف يوليو الماضي نشرت وسائل إعلام مصرية خبراً عن مقتل امرأة سودانية بالرصاص أمام مقر المفوضية في السادس من أكتوبر. وكشفت التحريات أن خلافاً وقع بين السيدة ورجل سوداني أمام مقر مفوضية اللاجئين، وتطور لمشادة واشتباك بالأيدي، فيما فوجئ الجميع بالمواطن السوداني يخرج سلاحاً نارياً من ملابسه ويطلق الرصاص على السيدة ويرديها قتيلة ثم يفر هارباً.

ولتفادي تلك المخاطر نوهت المفوضية إلى أنه سوف يتم استقبال الأشخاص الذين لديهم مواعيد أو من يرغبون في أخذ مواعيد بدءاً من الساعة 6 صباحاً وذلك لضمان إتاحة الفرصة لرجال الأمن والشرطة لتأمين المكان.
وأوضحت بأنه سيتم تأكيد المواعيد عبر الرسائل النصية القصيرة (SMS) فقط، وذلك لكل من الطلبات الشخصية وطلبات الخط المعلوماتي.
وقالت المفوضية في بيان لها تحصل موقع “المحقق” الإخباري على نسخة منه: “حرصاً على سلامة اللاجئين وضمان أمنهم اتخذ مكتب المفوضية قراراً بعدم استقبال أو وجود أي من طالبي اللجوء أو اللاجئين أمام مكتب المفوضية الرئيسي بمدينة 6 أكتوبر قبل الساعة 5 فجراً”.

واستمع “المحقق” إلى شكاوى العديد من طالبي خدمات اللجوء، منها المشاكل المتعلقة بالتسجيل ومواعيد المقابلة، حيث أن آخر مواعيد تم منحها للمسجلين الجدد في يونيو 2025، إلى جانب معاناتهم في الوصول إلى خط المعلومات والتحدث إلى الموظفين المختصين.

ونظراً لصعوبة التسجيل فقد اضطر آلاف اللاجئين إلى التواجد أمام مكتب المفوضية لأيام متوالية، والنوم على الأرصفة في ظروف بائسة من أجل الظفر بموعد المقابلة، بينما هنالك أسر لديها أطفال ومرضى وكبار سن تعاني من الوصول إلى مكتب المعلومات وذلك بالرغم من إعطاء الأولوية للمرضى وأصحاب الحاجات الخاصة، وقد شكّل ذلك تحدياً كبيراً أمام اللاجئين السودانيين تحديداً، إلى جانب انتشار مكاتب بيع الخدمة والتسجيل، على مواقع التواصل الاجتماعي، بمقابل مالي، فضلاً عن أن اللاجئين السودانيين في مصر لا يتلقون المساعدة الضرورية الكافية من UNHCR ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، مما يحرمهم من الوصول إلى الدعم المالي والخدمات الأساسية وكذلك التعليم والرعاية الصحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى