تقارير

الجزائر والمغرب تتسابقان على المنصب الثاني بالاتحاد الأفريقي

أديس أبابا – المحقق

تشتد المنافسة يوماً بعد يوم على المناصب العليا بمفوضية الاتحاد الأفريقي، ومن المعلوم أن منصب رئيس المفوضية يأتي على رأس الجهاز التنفيذي للاتحاد الأفريقي وتنتهي ولاية رئيس المفوضية الحالي، التشادي موسى فكي في فبراير 2025م و الذي شغل المنصب لولايتين بدأتا في عام 2017م. و يتنافس الآن أربعة أشخاص على خلافته في رئاسة المفوضية هم الجيبوتي محمود علي يوسف، والكيني رايلا أودينجا، والموريشيوسي أنيل جايان، والملغاشي ريتشارد راندرياماندراتو، وجميعهم من إقليم شرق أفريقيا.

وانتخاب رئيس المفوضية يتم عن طريق التصويت السري بأغلبية ثلثي الدول الأعضاء التي لها حق التصويت (الإقليم الجغرافي بالتناوب) وتكون مدة الولاية أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. وستعقد الانتخابات في القمة الأفريقية القادمة في فبراير 2025م و المرشحان اللذان يبدوان أوفر حظاً هما رايلا أودينجا ومحمود علي يوسف. فالموريشيوسي أنيل جايان، الوزير السابق، لا يحظى بشهرة كبيرة خارج بلاده، في حين كان الملغاشي ريتشارد راندرياماندراتو، وزيراً للخارجية لبضعة أشهر، قبل إقالته من منصبه لأنه صوت لصالح أوكرانيا في الأمم المتحدة دون موافقة رئيس البلاد.

و إذا كانت هذه المعركة تحوز الاهتمام الأكبر ، فهناك معركة أخرى تدور بالتوازي خلف الكواليس وهي المتعلقة بالمناصب المتبقية – بخلاف منصب الرئيس ونائب الرئيس – وهي مناصب المفوضين الستة، والتي سيتم إعادة توزيعها في اليوم التالي لانتهاء ولاية موسى فكي محمد، وأبرزها هو المنصب الاستراتيجي لنائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، فضلاً عن مفوض السلم والأمن بالاتحاد ومفوض الشؤون الاجتماعية ومفوض
التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار.

وستستند عملية الانتخابات في فبراير 2025 إلى مبدأ التناوب بين المناطق الذي ينص على أن تقدم المنطقة الشرقية مرشحين من الذكور والإناث لمنصب الرئيس،
وتقدم المنطقة الشمالية مرشحين من الذكور والإناث لمنصب نائب الرئيس، كما
ستقدم المناطق الثلاث المتبقية (الوسطى والجنوبية والغربية) مرشحين أثنين على الأقل (أنثى ورجل) للمناصب الستة للمفوضين.

ووبحسب موقع الاتحاد الافريقي فقد تم تعيين لجنة من الشخصيات الأفريقية البارزة، تتألف من خمس (5) شخصيات، واحدة لكل منطقة، في فبراير 2024 للإشراف على الاختيار المسبق للمرشحين للمناصب الثمانية. وطورت لجنة الشخصيات الأفريقية البارزة منذ ذلك الحين ملفات تعريف الوظائف ومتطلبات الكفاءة للمناصب القيادية وتستند عملية التقييم لجميع المرشحين إلى المهارات والكفاءات التي تم تحديدها لكل منصب قيادي كبير. كما تراعي اللجنة كذلك إلى التناوب بين الجنسين في الانتخابات بحيث إذا كان الرئيس رجلاُ، يتم انتخاب إمرأة كنائبة للرئيس والعكس صحيح.

وعلى ضوء ذلك تتنافس كل من الجزائر والمغرب على منصب نائب رئيس الفوضية والذي سيعهد به إلى ممثل عن المغرب العربي (إقليم شمال إفريقيا). ويؤكد فرانسوا سودان، مدير تحرير مجلة “جون أفريك” أن هناك أربع نساء يتنافسن على هذا المنصب “رقم 2 في الاتحاد الإفريقي”، من بينهن المغربية لطيفة أخرباش والجزائرية سلمى مليكة الحدادي.

وتفيد متابعات موقع “المحقق” الإخباري أن المرشحين المتنافسين على منصب رئيس المفوضية سيشاركان في مناظرة تلفزيونية تُذاع مباشرة للمواطنين الأفارقة. مناظرة القيادة الأفريقية التي يطلق عليها (ميادالا أفريكا – MjadalaAfrika) وهي منصة توفر للمرشحين فرصة لتوضيح رؤيتهم لكيفية قيادة تحول أفريقيا من خلال تنفيذ تفويض الاتحاد الأفريقي وأجندة أفريقيا 2063م.

ويرجى أن تشهد الولاية الجديدة اختيار أفضل العناصر التي تستطيع مجابهة التحديات بروح العصر والدبلوماسية المرنة التي تجنب القارة وشعوبها الاقتتال والاحتراب حتى ينعموا كغيرهم بالسلام والاستقرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى