الحرب و الحب و الكوليرا

راشد عبد الرحيم
يُبدي كثير من الشيوعيين و اليساريين السودانيين إعجاباً شديداً بالكاتب الكولومبي و الناشط الإشتراكي اليساري غابرائيل غارسيا ماركيز و بروايته المشهورة (مائة عام من العزلة) و للكاتب رواية أخرى لا تقل أهمية عن هذه و هي (الحب في زمن الكوليرا) و هي تحكي تماماً عن إنتهازية اليسار عندنا و التي ظهرت مع جائحة كرونا التي إستغلوها في محاولةٍ لتمرير أهدافهم القبيحة.
تحكي الرواية أن العاشق فولوربينو قام بدعوة محبوبته فيرميناز لنزهة بحرية و هذا وفر فرصة إقترابهما من بعضهما أكثر و لكي يختلي بمحبوبته قرر فلوربينو أن يشيع في السفينة أن وباء الكوليرا قد إنتشر فيها فصدق قبطانها و أعلن المرض لتقوم السلطات بالحجر عليها و لتستمر رحلتها و لا تتوقف إلا للتزود بالوقود دون أن ترسو في أي مكان، و لم يهتم العاشقان بذلك لأنهما كانا يشعران بأنهما وصلا لمرحلة ما بعد الحب و هي مرحلة الحب لذات الحب.
بشعور من حب الذات و الإستغلال ظهر أهل اليسار و جناح التمرد السياسي ليعلن خالد سلك أن (المخرج وقف فوري لإطلاق النار يسمح بدخول المساعدات و حل سلمي تفاوضي يعالج القضايا التي أدت للحرب).
لم يتأخر حمدوك و هو يسعى لإعادة شخصيته المتهالكة للمسرح و هو يدعي أنه أجرى (إتصالات مع العديد من الجهات الإقليمية و الدولية لاحتواء الكارثة الصحية في السودان).
يصرخان بينما تغيب في غياهب الصمت و الخزي لجان المقاومة و في ذات الوقت ينشط أفراد و بإخلاص في تقديم أرفع الخدمات و بالسرعة المطلوبة فقامت سيدتان بتوفير ثلاثين ألفاً من الدربات لمراكز العزل كما قام الصحفي عثمان الجندي و بتنسيق مع الهلال الأحمر السوداني ومبادرة معا حتى العودة للوطن بتوفير كميات كبيرة من المحاليل الوريدية(الدربات) و حبوب الوقاية و الكاينولات للمرضي.
لم يجد سلك و حمدوك غير لسان الإدعاء و الكذب و هما يخفيان أهدافهما الواضحة التي ترمي لإدخال المنظمات الدولية لتمهد لهم سبل النفاذ للسودانيين الذين نبذوهما و مَن معهما.
فقد رأينا المنظمات الدولية و سياراتها التي تسارع لمناطق القتال لا لتساعد المحتاجين بل لتوصل المواد للتمرد و لتعمل علي نقل المهزومين من قادته بعيداً عن المعارك .
لم يبادر سلك و حمدوك باستنكار أفعال المليشيا التي سممت مياه الشرب في الهلالية و كررت ذات الفعل القبيح في الصالحة لينتشر منها الوباء .
صمتوا و التمرد يسرق الأدوية من الإمدادات الطبية و المعدات من المستشفيات الكبرى و ينقلها إلي نيالا و الضعين .
صمتوا ثم هرولوا مسرعين لاستغلال وباء و فات عليهم أنه مصاب يسهل السيطرة عليه و حماية الناس منه و قد فعلت ذلك ولاية الخرطوم و وزارة الصحة الإتحادية في مساعيهما الجارية حالياً،
أكدت جولات الوزير و الوالي في مناطق الوباء أن أغلب الحالات وصلت متأخرة و يعضها توفي في الطريق و ذلك من جراء أفعال التمرد الذي منع الخدمات و المياه و العلاج .
تبين من هذه الجولات ان ما تم رصده أمس الأول وجود 574 حالة تعافت، و التي تخضع للعلاج المكثف حاليا 362 و بلغت حالات الوفاة 45 حالة .
غداً تنتهي الجائحة و ينتهي معها نشاط صفحات اليسار و أعوانه المتغلغلين في وزارة الصحة بتغافل الكبار عنهم و تنتهي دعواتهم لدخول المنظمات الدولية المتواطئة و الساعية لإستغلال الجائحة لأجل التكسب الرخيص من إحتياجات الناس .