بورتسودان – المحقق
قالت وزارة الخارجية السودانية إن مليشيا الدعم السريع تحاول استدعاء التدخل الدولي تحت ذريعة حماية المدنيين، من خلال التصعيد الممنهج للمذابح والفظائع ضد المدنيين، بما يمكن المليشيا من تجنب الهزيمة العسكرية، والاحتفاظ بالمواقع التي تحتلها، بما فيها مئات الآلاف من منازل المواطنين بالعاصمة وعدد من المدن الأخرى، فضلاً عن مواصلة احتجاز آلاف المدنيين رهائن في معتقلات سرية. وهو الأسلوب الذي تنتهجه المجموعات الإرهابية.
وأضافت الوزارة في بيان صدر (الخميس) إن مليشيا الجنجويد ارتكبت في اليومين الماضيين مذبحة جديدة في مدينة الهلالية، ولاية الجزيرة، بلغ ضحاياها حتى الآن 120 شهيداً، قتلاً بالرصاص، أو نتيجة للتسمم الغذائي وافتقاد الرعاية الطبية لمئات المدنيين من رجال ونساء وأطفال تحتجزهم الميليشيا رهائن في مواقع مختلفة من المدينة.
و أشارت الخارجية إلى أن مليشيا الدعم السريع ارتكبت الجريمة البشعة بينما لا تزال تتواصل بيانات الإدانة الدولية للمذابح التي نفذتها الأسبوعين الماضيين، في قرية السريحة و 58 قرية أخرى و 6 مدن في شرق ولاية الجزيرة، وقتل خلالها مئات الشهداء من المدنيين، في حملات انتقامية مروعة من مرتزقة الجنجويد علي الأبرياء العزل، بعد انشقاق عدد من قادة المليشيا وعناصرها.
و أشار البيان أن المذبحة الشنيعة الجديدة تتزامن مع حملة انتقامية وحشية مشابهة من المليشيا ضد القرويين العزل في شمال دارفور، بعد فشل هجماتها المتكررة على مدينة الفاشر، حيث حرقت خلالها أكثر من 40 قرية في الولاية.
و أرجعت الخارجية ارتكاب مجازر جديدة من قبل المليشيا إلى أنها لا تعبأ بالإدانات اللفظية، أو القرارات الدولية غير المسنودة بإجراءات حاسمة لضمان تنفيذها، كما حدث مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736، الصادر منذ قرابة الستة شهور، والذي ردت عليه المليشيا بتصعيد قصفها للمدنيين ومعسكرات النازحين بالفاشر على عكس ما طالبها به القرار.
وقال البيات إنه بدلاً من استجابة المجتمع الدولي لهذا الابتزاز الإرهابي من المليشيا، بطرح فكرة التدخل الدولي، عليه أن يعمد إلى تصنيف المليشيا جماعة إرهابية، وملاحقة قياداتها وعناصرها كمطلوبين للعدالة الدولية، واعتبار كل من يساعد أو يدعم المليشيا أو يستضيف قياداتها والمتحدثين باسمها راعياً للإرهاب وشريكاً في جرائم المليشيا.