السودان يرفض تهجير الفلسطينيين والبرهان يشارك في القمة العربية الطارئة

القاهرة – المحقق – صباح موسى
عقد وزراء الخارجية العرب اليوم (الأثنين) جلسة مغلقة في القاهرة، قبل قمة طارئة لجامعة الدول العربية غداً لبحث خطة لمواجهة اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه.
اجتماع تحضيري
وناقش الوزراء العرب في إجتماعهم “التحضيري والتشاوري” الخطة العربية لإعادة إعمار القطاع بدون تهجير سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، بحسب ما أفاد مصدر في الجامعة العربية لوكالة “فرانس برس” طالباً عدم الكشف عن هويته، وقال المصدر إن الاجتماع كان مغلقاً، وأن “الخطة سوف تعرض على القادة العرب في القمة غداً (الثلاثاء) للموافقة عليها.
إعمار غزة
وقبل الجلسة عقد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي اجتماعات منفصلة مع نظرائه العرب في كل من الأردن والبحرين وتونس والعراق واليمن، بالإضافة إلى وزير الخارجية الفلسطيني، وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية أن عبد العاطي دعا خلال الاجتماعات إلى المضي قدما في مشاريع الإنعاش المبكر في غزة بدون تهجير الفلسطينيين، وقال عبد العاطي في مؤتمر صحفي بالقاهرة (الأحد) إن خطة إعادة إعمار غزة جاهزة وسيتم عرضها على القادة العرب خلال قمة القاهرة للموافقة عليها.
تهجير الفلسطينيين
وتنعقد القمة العربية الطارئة بعد إثارة الرئيس ترامب غضبا عالميا عندما طرح رؤيته لمستقبل غزة من خلال “للسيطرة” على القطاع وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” مع تهجير سكانه الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
واتخذت الدول العربية موقفاً معارضاً لهذه الخطة حيث استضافت الرياض اجتماعاً تشاورياً لزعماء عرب الشهر الماضي لمناقشة الجهود المشتركة لدعم القضية الفلسطينية، وبدا ترامب مؤخراً كأنه يتراجع عن موقفه السابق، وقال “أعتقد أنها خطة ناجحة لكنني لن أفرضها؛ سأكتفي بالتوصية بها”.
السودان يرحب
وقبل انعقاد إجتماع وزراء الخارجية العرب، أعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور علي يوسف عن ترحيب السودان بعقد القمة العربية الطارئة (الثلاثاء) بالقاهرة. وقال يوسف لـ “المحقق” إن الرئيس البرهان سيشارك في القمة ، مضيفاً أن حضور البرهان لهذه القمة سيعطي فرصة بأن يلتقي القادة العرب، مؤكداً وقوف السودان بجانب الشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية، ورفضه لتهجيره من غزة أو القطاع إلى أي مكان آخر.
وطالب الوزير السوداني الجامعة العربية بعقد مجلس للنظر في الأزمة بالسودان، وقال إن السودان عضو بالجامعة، وهناك إتفاقية دفاع عربي مشترك، وينبغي الوقوف بجانب السودان والتضامن معه في الحرب المعلنة عليه.
أجندة القمة
و من المنتظر أن يناقش الزعماء والقادة العرب عدداً من الملفات الرئيسية، هي حجر الزاوية بالنسبة لملف القضية الفلسطينية حاليًا، أبرزها إتمام عملية الهدن الثلاث المُتفق عليها في ضوء الحرب التي شهدها القطاع، وأن يكون هناك استمرار لباقي المراحل بعد انتهاء المرحلة الأولى، والتأكيد على التزام إسرائيل بالبروتوكول الإنساني، مع إمكانية بحث الخروج الإسرائيلي من قطاع غزة، و من المُنتظر مناقشة خطة مصرية ومشروع كامل، ينتظر أن يوافق عليه القادة العرب، تمهيدًا للبدء في إعادة إعمار غزة، من خلال مشاركة عربية دولية مع الأمم المتحدة.
لا توجد شكوك
من جانبه أكد مصدر دبلوماسي سوداني أن مشاركة البرهان في هذه القمة تعد تعبيراً عما يكنه الشعب السوداني تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ ” لمحقق” إن السودان مازال ضمن الإجماع العربي فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية ” الأرض مقابل السلام”، مضيفا أن الرئيس البرهان يعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعا، موضحاً أنه من المنتظر أن يصل البرهان للقاهرة غداً يرافقه المدير العام لجهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل، وسينضم إليهم وزير الخارجية الدكتور علي يوسف الموجود بالقاهرة، وقال إن الزيارة سوف تستغرق ساعات سيحضر خلالها الرئيس القمة وسيعود بعدها إلى البلاد.
أهمية القمة
ويرى خبراء أنه يُمكن أن يكون هناك دعوة لعقد مؤتمر دولي تستضيفه القاهرة، من خلال آلية عربية عبر لجنة وزارية تطوف دول العالم، لعرض إمكانية إقرار هذا المشروع، ومن ثم عرضه على الإدارة الأمريكية، من هنا، ويؤكد الخبراء أن الأهمية الكبيرة للقمة المُنتظرة تأتي، لأن ما سوف يتم إقراره من القادة والزعماء العرب حول مخرجات القمة، يشكل أسلوبًا عربيًا جديدًا للتعاطي مع تفاصيل المشهد الفلسطيني، ليس في قطاع غزة وحدها، وإنما القضية الفلسطينية كاملة.
خطة مصر
وكان الاجتماع بين قادة عدة دول عربية بالعاصمة السعودية في 21 فبراير الماضي قد وافق على خطة إعادة إعمار بقيمة 53 مليار دولار صممتها مصر وتستمر من 3 إلى 5 سنوات، بدءًا بإنشاء مناطق آمنة من الخيام والمنازل المتنقلة للناس للعيش فيها أثناء إعادة الإعمار، وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أنه في انتظار عرضها على الأشقاء العرب لإقرارها في القمة الطارئة غدًا الثلاثاء، ومن المنتظر أن يبحث القادة العرب ملف التسوية السياسية الكاملة، فيما يتعلق بقطاع غزة والأراضي الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، مع تجديد الموافقة على المبادرة العربية للسلام عام 2002 في بيروت.
الرؤساء الحاضرون
وكان قد وصل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس القاهرة (الأثنين) للمشاركة في أعمال القمة، ومن المقرر أن يمثل الكويت في القمة ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وسيشارك ملك البحرين، حمد بن عيسى، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للجامعة العربية كما سيشارك رئيس جمهورية العراق، عبد اللطيف جمال رشيد، والرئيس اللبناني، جوزيف عون، وكذلك الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، فيما أعلنت الخارجية التونسية، تكليف الرئيس قيس سعيد وزير خارجيته، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي الذي سيشارك في أعمال القمة، ولم يوضح البيان سببا محددا لغياب الرئيس التونسي، مع عدم مشاركة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون. وأعلنت وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن مصدر وصفته بالمطلع بأن تبون قرر عدم المشاركة شخصيا في القمة وكلف وزير الخارجية، أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر في أعمالها، وأفاد المصدر نفسه بأن القرار يأتي “على خلفية الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة، حيث تم احتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية التي استأثرت وحدها بإعداد مخرجات القمة المرتقبة بالقاهرة دون أدنى تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية.
عدم تأكيد
وحتى الآن لم ترد أنباء بعد عن الوفود التي ستمثل السعودية والإمارات وقطر والمغرب وكذلك سوريا، وكان رئيس الإدارة الانتقالية السورية، أحمد الشرع، قد تلقى دعوة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في القمة، ووصل بالفعل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى مقر جامعة الدول العربية لحضور الجلسة التحضيرية، أما العاهل المغربي، محمد السادس، الذي عادة ما ينتدب ولي عهده أو شقيقه أو رئيس الحكومة أو وزير الخارجية لحضور القمم العربية، فلم يؤكد حضوره أو غيابه بعد.