تقارير

الفاشر والأبيض وبابنوسة.. مدن الصمود في مواجهة مخطط الدعم السريع

القضارف – المحقق – طلال اسماعيل

منذ بدء الحرب في منتصف أبريل من العام الماضي، بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في السودان، لم تنجح محاولات المليشيا في السيطرة على 3 مدن رئيسية في شمال كردفان وغربها وشمال دارفور.
المليشيا التي هدفت إلى إعلان الفاشر بولاية شمال دارفور، عاصمة لسلطتها السياسية في الإقليم بعد السيطرة على مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان وبابنوسة في غرب كردفان، وجدت نفسها تحت سيف العقوبات الدولية وتقهقر قواتها من الفاشر.
الأحد، أعلن الجيش السوداني، انسحاب مليشيا “الدعم السريع” خارج الحدود الشرقية لمدينة الفاشر، ونشر مقطعاً مصوراً، مصحوباً ببيان جاء فيه أن “القوات المسلحة والقوات المشتركة سحقت حشود ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد والأسلحة وَالمركبات، واستلمت عربات قتالية، وطردت العدو خارج الحدود الشرقية لمدينة الفاشر، وسيطرت على عدد من مواقعهم التي كانوا يقصفون منها معسكرات النازحين ومنازل المواطنين والمؤسسات الصحية”.
وشهدت مدينة الفاشر تدهوراً في الأوضاع الإنسانية، بالتزامن مع تفاقم القتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، خصوصاً أنّ المدينة تأوي أكثر من مليون ونصف من السكان والنازحين، وسط مخاوف من نقص حاد في الغذاء والخدمات الصحية.

ونفذ الجيش السوداني الخميس الماضي مع القوات المشتركة عمليات ضد “الدعم السريع”، محققةً خسائر في صفوفها، في ظل معارك عسكرية يومية منذ العاشر من مايو الجاري.

وقال الجيش بأن القوات تتقدم بثبات كبير وتستلم مواقع أمامية جديدة”.

ونشرت تقارير ميدانية قصف المليشيا قبل حوالي أسبوع، بالقذائف الصاروخية، “مستشفى الفاشر التخصصي للنساء والتوليد”، الأمر الذي أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، بينها حالات حرجة.
وأكد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن التقارير الواردة من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان مروعة من حيث الهجمات على المدنيين والاستهداف العرقي.

ودعا غراندي عبر منصة “إكس” لوقف “العنف المتعمد ضد المدنيين” ووقف إطلاق النار فورا.

من جانبه، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان أن هناك إمدادات تكفي 10 أيام فقط بالمستشفى الوحيد الذي يعمل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأضاف المكتب في بيان أن أكثر من 12 شاحنة تحمل مساعدات لأكثر من 100 ألف شخص تحاول الوصول للفاشر منذ أكثر من شهر.

وقالت منظمة الهجرة الدولية في بيان: “تلقينا معلومات أولية تفيد بأن 1500 أسرة في الفاشر فروا من منازلهم، السبت، وحدث النزوح من معسكر أبو شوك للنازحين، وأحياء السلام والوحدة والإنقاذ، كما وردت أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين”.

تطهير عرقي
واتهم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، قوات الدعم السريع “بارتكاب عملية تطهير عرقي من خلال القصف العشوائي على المنازل والمستشفيات بغرض تهجير الشعب خارج المدينة”.

وأضاف عبر حسابه على منصة إكس: يوم الجمعة وحدها “بلغ عدد الجرحى الذين وصلوا مستشفى الفاشر الجنوبي 82 أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، و30 حالة وفاة”.

عقوبات أمريكية
وأعلنت الولايات المتحدة، فرض عقوبات على اثنين من قادة قوات الدعم السريع في السودان، لدورهما في قيادة عمليات عسكرية في مدينة الفاشر.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية: “تفرض الولايات المتحدة عقوبات على اثنين من قادة قوات الدعم السريع، هما علي يعقوب جبريل، وعثمان محمد حامد محمد، لدورهما في قيادة عمليات في دارفور”.

وأضاف أن “العملية العسكرية للدعم السريع لتطويق ومحاصرة الفاشر (مركز ولاية شمال دارفور)، عرضت حياة مئات الآلاف من المدنيين للخطر”.

صمود الأبيض وبابنوسة
وفي شمال كردفان استطاعت قوات الفرقة الخامسة مشاه الانفتاح في الاتجاه الشرقي لمدينة الأبيض بعد معارك ضارية خاضتها ضد المليشيا تمكنت خلالها من السيطرة مساحات شاسعة تقدر بنحو أكثر من 20 كلم شرق الأبيض على الطريق القومي الرابط مع ولاية النيل الأبيض.
وفقد مليشيا الدعم السريع قيادات ميدانية كبيرة في تلك المعارك أبرزهم شيريا.
كما لم تنجح محاولات الهجوم المتكررة على بابنوسة في السيطرة على المدينة.
وبث جنود للجيش السوداني مقاطع مصورة اليوم الأحد تظهر سقوط جثث قتلى من مليشيا الدعم السريع في المدينة.
وفشلت مليشيا الدعم السريع منذ 22 يناير الماضي ، في السيطرة على مدينة بابنوسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى