حوارات

الناطق الرسمي للخارجية السودانية لـ ” المحقق”: تعاملنا مع الإيقاد بايجابية لكن النهج كان خاطئا

– البيان الختامي للإيقاد تغول على السيادة الوطنية للسودان

– سكرتارية الإيقاد لديها تاريخ في وضع أشياء على ألسنة القادة

– الميليشيا تسعى للتسوق بالمبادرات وهناك أياد تسعى لاستمرار الحرب

– تعيين لجنة ثلاثية من الاتحاد الأفريقي يخضع للتقييم

– التقرير الأممي حاسم وأكد ماكنا نقوله

– كوزنة الخارجية دعاية سياسية لبعض الأطراف

 

القاهرة: صباح موسى

تشهد الأزمة السودانية مزيدا من التعقيد بعد تجميد السودان لعضويته في منظمة الإيقاد، وقبله تعليق مفاوضات جدة بشأن حل الأزمة، ما رآه البعض عزلة للبلاد في محيطها الإقليمي، في وقت ترى فيه القيادة السودانية حفاظا على السيادة الوطنية… فما هي السيناريوهات المتوقعة لإيقاف الحرب، وما هي البدائل المطروحة لعودة استقرار وآمان الوطن.
” المحقق” التقت الناطق الرسمي للخارجية السودانية السفير أبوبكر الصديق محمد الأمين في حوار مطول حول حيثيات السودان في قرار التجميد وآخر مستجدات الأوضاع بالبلاد.. وفيما يلي نص الحوار..

بداية ماهي حيثيات قرار السودان بتحميد عضويته في منظمة الإيقاد؟
الإيقاد منظمة شبة إقليمية، كان للسودان فضل في إنشائها، وفكرة إنشاء المنظمة نبعت من السودان في الثمانينات من القرن الماضي، ففي البداية كانت منظمة لمكافحة الجفاف والتصحر، وبعد عشر سنوات من إنشائها تقرر أن التفويض يتوسع ويكون فيه عمل في مجال السلام والأمن والتنمية والتكامل الإقليمي، باعتبار أن دولها ذات ظروف متشابهة، وفي الواقع أن السودان له فضل كبير فيها، وأن أول نوايا للسكرتيرين التنفيذيين للمنظمة بعد توسيع تفويضها كان الدكتور عبد الله حمد بشير، من الذين أنشأوا كثيرا من البرامج، ووضعوا أسس العمل فيها، وكان لها دور في مفاوضات سلام السودان مع جنوب السودان، وكنا نتعامل معها باعتبار أنها منبرشبه إقليمي نتعاطى فيه مايعني الإقليم، وعندما تفجرت الحرب المفروضة علينا في الخامس عشر من أبريل، كان هناك منبر جده، وبدأت بعض الجهود به، رأى السودان أنه يمكن للإيقاد أن تساهم في تنفيذ ما تم الإتفاق عليه في منبر جده، باعتبار أن بها ما يقارب 4 دول جوار للسودان مباشر، وأخرى غير مباشر، وأنه يمكن بعلاقاتهم بميليشا الدعم السريع، وببعض الأطراف الدولية أن يساعدوا في تنفيذ ما تم الإتفاق عليه في جده.

مقاطعة… كنتم مطمئنين للدول التي أشارت إليها ولها علاقات مع الدعم السريع؟
تعاملنا بطريقة ايجابية، بأن هذه الدول ستتأثر حتما بما يجري في السودان، وأن نهج الميليشيا عابر للحدود، لها امتدادات خارجية، وعندها امداد بشري من دول بعيدة نسبيا عن السودان، وهي تمثل خطرا في الإقليم، لكن في نفس الوقت كان لها علاقة ببعض الدول ، وأن هذه الدول من واقع إداركها للتهديدات التي تمثلها الميليشيا، يكون لها أثر ايجابي، وأن نحاول أن نوظف هذه المسألة لتحقيق السلم والأمن، لم يكن مطلوب منهم سوى أن يكونوا (واسطة خير).

هل لجأتم إلى الإيقاد بعد الوصول لقناعة أن منبر جدة فشل في الحل؟
لا… لا ليس لأن جدة فشل، لكن في وقت من الأوقات رفعت جلسات جده، ولا نستطيع أن نقول أن جده فشلت بالمعنى، لكن لأن الميليشيا لم تلتزم بنا تم الإتفاق عليه، ففي 11 مايو تم التوقيع إلى إتفاق إعلان المبادئ، وكان فيه نقاط محددة وواضحة، وكان من شأن إعلان جده أن يضع نهاية مبكرة جدا للحرب، الخروج من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين، وتوصيل الإغاثات الإنسانية، مما يمهد لوقف إطلاق نار، وبعدها كان يمكن أن تبدأ عملية سياسية، فتعثرت هذه المسألة بسبب أساسي بأن الميليشيا فشلت في أن تفي بالإلتزامات التي تم التوصل إليها.

نعود للإيقاد…؟
فكرتي أن الإيقاد كان دورها مكمل، لكن للأسف أن النهج كان خاطئا،وظللنا ننبه منذ القمة العادية الرابعة عشر التي انعقدت في جيبوتي في الثاني عشر من يونيو الماضي، صدر قرار لم يكن محل توافق بتشكيل لجنة رباعية برأسها الرئيس الكيني منذ البداية إعتراضنا على ذلك، لأن الرئيس الكيني لديه مصالح وعلاقة مع الميليشيا، علاقة غير متوازنة، ولاحقا تم حل هذه اللجنة، لكن استمر النهج الخاطئ، حدث في القمة الطارئة في التاسع من ديسمبر الماضي أنه البيان الختامي الذي صدر تضمن أشياء لم تكن محل إتفاق، أبدينا إعتراضنا بقوة، وكتبنا لرئاسة الإيقاد، وحدثت بعض الإتصالات بغرض احتواء ذلك، بأن ننفذ ما تم الإتفاق عليه حتى تم تحديد تاريخ لقاء مباشر بين رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان وقائد الميليشيا، دافعه الأساسي ايقاف سفك الدماء، ووقف تدمير البلاد، ووقف المعاناة الإنسانية، وتم تحديد الموعد، وكان رئيس مجلس السيادة على استعداد تام للقاء، حتى وفد المقدمة كان على وشك المغادرة لجيبوتي، وجاءت مخاطبة رسمية من رئاسة الإيقاد، بأنه تم تأجيل اللقاء لأسباب فنية تتعلق بقائد الميليشيا، ولم يكن ذلك مقنعا، لأنه في نفس الليلة ظهر قائد الميليشيا في يوغندا، بدأ يكون هناك “عبث”، وأياد تحاول استخدام الإيقاد كأداة للإضراربالمصلحة السودانية.

وكيف فسرتم عدم حضور حميدتي للقاء مع البرهان؟
محاولة لكسب الوقت والتسويف، مثل ماحدث في مفاوضات جدة والتي استمرت وقتا طويلا وبرعاية الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، فعلى مدى ما يقارب من ستة أشهر، لا ينفذ ولا بند منها، هذا يوضح..

مقاطعة.. ولكن حميدتي يؤكد الآن أنه جاهز للقاء؟
لا… هذا مجرد محاولة لتحسين الصورة، وتقديم صورة خادعة، فاذا كان هناك التزام، دعنا ننفذ ما اتفقنا عليه أولا خطوة بخطوة، فكنا في وقت من الأوقات طالما هو مستعد، وبالمناسبة المقابلة كان غرضها شيئين فقط، أولهما تنفيذ ما تم الإتفاق عليه في جده، واخلاء المدن وولاية الجزيرة، والتوصل لوقف إطلاق النار ليس أكثر من ذلك، فالميليشيا تسعى للتسوق بالمبادرات، وفي أياد أخرى ترغب في استخدامه وتطويل الحرب، ونوع من التسويف يوافق على المبادرة وفي آخر لحظة يتراجع.

هل تقصد أن هناك من يفكر ويخطط للدعم السريع في الإقليم؟
واضح في الإقليم وخارج الإقليم.

هل نستطيع أن نحدد هذه الأيادي بشكل مباشر؟
الأمر صار معروفا.. لعلك اطلعتي أمس على تقرير الخبراء المستقليين في الأمم المتحدة، والذي ذكر تفاصيل كافيه في هذا المجال، والأمور باتت معروفة، فالإيقاد ظلت بها كثير من التجاوزات، وكنا من باب الحرص في استصحاب أي جهد يمكن أن يؤدي إلى السلام، ومن باب أنه نحن من الأعضاء المؤسسين لها، فكنا نتبع أسلوب المناصحة والإنتقاد وتحديد المطالب، بأن الأمور لابد أن تسير في هذا الإتجاه، وعندما تم تأجيل اللقاء، طلبنا توضيحات، وأنه لابد من توضيحات لماذا تم هذا التأجيل ، فلايمكن أن تعقد قمة أخرى ولم تنفذ مخرجات سابقتها، دعونا نواصل من حيث وقفنا، جده وصلت لاتفاقات محددة، دعونا ننفذها، وتم الإتفاق على اللقاء بين البرهان وقائد الميليشيا، وألغي بدون أي أسباب، ولا نعرف لماذا، وجاءت القمة الثانية والأربعون التي عقدت في كمبالا في الثامن عشر من الشهر الجاري، أصلا كانت بطلب من الصومال، لبحث الأزمة الصومالية الإثيوبية، والأزمة كبيرة، لذلك جاءت قمة طارئة،فلا يمكن أن تقحم السودان في هذه القمة، فكان هذا غريبا.

هل اقحام السودان في قمة الايقاد كان السبب الوحيد في تجميد العضوية أم هناك أسباب أخرى؟
كان هناك إصرار على اقحام السودان، والقمة الطارئة عادة تكون يوم واحد، وربما ساعات، ولا يسبقها أي اجتماعات لخبراء أو وزراء خارجية بخلاف العادية، نبهنا أن القمة بطلب من الصومال، وكان هناك قمة سابقة للسودان، ولم يكن هناك أي نقاش خارج الأزمة السودانية، فكتبنا بصورة واضحة لرئاسة الإيقاد، بأننا نرفض إدراج السودان في القمة، وأنه إذا لم يسحب موضوع السودان من القمة لن نشارك، والايقاد لم تستجب لهذا الطلب، وقدمت دعوة لقائد الميليشيا ليس لحضور القمة، لأن الإيقاد منظمة حكومات، وكان نوع من الإلتفاف.

بالفعل حميدتي لم يحضر القمة الرسمية ألم يكن ذلك مبررا بانضباط الإيقاد؟
أساسا هو حشر السودان في الأجندة، وماتم الإتفاق عليه باللقاء بين البرهان وحميدتي ليس له علاقة بالقمة هو تنفيذ لمخرجات القمة، فلا يصح أن تقفز على المخرجات، فهو نوع من الإرباك والتجاوز، فالايقاد لديها لائحة إجراءات ونظام أساسي لا يسمح بهذه الأشياء، وكان هذا أيضا تجاوز لسيادة السودان.

هل كان هناك اعتراض أيضا على تقديم الدعوة لرئيس تنسيقية تقدم عبد الله حمدوك؟
نرى أن الإيقاد هي منظمة حكومات، ولا ينبغي الدعوة لآخرين، فالإجراءات في الإيقاد بالتوافق، دعك من أن الدولة هي صاحبة الشأن، حتى لو كان فيه دعوة لقائد الميليشا أو رئيس ما يعرف بـ (تقدم)، لابد من التشاور وموافقة مسبقة من حكومة السودان والتي تعبر عن الشعب، فهذا خروج، ومازاد الطين بلة أن البيان الختامي للقمة، طبعا قائد الميليشيا لم يحضر القمة، ولم تتم الإشارة إليه في البيان الهتامي، لكنه تضمن فقرة أو فقرتين بها تغول على سيادة السودان، تحدث عن ما أسماه أطراف الحرب، فهم وضعوا أنفسهم موضع وصاية على الشعب السوداني، وأنهم حددوا من يمثل الشعب السوداني ومن لا يمثل ، الأمر الآخر، الإيقاد متأكدة أن إرادة الشعب السوداني هي التي ستسود، وهذا تدخل “فظ”، والنقطة الثانية تشير إلى أن الطرفين السودان ليس ملكا لهم، والحكومة تمثل الشعب السوداني، والقوات المسلحة تمثل الشعب السوداني، فهناك التفاف واضح جدا من الشعب حولها، وتحدثوا عن أن مسؤولية دول الإيقاد أنها تتأكد أن إرادة الشعب السوداني هي السائدة، وهذا تغول، فهناك قيادة وقوات مسلحة، لو تحدث عن ذلك قوى وسياسية وطنية فهذا مفهوم، أما أن تتحدث عنه دول أخرى، فسكرتارية الإيقاد لديها تاريخ في أن تضع أشياء على ألسنة القادة التي لا تعبر بوضوح وبدقة.

ألم يستوقفكم أيضا مراجعة خارطة الطريق للقمة الرابعة عشر والتي سبق وأن رفض السودان مخرجاتها؟
البيان به أشياء كثيرة، وأنه في خلال شهر يتم تشكيل حكومة، بخلط الأوراق، وهي أشياء ليست لها قيمة تذكر وليست واقعية، فالبيان كان مغيبا ومؤسفا، وهو يسئ للايقاد ، اخطرناهم بعد توجيه الدعوة لقائد الميليشيا بايقاف انخراطنا في المنظمة، وجمدنا أي تعامل لنا معها في ملف الأزمة، وبعد البيان أخذنا خطوة أخرى بتجميد كل العضوية حتى تصحح الأوضاع، والآن أصبحنا غير معنين تماما من أي تعامل مع الإيقاد.

اذن لقاء البرهان حميدتي أنتم غير معنيين به الآن؟
خلاص… وأي شئ تحت مظلة الإيقاد صرنا غير معنين به.

البعض فسر أن تعاملكم مع الإيقاد كان به ارتباك… بماذا ترد؟
التدرج واعطاء فرصة لتصحيح الأوضاع كان مطلوبا، فنعتبر الإيقاد إبن شرعي للسودان، من الفكرة والتأسيس والإسهام من السودان، وبحكم وضعه الجغرافي وموارده من أهم الدول للايقاد، فهي لديها ثلاث أعمدة لمهامها، السلم والأمن والتنمية والتكامل الإقليمي، وخلفيتها كانت محاربة الجفاف والتصحر، والسودان كان هوالدولة الوحيدة القادرة على اطعام كل الدول ولديها مشاكل في الأمن الغذائي، وكنا نتبرع بحبوب غذائية عندما يكون هناك جفاف وتصحر، وكان لدينا امكانية في تأمين الغذاء، وفي التكامل الإقليمي أيضا، بهذا الفهم كنا نود أن نكون موجودين بالإيقاد، ونحاول أن نضعها في المسار الصحيح.

هناك من يرى أن السودان بتجميد عضويته في الإيقاد وعدم وصول جده لحلول أصبحتم في عزلة دولية؟
حل الأزمة التعويل فيه على إرادة الشعب السوداني، الإرادة الوطنية، الأشقاء والأصدقاء يساعدون فقط، ومسألة حماية السيادة الوطنية والتعبير عن إرادة الشعب السوداني أهم من أي شئ، ولها الأولوية المطلقة، فلايوجد أي دولة في العالم تتنازل عن سيادتها.

إذن ماذا بعد الإيقاد؟
لدينا إطار قانوني وسياسي متفق عليه وبرعاية معروفة في إعلان جده.

معناه أن السودان سيعود إلى جده؟
إذا حدث إلتزام بما تم الإتفاق عليه، تلقائيا تكون الخطوة اللاحقة.

وما هو موقع مبادرة دول جوار السودان في حل الأزمة؟
مبادرة دول الجوار تعاملنا معها بشكل إيجابي منذ البداية، وما زلنا نعتقد أنها يمكن أن تحتاج إلى قدر من التفعيل.

ماتعليقكم على اللجنة الثلاثية التي عينها الإتحاد الإفريقي لمتابعة الأزمة في السودان هل ستوافقون عليها رغم تجميد عضوية السودان في الإتحاد؟
من ناحية نرى أن تجميد السودان لم يكن مبررا، ومازلنا نعتقد أنه يجب ايقاف هذا التجميد الآن قبل غدا، القرار صدر في الإعلام، ومن المفترض أن يبلغ بشكل رسمي للحكومة السودانية، ومن ثم التداول حوله.

ألم يبلغ السودان بشكل رسمي حتى الآن؟
لست متأكدا إذا كان بلغ بشكل رسمي، لكن مؤكد أنه سيخضع للتقييم، هنالك تعاطي بدرجة من الدرجات مع الإتحاد الإفريقي، فمازال لديه ممثل في السودان، وهناك تواصل، هو تجميد للنشاط فقط.

تعليقكم على التقرير الأممي الذي صدر بالأمس وبه إدانات واسعة للدعم السريع والدول التي تساندها؟
هو تقرير مفصل بمعلومات غاية في الأهمية والخطورة، وأكد كل ما كنا نقوله، ويضع مجلس الأمن والمجتمع الدولي كله أمام مسؤولياته، فهو سمى دول محددة هي التي تسهم في استمرار الحرب، ولولا هذا الدعم البشري والسلاح ما كان لهذه الحرب أن تستمر أو تتوسع جغرافيا، هو تقرير حاسم ويضع كل المجمتع الدولي بأن هنالك من سعى ويسعى ويصر على استمرار الحرب، ويدعم الإنتهاكات الفظيعة من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وسبق للولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها أكدت أن قوات الميليشيا ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي، والآن صارت هناك خيارات محددة، اذا المجتمع الدولي ومجلس الأمن يعنيهم وقف هذه الحرب أصبح واضحا من الذي يقوم بذلك ويدعمه ويحرص على استمراره.

هل تتوقع أن هذا التقرير له ما بعده؟
يفترض ذلك.. وهذا تقرير موجه لمجلس الأمن من خبراء ظلوا يتابعون هذا الملف فترة طويلة جدا، فهم مكلفون من مجلس الأمن، وفي قرار صادر من مجلس الأمن، القرار 1591 وظلوا يتابعون التنفيذ.

كان هناك تحفظ من الحكومة على إعلان أديس أبابا الذي تم بين قائد الدعم السريع وتنسيقية القوى المدنية ” تقدم”؟
هذه مسائل سياسية لا أود الحديث عنها.

هناك اتهام للخارجية السودانية بـ ” الكوزنة” بماذا ترد؟
وماذا تعني الكوزنة؟

بمعنى وجود رجال من النظام السابق هي التي تتحكم حتى الآن في عمل الوزارة وقرارتها؟
وزارة الخارجية هي واحدة من مؤسسات الخدمة المدنية في السودان، وهي مؤسسة وطنية مهنية ظلت على ذلك منذ الإستقلال، مثلها مثل القوات المسلحة، وهي مؤسسة تقوم على الإنتماء الوطني وتعميقه، وتمثل كل أطياف الشعب السوداني مناطقيا وثقافيا، وهي خدمة دبلوماسية لها محدداتها، والدبلوماسيون ليسوا سياسيين أبدا، وهي تخدم الأهداف الوطنية العليا للبلد، وتخدم الحكومة الموجودة والسلطة المعترف بها، فأي حديث غير ذلك لا قيمة له، فلا يحدث في أي دولة في العالم عندما يحدث تغيير سياسي معناه تصفى الخدمة المدنية، فهذه الإدعاءات من باب الدعاية السياسية لبعض الأطراف، لكن المؤسسة الدبلوماسية السودانية وطنية محايدة في الصراع السياسي الداخلي، لكنها ليست محايدة في قضايا الوطن والأمن القومي والقوات المسلحة وحماية المواطنين.

من الملاحظ تطور العلاقات مع إيران بشكل ملحوظ.. إلى أي مدى وصلت عودة العلاقات مع طهران؟
السودان حريص بأن يكون له علاقات جيدة مع الجميع، أي دولة تريد علاقة مع السودان، ليس لدينا تحفظ على أي دولة، والعلاقات مع إيران علاقات قديمة أصلا، وايران موجودة في المنطقة ، وهناك مصالح مشتركة، وما تم في الماضي تم في سياق معين، وكل المنطقة الآن تجاوزت هذا السياق، هناك علاقات طبيعية بين معظم الدول وإيران الآن، ومن جانبنا كل ما يسهم في تحقيق الإستمرار والصداقة بين الشعوب نحن معه.

مصر استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين السودانين بعد الحرب لكن مازال هناك من يشكو من إجراءات الدخول؟
نقدر لمصر أنها استقبلت أعدادا كثيرة من السودانين بعد الحرب، ونقدر الظروف، وكل دولة من حقها تتخذ وسائل التأشيرات والإقامة هذه مسائل سيادية، لحماية أمنها القومي، ونتوقع أن يكون هناك تسهيل في هذا الأمر.

في نهاية اللقاء هل تود إضافة شيء؟
مقدرين التعاطف والدعم من الأشقاء في مصر، وواضح هذه المسألة حتى على مستوى الشارع، وما يهدد السودان يهدد مصر، القوات المسلحة هي الجيش الوطني وأنشئ منذ مئة عام على عقيدة عسكرية وطنية منفتحة على الإقليم وأمن وادي النيل والبلدين، ومنذ البداية كان الاسهام كبير في حروب 48، 67 وحرب الإستنزاف و73، وكان دائما هناك وعي بأن أمن البلدين لا يتجزأ، هذا الفهم ينبغي أن يكون حاضرا دائما للإعلاميين الذين يخاطبون الرأي العام، وقيادة البلدين على وعي كامل بهذا، ولابد أن يستصحب الإعلاميين هذا العامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى