رأي

النصر لنا لا للظَلَمة

 

محجوب فضل بدري

علیٰ مدیٰ إسبوعين كاملين منذ وصولي إلیٰ مطار بورتسودان توقفت فيهما عن الكتابة عدا مقال يتيم وسمتُه ب(ثمَّ شَقَّتْ هدأةَ الليل رُصاصة) إكتفيتُ بالقراءة والإستماع والإستمتاع بصحبة الأهل والأحباب والأصحاب، وجُبْتُ بلادي من الشرق إلیٰ الشمال إلی الوسط، ورأيتُ بأم عينی، الحياةَ وهي تسير سيرها العادي، وقد إكتنفت الناس روح التحدي والإصرار علی هزيمة مليشيا آل دقلو الإرهابية، هزيمة ساحقة ماحقة لا تُبقي منهم باقية، هم ومن وَالاهُم، من العملاء ومن بغايا دويلة البغي والشر والعدوان.

من المُلاحَظ إن مفردات ثقافة التحدي والقوة قد انداحت في جميع الأوساط، فتجد منها العبارات المكتوبة علی السيارات، جيشٌ واحد، شعبٌ واحد، أمن ياجِن، براٶون يارسول الله، مورال فوق، تدوين عشوائي، وجوووه ليك، وفَتِك ومَتِك وجَغِم، شرك أم زريدو، كسح ومسح، جيبو حي، قول باااع، لقيت المعاملة كيف،كل ذلك تراه بين كل لحظة وأخریٰ وأنت مسافر علی الطرق القومية التي إزدحمت بمختلف أنواع السيارات وفي الإرتكازات المنتشرة علی مسافات محسوبة، ومناطق حاكمة لا تستطيع السيارات تفاديها أو تجاوزها، وعلم السودان بمختلف المقاسات يعلو المباني والسيارات، ويزين صدور من يرتدون الميري من جنود ومستنفرين أو قوات مشتركة، فعلمت كيف ينهض شعبنا من تحت الرُكام والرماد، وكيف يغسل ليل الأسیٰ بنور الفجر الذی يلوح من كل مكان.

كل الذي يُقال عن سوء الأوضاع بعد الحرب، لا يعدو أن يكون مجرد تشاٶم المتشاٸمين، أو إشفاق المشفقين، أو إرجاف المرجفين، أو دعايات المغرضين، لكن بالمقابل تجد تفاٶل المتفاٸلين، وقناعات المٶمنين بأن الله لا يضيع أجر الصابرين وإنما يُوَفَّیٰ الصابرون أجرهم بغير حساب، وتجد إيمان الوطنيين بالسودان الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون .

وجاء قرار تعيين السيد الدكتور كامل إدريس رٸيساً لمجلس الوزراء، ثم قرار إلغاء إشراف السادة أعضاء مجلس السيادة علی الوزارات، دليلاً علی خطوات التعافي من أوزار الحرب كما جاء تعيين الفريق الركن آدم هارون إدريس، مفوضاً عامَّاً لمفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، وهو من أبرز رجال القيادة والسيطرة والذی أبلیٰ بلاءً حسناً فی حرب الكرامة وقدَّم فلذة كبده شهيداً فی ساحات الفداء، إذاً فان تعيينه فی هذا الموقع يشير بقوة إلیٰ إنكسار قوة مليشيا آل دقلو الارهابية وأُفول شمسها، وإلَّا لما كان للقيادة أن تكلف الفريق الركن آدم هارون بأی مهام خارج غرف القيادة والسيطرة.

ونحن نریٰ قادة المليشيا يتساقطون كما الذُباب علی اللبن، بعد ما حَسِبوا إن الجيش مجرد لبسة ميري ودبابير بلا عِلِم، وأن الحرب مجرد (جَاغَتْ) وأن حديد البوكسي هدف!! وإن السُلاح الأمريكي سيحسم المعارك، حتی صدقت فيهم تلك الطُرفة التي تقول: بأن إمرأة عجوز كانت تبحث عن قبر أحد أقاربها وسط شواهد المقابر فمر بها شاب يعتمر طاقية حمراء، فطلبت منه المرأة أن يقرأ لها الإسم المكتوب علی شاهد أحد القبور، فقال لها الشاب أنا مابعرف القراية، فقالت له المرأة بی طاقيتك السمحة دی وما بتعرف تقرأ !! فما كان من الشاب إلا واْن خلع الطاقية ووضعها علی رأس المرأة، وقال لها (خلاص أقرِی إنتی!!)

-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمِنعة لشعبنا المقاتل
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى