أخبار

انطلاق القمة الأفريقية حول مستقبل الزراعة في القارة بكمبالا

كمبالا – المحقق – وكالات
افتتح وزراء الزراعة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي أمس (الخميس) قمة استثنائية للاتحاد الأفريقي تستمر ثلاثة أيام في كمبالا والمنتظر أن تتوج باعتماد إعلان كمبالا، لاستراتيجية وخطة عمل برنامج التنمية الزراعية الشاملة لأفريقيا للعشر سنوات القادمة، وتعزيز تنفيذ إعلان مالابو حول النمو الزراعي المتسارع والتحول من أجل الرخاء المشترك وتحسين سبل العيش، الذي تم اعتمدته دول القارة في 2014.

وأوضح بيان صحفي للاتحاد الأفريقي صدر (الخميس) إن استراتيجية وخطة عمل برنامج التنمية الزراعية الشاملة لأفريقيا، المقرر أن تستمر من عام 2026 إلى عام 2035، كانت قيد التطوير على مدار الأشهر العشرة الماضية، بناءً على توجيهات من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية.

وأشار البيان إلى أن مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة بما في ذلك المجتمعات الاقتصادية الإقليمية والخبراء والباحثين الأفارقة ومنظمات المزارعين وشركاء التنمية والبرلمانيين ومجموعات القطاع الخاص والنساء في الزراعة ومجموعات الشباب، قد تولت صياغة الاستراتيجية و أن المسودة خضعت لعملية مراجعة صارمة، بما في ذلك التقييمات التي أجرتها اللجنة الفنية المتخصصة التابعة للاتحاد الأفريقي بشأن الزراعة والتنمية الريفية والمياه والبيئة.

ويقول البيان إن الاستراتيجية، التي تتماشى مع الموقف الأفريقي المشترك لعام 2021 تجاه قمة الأمم المتحدة لأنظمة الأغذية، ستضع إرشادات لتعزيز أنظمة الأغذية الزراعية المستدامة في جميع أنحاء أفريقيا.

وتهدف استراتيجية وخطة عمل برنامج التنمية الزراعية الشاملة لأفريقيا (CAADP ) إلى الاستفادة من الموارد لدفع النمو الاقتصادي وتعزيز الأمن الغذائي وتحسين سبل العيش، مع معالجة آثار تغير المناخ، بما يتماشى مع مبادئ CAADP. وهي تسعى إلى تحقيق ذلك من خلال تحفيز الاستثمار وتعزيز الشراكات وتمكين المزارعين الصغار المعرضين للخطر.

وتتوافق الاستراتيجية التي تمتد لعشر سنوات مع أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، التي تتصور ، من بين أمور أخرى، أفريقيا مزدهرة قائمة على النمو الشامل والتنمية المستدامة. وتؤكد الأجندة على تحقيق الأمن الغذائي والتغذية، وتحويل الزراعة إلى محرك رئيسي للنمو الاقتصادي، والحد من اعتماد القارة على واردات الغذاء.

لا يزال الأمن الغذائي في أفريقيا يشكل تحديًا ملحًا، ويتفاقم الوضع بسبب من تغير المناخ والصراعات الداخلية والنمو السكاني المتسارع والاضطرابات الاقتصادية. و يعاني حاليًا أكثر من 280 مليون أفريقي من الجوع المزمن بينما تكافح أنظمة الغذاء لتلبية الطلبات المتزايدة.

ويشير البيان إلى أن الاستراتيجية تسعى إلى معالجة هذه القضايا من خلال تعزيز الزراعة المقاومة لتقلبات المناخ، وتحسين البنى التحتية، والحد من هدر الأطعمة وتعزيز التجارة الإقليمية في السلع الزراعية. وذلك في محاولة لإعداد القارة الافريقية لإطعام نفسها بنفسها بشكل مستدام.

وقال البيان إن السيدة روبينا نابانجا، رئيسة وزراء جمهورية أوغندا خاطبت الجلسة الافتتاحية حيث لفتت الانظار إلى الإحصائيات التي تؤكد ثراء التربة الأفريقية ووفرة الأراضي الصالحة للزراعة والمياه العذبة و60٪ من السكان الذين يعملون في الزراعة، وقالت أنه من العار أن تصل تكلفة واردات القارة من الغذاء إلى 100 مليار دولار أمريكي.

وأضافت أنه “يجب أن تتوصل هذه الدورة إلى مقترحات ملموسة حول كيفية خروج أفريقيا من مثل هذا الوضع غير المرغوب فيه. ولكي نضمن مستقبلنا كأفارقة، يجب أن نطعم أنفسنا”.

وعلقت مفوضة الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة في مفوضية الاتحاد الأفريقي، السفيرة جوزيفا ساكو، على أهمية الاستراتيجية قائلة إنها “تهدف إلى تعزيز إنتاج الغذاء وتوسيع القيمة المضافة وتعزيز التجارة بين بلدان أفريقيا وخلق ملايين الوظائف لشبابنا ونسائنا وبناء سلاسل قيمة غذائية زراعية شاملة وبناء أنظمة غذائية زراعية مرنة ومستدامة ستصمد أمام الصدمات والضغوط الآن وفي المستقبل، و أكدت أن الاستراتيجية تهدف إلى ضمان حصول النساء والشباب والمجموعات المهمشة على الموارد، وبالتالي تسهيل مشاركتهم العادلة في قطاع الأغذية الزراعية.

و طبقا للبيان فقد أشار الدكتور جيرما أمينتي وزير الزراعة في جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية، كيف نجحت بلاده في دمج برنامج التنمية الزراعية الشاملة في الخطة الوطنية للاستثمار الزراعي.

و يقول البيان إن الخطة توكد أهمية زيادة الاستثمار العام في الزراعة، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق هدف برنامج التنمية الزراعية الشاملة في أفريقيا. لقد زادت إثيوبيا بشكل كبير من مخصصات ميزانيتها الزراعية وأظهرت التزامها من خلال تلبية هدف النمو السنوي بنسبة 6٪ لبرنامج التنمية الزراعية الشاملة في أفريقيا. ساهم تنفيذ الخطة الوطنية للاستثمار الزراعي في تحقيق تحسينات متسقة في الإنتاج الزراعي السنوي، مما أدى إلى رفع غلة المحاصيل والإنتاج الغذائي والحيواني بشكل عام.

أكد وزير الزراعة والصناعة الحيوانية والثروة السمكية الأوغندي فرانك تومويباز، الذي قاد صياغة استراتيجية وخطة عمل برنامج التنمية الزراعية الأفريقية الشامل بصفته رئيس اللجنة الفنية المتخصصة للاتحاد الأفريقي المعنية بالزراعة والتنمية الريفية والمياه والبيئة، على الحاجة إلى الانتقال إلى تنفيذ الاستراتيجية بمجرد انتهاء القمة.

و أكد الوزير اليوغندي أن مرحلة التخطيط لأجندة برنامج التنمية الزراعية الأفريقية الشامل تنتهي في كمبالا خلال هذه القمة و عليه يتعين على المجتمعين الانتقال إلى وضع التنفيذ والى التنفيذ الفعلي. “ومن خلال التركيز على التنفيذ، يمكننا إحداث تأثير مفيد على قارتنا وشعبنا. يتعين علينا التحرك، ليس مع العصر، بل قبل العصر. وهذا يتطلب التقدم في البحوث والممارسات التكنولوجية، وبناء أنظمة زراعية قادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ والصدمات الأخرى، والتصنيع الزراعي، وما شابه ذلك”.

وستختتم القمة في الحادي عشر من يناير باجتماع لرؤساء الدول والحكومات.

يشار إلى أن برنامج التنمية الزراعية الشاملة في أفريقيا هو مبادرة قارية لأجندة الاتحاد الأفريقي 2063 تهدف إلى زيادة الإنتاجية الزراعية وزيادة الاستثمار العام في الزراعة وتحفيز النمو الاقتصادي من خلال التنمية التي تقودها الزراعة، وبالتالي مساعدة البلدان الأفريقية على القضاء على الجوع والحد من الفقر. وقد تم إطلاقها في عام 2003 بعد إعلان مابوتو وأعيد تأكيدها في عام 2014 في غينيا الاستوائية بإعلان مالابو، وينصب تركيزها على تحسين الأمن الغذائي والتغذية وزيادة الدخول في الاقتصادات القائمة على الزراعة في أفريقيا.

و يعد برنامج التنمية الزراعية الشاملة في أفريقيا أكثر جهود الإصلاح الزراعي طموحًا وشمولاً على الإطلاق في القارة. و جاء كإطار أساسي لدفع التحول الزراعي في جميع أنحاء أفريقيا ويمثل تحولًا أساسيًا نحو التنمية التي تمتلكها وتقودها الحكومات الأفريقية بالكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى