
المحقق – عثمان صديق
تعقد منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” اليوم (الأثنين) بأديس أبابا، وبالتعاون مع الإتحاد الأفريقي ومجموعة العشرين برئاسة جنوب أفريقيا، مؤتمراً جامعاً لدول القارة الأفريقية (54) لمناقشة كيفية استرداد الممتلكات الثقافية الأفريقية لدى الدول التي استعمرت القارة ، وعرض حالات الاسترداد التي تم حلها مثل مسألة الممتلكات الثقافية من سياق استعماري، ودور سوق الفن وخاصة المبيعات غير المشروعة عبر الإنترنت.
وتعتبر تجربة جمهورية “بنين” أحد أبرز النماذج التي سيتم عرضها، حيث اتخذت بنين نهجاً سياسياً منذ أغسطس 2016 بطلبها الرسمي إلى الحكومة الفرنسية لإعادة الممتلكات الثقافية التي استولى عليها جيشها أثناء الغزو الاستعماري عام 1892م ، وأشار حينها وزير خارجية بنين إلى القيمة التاريخية والروحية الكبيرة التي تحملها الأعمال المعنية بالنسبة للشعب البنيني باعتبارها جزء من هويته، “فهي ستسمح للشعب بفهم ماضيه وكذلك حاضره وهي جزء لا ييتجزأ من تحقيق العدالة للشعب البنيني”. بل وذهب الرئيس باتريس تالون إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى دوافع اقتصادية وسياحية.
وقد أحدث الطلب المقدم إلى القوة الاستعمارية السابقة موجة من الصدمة وأدى إلى حركة غير مسبوقة من عمليات الاسترداد بين أوروبا ــ التي تمتلك عدداً كبيراً من القطع الأثرية الأفريقية التراثية ــ ومستعمراتها السابقة.
ونشر موقع مجلة “جون أفريك” (الأحد 26 يناير) ما جاء في حوار المجلة مع الدبلوماسي البنيني أنجيلو دان والذي كان المستشار السياسي ثم نائب رئيس البعثة برتبة سفير في باريس، مسؤولاً عن متابعة المفاوضات التي جرت بين كوتونو وباريس، من عام 2017 إلى عام 2022، والتي أدت في نوفمبر 2021 إلى إعادة 26 من الكنوز الملكية التي تم الاستيلاء عليها أثناء الغزو الاستعماري ووضعها في عهدة متحف كي برانلي في بنين. وذلك امتثالا للقانون الذي اعتمدته الجمعية الوطنية الفرنسية في 24 ديسمبر 2020، و المتعلق بإعادة الممتلكات الثقافية إلى جمهورية بنين وجمهورية السنغال.
وأفادت المجلة أنه وبعد مرور ثلاث سنوات، يعود الدبلوماسي البنيني، الذي أصبح ممثل بنين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، ليتحدث عن تلك التجربة في كتاب بعنوان “استعادة الممتلكات الثقافية بين فرنسا وبنين، يوميات عملية تاريخية”، نُشر في منتصف الشهر الماضي ، ويضيف أنجيلو أن كتابه هو قصة توثق العملية وتسلط الضوء على الصعوبات التي واجهتهم أثناء ذلك العمل ويؤكد في هذا الصدد أن عملية إعادة الممتلكات الثقافية لا تزال بعيدة عن الاكتمال.
بالنسبة لبنين، كان هذا الاسترداد بمثابة انتصار دبلوماسي. ولكن بحسب تقرير اللجنة الفرنسية الاكاديمية المكلفة بحصر جميع الأعمال ذات الأصل البنيني المحفوظة في المؤسسات والمتاحف الفرنسية ، فإن هناك 3157 قطعة مرجعية من أصل بنيني في متحف كاي برانلي في باريس وحده. فعلى سبيل المثال، هناك تمثال الإله جو، المحفوظ في قاعة الجلسات في متحف اللوفر. ولكن أيضًا لوح Fâ، أو الكاتاكلى، وهو مقعد ثلاثي الأرجل وهو جزء من الكنز الملكي في أبومي. ويوجد هذا العمل الأخير حالياً في فنلندا، ومن المقرر أن يعود قريباً إلى السلطات البنينية.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، كان هناك عدد كبير من عمليات التعويض التي تمت. والأشهر هي البرونزيات من مملكة بنين التي أعادتها ألمانيا، والتي وقعت مذكرة ثنائية مع نيجيريا مع وعد بإعادة جميع الرؤوس البرونزية في نهاية المطاف. ومن المقرر أن تعيد فرنسا قريبا “الطبل الناطق” إلى ساحل العاج. وهناك أيضًا بلجيكا، التي وضعت إطارًا مع جمهورية الكونغو الديمقراطية ملائمًا لإعادة الممتلكات. وحتى في المملكة المتحدة، وفي غياب أي تعويض رسمي من جانب الحكومة البريطانية، أعادت الجامعات بعض الأعمال التي كانت بحوزتها. وأود أن أقول إن بنين كانت رائدة في مجال إعادة الحقوق، وهذه العملية أصبحت الآن لا رجعة فيها.
مساء الخير
تحية طيبة
نعم استرداد كل الأثار المسروقة أفريقيا غنية بالأثار و هي رموز النهضة و الحضارات الأفريقية
نعمل من اجل استردادها
انا معكم
اتمنى العمل معكم كالصحافية
الصحافية فاطمة الثني
سفيرة الأمم المتحدة-ماجستير علوم سياسية
كل الاحترام و التقدير
اشكركم