تقارير

تقرير جديد من مركز بحوث جامعة ييل الأمريكية عن مُسيرات الدعم السريع في مطار نيالا

المحقق – محمد عثمان آدم 

لأهل البادية من الرعاة في كردفان مثل عجيب لا يطلقونه إلا حين تكون عورة الفعل المشين الذي يرتكبه الإنسان مكشوفة وصاحبها لا يدري، فيذكرونه بأن الوضع عندك مثل “ضنب العنزة” لا يغطي شيئاً و يترك كل شي مكشوفا مفضوحاً.

ولم أجد مثلاُ أفصح ولا أوضح يعكس ما أصبح عليه وضع المليشيا ومَن يدعمها بالسلاح أمام كاميرات مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأمريكية للصحة العامة غير هذا.

فالتقرير الجديد الذي نشره المختبر كشف بصور الأقمار الاصطناعية و الصور الحرارية والمقارنات أن مليشيا الدعم السريع جمعت عدداً من الطائرات المسيرة في مطار نيالا وأصبحت تهاجم بها ليس الجيش ولا المستنفرين ولا القوات التابعة لحركات الكفاح المسلح، إنما المدنيين من أهل أم درمان وعطبرة فتدمر مستشفياتهم وكهربتهم ومياههم بل وحتى في بيوت الخيش والبروش و البلاستيك التي لجأ إليها النازحون لواذاً من بغي المتعطشين للفتك بالإماء و إسالة الدماء وحتى العاملين في العون الإنساني كما حدث في منطقة زمزم للنازحين مؤخراً الذين كان لهم من التقتيل أنصبة بواسطة المسرات !!

والتقرير المركز والمباشر هذه المرة أعده المختبر تحت إشراف مدير هيئة التدريس في مختبر البحوث الإنسانية (HRL) في كلية ييل للصحة العامة، وهو الدكتور كاوه خوشنود وأشرف على تحليل وإنتاج هذا التقرير المدير التنفيذي للمختبر السيد ناثانيال ريموند وكيتلين هوارث وتم إجراء التحليل وإنتاج التقارير من قبل فريق تحليلات النزاعات في مختبر البحوث الإنسانية.

أولاً : النتائج الرئيسة لتحليل الوضع في نيالا فيما يختص بالمسيرات

حدد مختبر البحوث الإنسانية (HRL) التابع لكلية ييل للصحة العامة ست طائرات متقدمة بدون طيار أي مسيرات (UAVs) في مطار نيالا الدولي الذي تسيطر عليه مليشيا الدعم السريع (RSF) و ذلك من واقع صور الأقمار الصناعية في يوم الخميس 24 أبريل 2025.

وعلق المحللون لقولهم “هذا هو أكبر عدد من الطائرات بدون طيار التي تم تحديدها على مهبط الطائرات منذ استيلاء الدعم السريع على مطار نيالا “، وتظهر بصورة جلية مرئية في صور الأقمار الصناعية حتى الآن.

وذلك أنه ومنذ 9 ديسمبر 2024 ، لا تظهر إلا ما بين طائرة بدون طيار واحدة أو أربع طائرات بدون طيار من طراز طائرات CH-95 أو FH-95 صينية الصنع بانتظام في صور الأقمار الصناعية في مطار نيالا.

ويقول التقرير إن الزيادة في الطائرات بدون طيار في مطار نيالا تشير إلى أن قوات الدعم السريع “لا تزال تتلقى شحنات من أنظمة الأسلحة المتطورة. قد تكون هذه الطائرات بدون طيار المتقدمة قادرة على المراقبة والضربات بعيدة المدى والمراقبة الإلكترونية و شن الهجمات”،

ويضيف التقرير في وصفها – والوصف مصحوب بصور واضحة و جلية للطائرات وهي رابضة في المطار – إن طول الأجنحة الستة لكل من هذه الطائرات بدون طيار حوالي 12 متراً وطولها من الأنف إلى الذيل حوالي 8 أمتار وهذه المقاسات والأبعاد تتوافق مع طول وعرض الطائرات بدون طيار التي شوهدت لأول مرة في مطار نيالا في صور الأقمار الصناعية في 9 ديسمبر 2024.

ويوضح التقرير بأن جامعة ييل HRL قد توصلت في تقييمها لهذه الطائرات بدون طيار على أنها متوافقة مع FH-95s ، وذلك يتوافق مع تقييم آخر أجرته وكالة رويترز لهذه الطائرات بدون طيار على أنها متوافقة مع CH-95s.

ويؤكد التقرير أن جميع الطائرات بدون طيار الأربعة المرئية في صور الأقمار الصناعية عالية الدقة (VHR) في 21 أبريل 2025 في نفس المواضع أو مواضع مماثلة تتطابق مع جميع الأبعاد المرئية في صور الأقمار الصناعية: حوالي 12 مترا، وطول 8 أمتار تقريبا، وأجنحة الذيل بعرض 3 أمتار تقريبا، تكوين جناح الذيل لذيل ذراع الرافعة المزدوج مع جنيحات أو نهايات متوهجة،

ويشير التقرير بأنه تم الإبلاغ عن أولى التقارير عن الرحلات الجوية إلى مطار نيالا منذ دخول الدعم السريع الى المدينة في 21 سبتمبر 2024. وبحسب ما ورد كانت هذه الرحلات تحدث بشكل متقطع منذ ذلك الوقت.

وكانت القوات المسلحة السودانية تشن غارات جوية منتظمة على مطار نيالا بعد ورود تقارير عن هبوط رحلات جوية هناك. وفي 24 فبراير 2025، أفادت التقارير أن قوات الدعم السريع أسقطت طائرة من طراز IL-76 من القوات المسلحة السودانية خارج نيالا، وفي 3 أبريل 2025، أفادت التقارير أن قوات الدعم السريع أسقطت طائرة من طراز “إيه-12” تابعة للقوات المسلحة السودانية خارج الفاشر، شمال دارفور.

ثانياُ: ما لخصه التقرير:

ويصل التقرير إلى ملخص يقول فيه – وهذه ننقلها “بضبانتها” كما يقول مثلنا العامي –

“تشير الزيادة في الطائرات بدون طيار في نيالا إلى أنه من المرجح أن قوات الدعم السريع ما زالت تتلقى دعماً -عسكرياً – أثناء ارتكاب الفظائع الجماعية، بما في ذلك هجمات التحريق المقصود والقتل خارج نطاق القضاء واحتجاز النساء والفتيات والشباب، والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع، والاحتجاز خارج نطاق القضاء، (وتسبيب) النزوح الجماعي لمئات الآلاف من الأشخاص في مخيم زمزم للنازحين ، على بعد حوالي 165 كيلومترا شمال مطار نيالا”.

ثالثاً: المنهجية

المنهجية التي استخدمها الباحثون تتمثل في دمج البيانات لتحليل بيانات الاستشعار عن بعد والمصادر المفتوحة و أعد هذا التقرير من خلال المضاهاة والتوكيد بين البيانات مفتوحة المصدر، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي ، والتقارير الإخبارية المحلية، والوسائط المتعددة، والتقارير الأخرى مع وبيانات الاستشعار عن بعد، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية وبيانات المستشعرات الحرارية. وقد قام الباحثون بتحليل البيانات مفتوحة المصدر عبر وسائل التواصل الإجتماعي والتقارير الإخبارية والمصادر الأخرى المتاحة للجمهور لتحديد الحوادث والتحقق منها.

يقوم المحللون بتقييم مصداقية وموثوقية البيانات مفتوحة المصدر بناء على مستوى تفاصيل المصدر ومصداقيتها السابقة وتأكيد المصادر المستقلة الأخرى. ويعتمد الاستشعار عن بعد وتحليل صور الأقمار الصناعية على اكتشاف التغيير متعدد الأزمنة، والذي يتضمن مقارنة صورتين أو أكثر من صور الأقمار الصناعية لنفس المنطقة التي تم التقاطها في أوقات مختلفة للكشف عن الاختلافات في اللون والخصائص البصرية ووجود أو غياب أو تغيير موضع الكائنات عبر الصور.

رابعاً : القيود

هناك قيود كبيرة على منهجية دمج البيانات. و تتميز بيئة المعلومات في السودان بأنها غير متسعة النطاق ، ومن المحتمل أن يكون هناك تحيز كبير في الإبلاغ من قبل أولئك الذين يقدمون تقارير مفتوحة المصدر.

تواجه الأدوات والتقنيات تحديات كبيرة عند تقييم أنشطة مثل الاحتجاز خارج نطاق القضاء والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع والإصابات المرتبطة بالنزاع ، لا سيما في البيئات ذات البيانات المحدودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى