تقارير

تنطلق في منتصف أغسطس: ماهي التحديات التي تواجه الدعوة الامريكية للتفاوض بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع؟

القضارف – طلال اسماعيل – المحقق

في انتظار جولة مفاوضات جديدة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع تهدف لوقف إطلاق النار خلال شهر اغسطس القادم، تبرز تحديات عديدة وعقبات قد تحول دون انطلاقها.

الثلاثاء،قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، إن واشنطن “دعت القوات المسلحة السودانية والمليشيا للمشاركة في محادثات بشأن وقف إطلاق النار، بوساطة الولايات المتحدة، تبدأ في 14 أغسطس في سويسرا”.

وأضاف بلينكن أن المحادثات التي ترعاها أيضا السعودية ستضم الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقب.

لكن الجيش السوداني لم يرد على تلك الدعوة، بينما سارعت المليشيا إلى قبولها.

وتبرز عدة تحديات حول نجاح الدعوة والخروج بنتائج مبشرة، وقال حاكم اقليم دافور مني اركو مناوي في تغريدة على منصة متسائلاً :”قتل المواطنين وتدمير المدن بغرض بدء المفاوضات” !!

مشيرا في تغريدته أن مليشات الدعم السريع “بدأت استئناف القصف علي الأحياء المدنية قُتل فيه اكثر من عشرين مواطن في الفاشر بعد ان مدت الدولة الداعمة بكمية من الصواريخ بغرض الضغط علي جلوس في المفاوضات بدم الأبرياء ذلك لتحضير للعودة ما قبل ١٥ أبريل”

وتابع مناوي :” نحن نرحب بالسلام يعيد كرامة المواطن وليس الابتزاز بغرض اعادة عقارب الساعة للوراء “.

ووجدت الدعوة الامريكية ترحيباً من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” برئاسة عبد الله حمدوك.

وقالت : “نرجو أن تثمر هذه المبادرة وقفا عاجلا للقتال (بين الجيش وقوات الدعم السريع) عبر الانخراط الجاد والالتزام التام من جميع الأطراف”.

والجمعة، أعلن تحالف التراضي الوطني بقيادة مبارك الفاضل المهدي ترحيبه بالدعوة الأمريكية، وقال : “يرحب تحالف التراضي الوطني بالدعوة التي أعلنتها الإدارة الأمريكية للانخراط في مباحثات لايقاف الحرب في السودان وإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين في جنيف بوساطة مشتركة بين امريكا وسويسرا والمملكة العربية السعودية، وبحضور الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجمهورية مصر العربية ودولة الأمارات العربية المتحدة”.

وتابع :”تاتي الدعوة لمباحثات جنيف في ظل استنفاد الحرب أهدافها بفشل محاولة الدعم السريع الاستيلاء علي السلطة وفشله في تدمير الجيش السوداني ورفضه تنفيذ تعهداته في اتفاق جدة في 11 مايوم 2023 باخلاء منازل المواطنين والمستشفيات والأعيان المدنية إلي جانب توسيع الدعم السريع هجماته علي المدنيين في قري ولاية الجزيرة الآمنة ومدن ولاية سنار جبل موية وسنجة والدندر والسوكي ، وقري ولاية النيل الأبيض،ومدن ولاية غرب كردفان بالإضافة إلى قصفها المستمر للمدنيين والمنشآت العلاجية والخدمية

وزاد :” فصلت الدعوة بصورة واضحة بين التفاوض حول المسار السياسي لمستقبل الحكم في السودان وبين التفاوض حول ترتيبات وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية ، وهي ضرورة من شأنها تجريد مليشيا الدعم السريع من المساومة علي نصيب في السلطة مقابل اخلاء منازل المواطنين والأعيان المدنية ،كما ظل يفعل في كل المفاوضات.

وأكد تحالف التراضي الوطني ان المسار السياسي والعملية السياسية الخاصة بإدارة الفترة الانتقالية شأن سوداني خالص يخص القوى السياسية والمجتمعية يبحثه الحوار السوداني السوداني وتكون لبنته الاولى ما تم التوصل إليه في مؤتمر القاهرة الذي انعقد في يوليو الماضي، ومؤتمر الاتحاد الأفريقي في أديس ابابا الذي انعقد في الفترة من ١٠ إلي ١٥ يوليو الماضي علي ان يفضي الي تشكيل حكومة مدنية وفترة انتقالية قصيرة تقود البلاد لدولة مدنية ديمقراطية عبر انتخابات حرة نزيهة.

وأشار إلى أن أي عملية تفاوضية لا تخرج المليشيا من المدن ومنازل المواطنين وتسمح للنازحين واللاجئين العودة إلي ديارهم لن تنهي الحرب في السودان بل سوف تتمدد الحرب بشكل أوسع و تتحول إلي حرب إقليمية .

ومن جانبه قال القيادي بالحرية والتغيير ـ الكتلة الديمقراطية مبارك اردول : “من المهم قبول الدعوة المقدمة من الخارجية الأميركية للتفاوض في جنيف، حول المسارين الأمني والإنساني فقط، فهذه فرصة لا ينبغي تضيعها تحت أي مبررات”.

وأضاف: “الوضع الإنساني لا ينتظر من ناحية فهنالك حالات سوء التغذية بدأت وسجلت حالة وفاة من الجوع في جنوب كردفان، يجب تدارك هذه المشكلة بشكل سريع أيضا استغلالا لهذا المنبر”.

وترعى السعودية والولايات المتحدة الأمريكية منذ 6 مايو من العام الماضي محادثات بين الجيش و” المليشيا”، توجت باتفاق في جدة السعودية بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، قبل أن يتهم الجيش السوداني المليشيا بعدم تنفيذ الاتفاق مما أدى لاحقا لتعليق المفاوضات.

تعليق للمبعوث الأمريكي

قال المبعوث الامريكي الخاص للسودان توم برييلو :”أجريت مشاورات قيمة مع جامعة الدول العربية وأمانة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ايغاد في الاجتماع التشاوري الثاني في جيبوتي، وركزت على حلول الأزمة في السودان.

وتابع :”سنواصل الاستفادة من قيادتهم ونصائحهم وشراكاتهم بينما نستعد لمفاوضات وقف إطلاق النار القادمة ونواصل الدفع من أجل الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى