تقارير

جريمة ضد الإنسانية… مليشيا الدعم السريع تخفي قسرياً الآلاف من السودانيين في سجونها

المحقق – طلال إسماعيل

الآلاف من السودانيين المحتجزين في سجون مليشيا الدعم السريع بعدة ولايات سودانية، يعيشون أوضاعاً إنسانية سيئة، حيث لا طعام يكيفهم، ولا علاج يداوي المرضى منهم، بينما لا تعرف أسرهم عنهم شيئاً منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام الماضي.

و مع ذكرى اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، تغيب أصوات منظمات حقوق الإنسان الدولية في الضغط على مليشيا الدعم السريع التي تواصل في انتهاكاتها ضد المدنيين.

نصّ كل من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو 2002، والاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري، التي اعتمدتها الجمعية العامة في 20 ديسمبر 2006، على أن ’’الاختفاء القسري‘‘ يوصف بجريمة ضد الإنسانية عندما يُرتكب ضمن هجوم واسع النطاق أو منهجي على أي مجموعة من السكان المدنيين، ولا يخضع بالتالي لقانون التقادم. وفضلا عن ذلك، فإن لأسر الضحايا الحق في طلب التعويض، والمطالبة بمعرفة الحقيقة في ما يتصل باختفاء أحبائهم.

تضامناً مع الضحايا

قال “التيار الوطني” بمناسبة اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري في بيان صحفي اطلع عليه موقع *المحقق* الإخباري :”نوجه أنظار العالم إلى جرائم الاختفاء القسري التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع في السودان، والتي باتت تمثل وصمة عار على جبين الإنسانية.”

وتابع :”لقد ارتكبت المليشيا آلاف الجرائم بحق المدنيين، من بينها اختفاء الآلاف قسراً في معتقلاتها، حيث يحرم ذووهم من أبسط حقوقهم في معرفة مصير أحبائهم، ولا يعلمون إن كانوا أحياء أم أموات، ولا يملكون أي معلومات عن ظروف احتجازهم أو مكانهم”.

وأكد البيان بإن هذه الممارسات البشعة تمثل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وتستوجب تحركاً عاجلاً من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية للضغط على مليشيا الدعم السريع لإغلاق معتقلاتها فوراً، والإفراج عن جميع المحتجزين لديها، وفي حال تعذر ذلك، على الأقل الإفصاح عن قوائم بأسماء جميع المعتقلين من العسكريين والمدنيين.

وتابع :”نحن في “التيار الوطني” نؤكد تضامننا الكامل مع جميع ضحايا الاختفاء القسري في السودان، وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والعمل على إنهاء هذه الممارسات الوحشية، ومحاسبة مرتكبيها.”

كما طالب المجتمع الدولي بالضغط على مليشيا الدعم السريع للإفراج الفوري عن جميع المحتجزين لديها، وارسال بعثات تحقيق دولية مستقلة للكشف عن مصير المختفين قسراً، و تقديم الدعم اللازم لأسر الضحايا والناجين، واتخاذ إجراءات قانونية بحق مرتكبي هذه الجرائم.

وأرسل التيار الوطني رسالة تضامن إلى أسر المختفين قسراً، قائلا:” نحن معكم، ولن نتوقف عن المطالبة بحقكم في معرفة الحقيقة”.

سجون مليشيا الدعم السريع

وتدوال ناشطون رويات من ناجين من سجون مليشيا الدعم السريع التي تنتهك فيها الانسانية ومن ضمنها مواقع حكومية تم الاستيلاء عليها وأقسام شركة ومصانع ومنازل ومزارع داخل ولاية الخرطوم، وقال ناجون إن الغالبية العظمي من هذه المواقع لم تكن معدة أصلاً كسجون أو معتقلات وأن أعداداً من المدنيين والعسكريين المتقاعدين تتكدس فيها بالمئات بحيث لا يكاد الفرد يجد مكاناً للجلوس أو حتى قضاء الحاجة !!

أكثر من مائة ألف من المختطفين

وأفادت معلومات وتقارير متعددة أدلى بها شهود عيان في السودان أن عدد المدنيين المخطوفين والمحبوسين في السجون السرية لمليشيات الدعم السريع (ضحايا الاختفاء القسري) في ولايات الخرطوم والجزيرة وولايات دارفور الخمس وولايات كردفان الثلات وولاية سنار يفوق المائة ألف مخطوف، وأنهم محبوسين في ظروف احتجاز قاسية ويعانون من التعذيب والإهانة وسوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية، وأن بضعة آلاف منهم لقوا حتفهم فعلياً.

ونشرت وكالة رويترز للأنباء تقريراً ضافياً في شهر يونيو من العام 2023 قدرت فيه عدد المخطوفين في سجون مليشيات الدعم السريع بخمسة آلاف مواطن سوداني، وأن من بينهم نساء وشيوخ وأطفال، كذلك سبق لصحيفة السوداني أن نشرت تقريراً عن تلك السجون في العاصمة، وأكدت أن المليشيات حولت العديد من المنازل الكبيرة والمستشفيات والمؤسسات الحكومية ومراكز الشرطة إلى مراكز احتجاز وأوردت الصحيفة أن تلك السجون موزعة على كل أرجاء العاصمة، كما ذكر شهود عيان أن المليشيا حولت مستشفى ابن سينا في الخرطوم (حي العمارات) إلى سجن تحتجز فيه آلاف المواطنين بتهمة التعاون مع الجيش، وأنها تحتجز أكثر من خمسة عشر ألف مواطن في سجن سوبا، وأن السجون السرية للدعم السريع تضم آلاف المختطفين من معاشيي القوات النظامية ممن تركوا الخدمة منذ سنوات، وأن المتمردين يخطفون المدنيين ويبتزون أهلهم ويطالبونهم بسداد فدىً بمبالغ ضخمة مع التهديد بقتل المحتجزين حال امتناع ذويهم عن السداد.

وقبل أيام اختطفت مليشيات الدعم السريع الصحافي علاء الدين أبو حربة من منزله بحي الحاج يوسف بشرق النيل وابتزت ذويه لدفع فدية، وتم تصوير الزميل علاء الدين في فيديو وهو مقيد الأيادي ويطالب ذويه بسرعة سداد المبلغ المحدد كفدية.

ومع إن وفد مليشيا الدعم السريع الذي ذهب إلى جنيف منتصف الشهر قد اجتمع مع ممثلين للصليب الأحمر الدولي، إلا أنه لم يرشح من أي من الطرفين أنه تم التطرق لموضوع المحتجزين في سجون الدعم السريع أو المختفين قسرياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى