رأي

جنيف لا تمثل لفة الجريف ..!!

دكتور محمد صالح الشيخابي

من الواضح جداً أن الذين جلسوا للتفاوض في جنيف لا يمثلون الشعب السوداني لا من ناحية أهليتهم لتمثيله و لا من ناحية مخاطبة همومه و آماله بل و آلامه..!!

لا أمريكا و مبعوثيها و ممثليها و لا الإمارات و لا الدعم السريع و لا ما يسمى ب ( تقدم ) و لا غيرهم لهم الحق في التفاوض باسم الشعب السوداني و لا يوجد سوداني واحد ممن اكتووا بنار الحرب فوض هذه الجهات لتمثله …

هذا من ناحية الشكل.. أما من ناحية المضمون فكل هذه الكيانات لم تخاطب هموم الشعب المشرد و المغتصبة أرضه و عرضه و ماله و المسفوح دمه على الطرقات و الذي يصحو كل صباح على مجزرة جديدة من تتار العصر الحديث ..

الجالسون في جنيف لا يعلمون ما يدور في لفة الجريف و تقاطعات الطرق في خرطوم الدماء و الأشلاء و لا يحسون بآلام الجنينة و ود النورة و جلقني و الفاشر و النيل الأزرق و الأبيض و كردفان و الجزيرة ..

الحكومة السودانية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوداني، و المواطنون الآن ينزحون من مناطق سيطرة متمردي الدعم السريع إلى مناطق سيطرة الجيش حيث الأمن من القتل و الاغتصاب و النهب ..

و الحكومة السودانية جلست للتفاوض في جدة من قبل و رفض الدعم السريع تنفيذ مخرجات إعلان جدة فما جدوى عمل منبر آخر في جنيف .. و غداً في باريس وبعد غد في جزر المالديف ..؟؟ !!

أقول ما هي الفائدة من كثرة و تعدد المنابر التفاوضية ما دام متمردو الدعم السريع لم يلتزموا بمخرجات إعلان جدة .. ؟؟

سنظل ننتقل من مدينة إلى أخرى للتفاوض و سيظل الدعم السريع و من خلفه الإمارات يرتكبون كل يوم مجزرة جديدة بحق السودانيين .. و بالتالي فإن الشعب السوداني في حل من الإلتزام بأي قرارات و (عوارات) تخرج من مثل هذه المفاوضات المشبوهة ..

واضح أن الدعم السريع مثله مثل التتر و المغول الذين اجتاحوا الشرق الأوسط في حقبة تاريخية سابقة و هم قبائل همجية بربرية هم للذئاب أقرب منهم للبشر .. و بالتالي فإن الطريقة الوحيدة للتعامل معهم هي لغة القوة و البطش و البأس الشديد عبر تجييش الشعب و تسليحه خلف قواته المسلحة..

على الحكومة السودانية و قيادة الجيش ألا تخذل شعبها حتى لا يضعها في خانة واحدة مع الإمارات و الدعم السريع .. و اللبيب دون إشارة يفهم يا برهان ..!!

إن الوضع على الأرض مختلف و جنود المليشيا الذين لم يلتزموا بمخرجات منبر جدة بالخروج من بيوت المواطنين و المرافق المدنية و المستشفيات لن يلتزموا بذلك الآن لمجرد أن جدة تحولت إلى جنيف فالمشكلة ليست في تغيير منابر التفاوض.. !!

حتى الشعب السوداني على الأرض و شرفاء الجيش و قوات الأمن و المستنفرين لن يرضوا بأي اتفاق يعيد الدعم السريع للمشهد السياسي و العسكري مرة أخرى ..
و لو رأينا في حكومتنا و جيشنا اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا و بنادقنا في لفة الجريف ..!!!

*خاتمة :*

*السيف أصدق أنباء من الكتب ..*
*في حده الحد بين الجد و اللعب..*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى