ثقافية

 دور المتاحف في حفظ موروثنا

د. طارق البحر

نظل دوماً ندعو إلى ثورة ثقافية ذات خصائص سودانية، تتخذ من العلم منهاجاً وتخطيطاً يفضي إلى ترسيم المفاهيم الإيجابية وعزل المفاهيم السالبة، التي لاتواكب حركة مجتمع اليوم الذي ظل حبيس التطور التكنلوجي وسيادة مفهوم العولمة.

العولمة الثقافية المجتمعية التي تدعو إلى الانصهار في ثقافة واحدة ،عبر قوى اقتصادية وشركات عملاقة توجه إلى تغيير المفاهيم الثقافية وغسل الموروث الثقافي للشعوب.

بالنظر إلى واقع اليوم نري أنه من المستحيل محو السلوك الثقافي للشعوب باعتبار أن لكل ثقافة طابعها وخصائصها.

كما هو معلوم فإن العولمة تمثلت في ثورة الاتصالات  بنقل الرسائل عند ظهور الكهرباء في العام 1890، وثورة انتقال البشر عبر الطائرات منذ العام 1900 إضافة إلى الثورة السماعية والمشهدية، أما الثقافة فهي ثروة تقوم علي ظاهرة الإقناع ومايترتب عليها من نتائج كالإيمان والانتساب إلى ثقافة معينة. عليه لابد من التفاعل والتركيز علي ثقافتنا السودانية  ذات الخصائص التي تعبر عن حركات مجتمعاتنا، فهي مصدر قوة وثبات نحو التطور والرقي.

تمثل العالمية ثورة في الاتصالات وقد ظهر ذلك في نقل الرسائل وظهور الكهرباء والطائرات، كما أشرنا، وهما عاملين أساسيان في نقل العولمة إضافة إلى ثورة السمع والبصر بشقيه الفوتوغرافي والفيديو، كل هذا ساهم في تركيز مفهوم العولمة ونقل المعارف الإنسانية التي أضحت بمثابة المحرك للمجتمعات وتغيير المفاهيم حسب قوة المحتوي وأسلوب عرضه، وعليه لابد للانتباه وإعادة النظر في السياسات الثقافية.

وتعتبر المتاحف المجسد للماضي في رحم الحاضر  فهي عبارة عن مبنى يحوي مجموعة من الآثار وفقاً لمواصفات هندسية دقيقة تعمل علي إيصال الصورة المتحفية كل حسب تصنيفه وطبيعته.

وكما هو معروف، هناك أربعة أنواع من المتاحف:
الأول: المتاحف التاريخية وهي تحكي صور حياة الماضي وأحداثه وتشمل مجموعة مقتنيات الآثار القديمة.

والثاني: المتاحف العلمية وتعرض فيها العلوم الطبيعية والتقنية وتسمي بمتاحف التاريخ الطبيعي حيث تعرض الحيوانات والنباتات ذات التاريخ العريق والتميز الخاص بحياة المجتمعات إضافة إلى الصخور وغيرها من الأشياء الطبيعية.

الثالث: المتاحف العامة وهي متاحف تعرض بها المخطوطات والوثائق القديمة.

الرابع: المتاحف الفنية وهي متاحف تهتم باللوحات والصور إضافة إلى الأعمال الفنية القديمة وغيرها من عدة عصور.

والسؤال الذي تعنينا الإجابة عليه هو: هل نحن في السودان في حاجة الي متاحف؟..
الإجابة علي هذا السؤال يجب أن ننظر إليها من عدة زوايا اجتماعية ثقافية فنية اقتصادية وسياسية، وهذا محور تشكيل مجتمعاتنا التي تتباين من منطقة إلى أخري وفقاً لطبيعة الطقس والمناخ وبالتالي طبيعة الموروث الثقافي المجتمعي.

السودان عباره عن متحف كبير ولكن تغلب عليه الشفاهية وذاكرة الأجداد عليه لابد من التوثيق والحفاظ علي هذا الموروث عن طريق المتاحف.
نحن في حاجة إلى متاحف في كل محلية وبالتالي كل ولاية ومن ثم المتحف القومي حتي نتمكن من حفظ موروثنا أولا ثم دراسته بالمنطق العلمي وبذا نساهم في النظر إلى المستقبل بعين المعرفة والتخطيط السليم .
نواصل في حلقة أخرى، وبالعلم والفنون نرتقي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى