قوى سياسية وطنية تطرح مشروعها السياسي من كورنيش بورتسودان

بورتسودان – المحقق – طلال إسماعيل
في كورنيش بورتسودان الرئيسي بعاصمة ولاية البحر الأحمر، دفعت قوى سياسية وطنية بتصوراتها لمرحلة البناء السياسي في المستقبل في ندوة على الهواء الطلق، تناولت تحديات الانتقال ومحاولة تفتيت السودان وتصورات هذه القوى للإصلاح الحزبي ووقف التدخلات الخارجية.
في بداية الندوة التي نظمتها رابطة الصحافة الالكترونية مساء (الأربعاء)، شرح الأمين العام ل “تنسيقية القوى الديمقراطية الوطنية”
محمد سيد أحمد الجاكومي كيفية تدخل الأجندة الخارجية عقب اندلاع الحراك الثوري في 2018 وعزل الرئيس السوداني عمر البشير : “المجموعة التي تقسمت مابين قوى إعلان الحرية والتغيير وتحالف صمود وتأسيس ليس لديها اليد العليا في صناعة الثورة السودانية في دسيمبر 2018 ، ولكن القوى الخارجية هي التي فرضت هذا الأمر ووزعت الأدوار عندما كنا في المعتقلات.”
وانتقد “الجاكومي” محاولات ميثاق نيروبي في تأسيس جيش من مليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، مضيفا بالقول :” الجيش السوداني عمره منذ العام 1924، والفئة الباغية والمتمردة تريد أن تكون هي نواة الجيش السوداني ، هذا مسرح العبث السياسي لمجموعات صغيرة وضعيفة يقودها الطاهر حجر والهادي إدريس ومجموعة تأسيس لتتحدث عن مستقبل العمل السياسي في السودان القادم وهذه واحدة من المشاكل الكبيرة التي ظل يعاني منها السودان.”
وهاجم الجاكومي رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، الذي لم يتناول في خطابه الأخير الإبادة الجماعية التي ارتكبتها المليشيا في الجنينة، ولا الاغتصاب والقتل والتشريد والنهب الذي ارتكبته المليشيا ضد الشعب السوداني في ولاية الجزيرة.
وأكد بأن المعركة التي تجري في السودان هي معركة ليس بها “غباش” وهي معركة بين الحق والباطل، وتابع: “لأول مرة في تاريخ الأمة السودانية يتشرد الشعب بهذه الطريقة، ولا يستطيع أحد من قيادات صمود أو تأسيس في نيروبي أن يصل إلى البلد وهذه رسالة واضحة لقيادة الدولة بأن هذه الفئة الباغية لا مكان لها وسط الشعب السوداني.”
*حوار سوداني*
ودعا جاكومي إلى حوار سوداني – سوداني تشارك فيه جميع القوى السياسية ولا يستثني أحداً بما في ذلك المؤتمر الوطني وواجهاته وتحالف صمود بقيادة عبد الله حمدوك ولكنه يستثني تحالف تأسيس الداعم لمليشيا الدعم السريع في ميثاق نيروبي.
*التدخل الخارجي*
من جانبه قال رئيس مبادرة العودة لمنصة التأسيس محمد وداعة: “الحرية والتغيير خرقت الوثيقة الدستورية وهنالك انحراف شديد منذ قيام الثورة السودانية التي شهدت التدخل الإماراتي عقب اندلاع الثورة في ديسمبر 2018.”
وأضاف: “لابد من إدانة مليشيا الدعم السريع وانتهاكاتها لسيادة البلد وارتكابها لجرائم الحرب ولا بد من إدانة التدخلات الأجنبية من دول الإمارات وتشاد وجنوب السودان وليبيا.”
وزاد: “المعركة التي يواجهها الشعب السوداني حجمها كبير وهي معركة كبيرة ومتشعبة وهدفها السيطرة على السودان واحتلاله وتشريد أهله والإتيان بمجموعات أخرى من عرب الشتات، ومؤتمر نيروبي خير دليل على ذلك.”
ودعا وداعة لقيام عقد اجتماعي جديد في السودان، موضحا بالقول :” لابد من أن نفكر في المستقبل، ولابد للسودانيين أن يكونوا متوحدين ومتماسكين ويسمو فوق الجراح، لابد من إجراء مصالحة وطنية لكن من ارتكب جريمة يحاكم ويقتص منه.”
وأكد وداعة بأنه لابد من إجراء حوار سوداني – سوداني شامل ، وزاد بالقول :” مافي حاجة اسمها ده بعثي وده كوز وده أخ مسلم، أبناء السودان ينبغي أن يجلسوا جميعاً لعقد مؤتمر دستوري لحل مشاكل السودان.”
وشرحت رئيسة مبادرة نساء السودان عاليا أبونا تفاصيل وبنود ميثاق نيروبي وقالت: “ماحدث بين الجنجويد وحلفائهم في نيروبي ليس وثيقة، لأنها تعمل على حماية الشفشافة واللصوص وشراء الذمم وتقوم على مبدأ الميكافلية”.
وزادت :” في نيروبي يحاولون فرض شرعية غير موجودة بدعم إماراتي، وحديثهم حول حق تقرير المصير يدل على أنهم يريدون تفتيت السودان وليس وحدته.”
*وحدة السودان*
وقال رئيس تحالف سودان العدالة “تسع” بحر إدريس أبوقردة : “نحن لايمكن أن نتحدث عن المستقبل مالم يتم التمسك بقوة بوحدة السودان لأن المؤامرة كبيرة جداً وحق تقرير المصير يخدم مخطط تفتيت السودان.”
واستطرد : “لابد من توحيد صفنا الداخلي بقوة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ليكون البلد موحد وقوي.”
وأكد بحر بأن المخطط الخارجي أجندته تقوم على تفتيت السودان، مضيفا: “هم يريدون السيطرة على السودان وموارده من خلال التفتيت لأنهم يدركون بأنهم لا يستطيعون السيطرة عليه وهو موحد.”
وأشار إلى أن القوى الوطنية برزت آلياتها بصورة قوية لمواجهة المخطط ، داعيا لتعزيز قيام دولة القانون ولتحقيق العدالة وعدم الاقصاء لنستطيع أن نواجه كل المؤامرت.
وأشار أبوقردة إلى أن السياسة في المرحلة القادمة ستقوم على الاستجابة لمطالب المواطن في الصحة والتعليم والرعاية الإجتماعية وأن لا يكون هنالك فساد.
*غزو أجنبي*
ودعا مساعد رئيس حزب الأمة القومي، إسماعيل كتر، إلى توصيف الحرب بصورة صحيحة باعتبارها “غزو أجنبي وليس تمرد لفصيل متمرد على القوات المسلحة”
وقال: “الحرب عبارة عن غزو أجنبي كامل الأركان وكل المساهمين في هذا الغزو ينبغي أن يحاكموا.”
وأشار إلى أن مشروع تقسيم السودان ليس بشئ جديد وهو منذ العام 1948 مؤكداً بأن المخطط هو تقسيم السودان إلى 8 دول
وأردف بالقول : “ماحدث في نيروبي جزء من آليات تفتيت السودان والاستهداف كبير على البلاد.”
ونبه كتر بأن القوى السياسية والمجتمعية مفترض أن يكون همها دعم القوات المسلحة للحفاظ على البلد وليس اكتساب الربح.
*الإصلاح الحزبي*
وتناول رئيس اللجنة الاشرافية لقوى الحراك الوطني، بشارة جمعة أرور عملية الإصلاح الحزبي في السودان، وقال: “العملية السياسية محتاجة إلى خطوات وإعادة ترتيب الأوضاع بشكل موضوعي ومسؤول”، وأضاف: “نصلح العملية السياسية ولابد من إعادة النظر في بناء الأحزاب لتقوم على البرامج.”
من جانبها قالت رئيسة تجمع المهنيين الوطنيين مريم الهندي: “ما يحدث في نيروبي محاولة لايجاد موطيء قدم وهو مولود ميت سريريا، ونحتاج إلى مخاطبة وجدان الشعب السوداني الذي يقف مع القوات المسلحة في معركة الكرامة من خلال افرازات الحرب.”
وقالت الهندي: “لابد من إقامة القانون ومعالجة مشاكلنا وجراحاتنا وعلينا مسؤولية كبيرة بعد انتصار الجيش السوداني.”
بدوره قال القيادي في الحزب الاتحادي خالد الفحل: “ماحدث في نيروبي هو نتيجة الفشل في الاستيلاء على السلطة من هذه الفئة المعزولة والتي لا تلتقي مع الشعب السوداني في اخلاقه ولذلك ظلت تساند هذا التمرد منذ 15 أبريل 2023.”
وزاد :” نحن في القوى الوطنية السياسية التقينا في بورتسودان وتوافقنا على ثوابت وطنية تؤكد على المحافظة على وحدة السودان أرضاً وشعباً ولا مساس بسيادة الدولة ولا اعتراف بأي شكل من الأشكال لإقامة حكومة موازية، والمجموعة التي تحدثت في نيروبي معزولة ولا تمثل الشعب السوداني لأنها تقف مع القتلة والمرتزقة.”
وأضاف: “لن يكون هنالك حوار في الخارج، إرتضينا أن يكون الحوار السوداني السوداني من داخل البلاد وقدمنا رؤية متكاملة لقيادة الدولة، ولن يكون هنالك تفاوض مع المليشيا ولن يكون هنالك اعتراف سياسي ولا عسكري معها.”
وأكد الفحل بأنه: “لابد من أن يكون هنالك مسار سياسي مع المسار العكسري في حسم التمرد وقيام الحوار السوداني السوداني الذي لا يستثني أحداً إلا مَن صدرت في حقه أحكام من قبل القضاء حول الجرائم التي ارتكبها.”
*حمدوك والاستعمار*
من جانبه قال الأمين العام للمؤتمر الشعبي، الأستاذ الأمين محمود، بأن مخططات القوى الباغية تشمل تقسيم السودان لأنه مشروع استعمار وهم عملاء لهذا الاستعمار.
واعتبر انقسام القوى السياسية والمدنية برئاسة عبد الله حمدوك إلى تحالفين (صمود، تأسيس) هو انقسام تكتيكي.
وتابع: “ليس لديهم مشروع وطني وهم يخدمون مشروع عالمي لتفكيك السودان”
وأضاف :”لا يستطيعون تقسيم دارفور أو أي جزء من غرب السودان والمرتزقة لا نصيب لهم في هذا، والسودانيون خيارهم الوحدة، مشيراً إلى أن حمدوك بنى خطته على الاستقواء بالقوى الأجنبية والاستعمار ولكن واقع السودان بجيشه وشعبه تجاوز أن يخاف من الاستعمار.”