كرامة حرب الكرامة!!

محجوب فضل بدري
لا تصرفنكم المعارك الجانبية،عن قضيتنا الأساسية، وهی حرب الكرامة ضد مليشيا الدعامة، إذ يجب أن لا يعلو اْیُّ صوت فوق صوت المعركة، فليس للعدو من أمل فی كسب المعارك العسكرية البتة، ولكنه لا يستسلم بسهولة ويقاتلنا بوساٸل شتَّیٰ، ومنها سلاح (الإشاعة) بعد ما عجَز عن إسقاط سلاح (الإشارة) ومنها (الدعايات) بعدما كُسرت شوكتة عند عَتَبَات سلاح (المدرعات) والفضل فی كل ذلك من بعد المولیٰ سبحانه وتعالیٰ، يعود لبسالة الجندي السوداني، ووقفة الشعب السوداني صفَّاً واحداً خلف جيشه وساٸر قواته النظامية والقوات المشتركة.
تحت شعار (سهر الجداد ولا نومو) عكفت غُرف الدعاية والإشاعة التابعة للمليشيا، أو إنَّ المليشيا هی التی تتبع لها – لا فرق – عكفت علی إخراج ما لديها من حِيِّل وألاعيب حتَّی تُفسد علی الشعب فرحته بأي إنتصار ميداني، أو أیِّ إختراق دبلوماسي، فتبُث ما يحبط الأمل ويثبِّط الهِمم، وما التغطية الكثيفة التي صاحبت عودة وزير الداخلية السابق إلیٰ أرض الوطن بعد غيبة شابتها شُبهات كثيرة، لكنها ليست لها أهمية تُذكر فی هذا الوقت، وقد يحين وقتها قريباً، وحينها لكل حادثة حديث، إلاّ أحد أمثلة ذلك!!
وحتی لا ننساق وراء كل كلمة دون أن نتثبت من مصادرها، أو مآلاتها، فعلينا أن نُنَحِی جانباً مثل هذه القضايا التی تُخَذِّل القيادة المتمثلة فی شخص سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رٸيس مجلس السيادة الإنتقالي، القاٸد العام للقوات المسلحة، ولا يسلم السيد وزير الداخلية، ولا السيد المدير العام للشرطة من اتهامات التواطوء إن لم يكن الإتهام بالتهاون فی سلامة الوطن والمواطن، وهذا ما لايستقيم البتة مع الروح العامَّة للشعب الذی يریٰ في قيادته المثل الأعلیٰ للتضحية والفِداء والإصرار علی تحقيق النصر الصريح علی مليشيا آل دقلو الإرهابية واستٸصال شأفتها من تراب الوطن العزيز، وأن لا يكون لها دور فی مستقبل الوطن، لا سياسياً ولا عسكرياً، وهذه هی القضية التی لا نحيد عنها، أما أن يعود غاٸب أو هارب إلیٰ الوطن فلا مجال لإعلاء ذِكره، فهذا لا يشغل بالنا ويجب كذٰلك أن لا نُشغل به بال القيادة، وعندما ينجلي غبار المعارك ستتولیٰ الجهات المختصة مهامها فی التحقيق والتَثَبُت من الإدعاءات التي قد تقوم فی مواجهة المشتبه فيهم وما أكثرهم!!
لا أتصور أن تُشَكَّل لجنة تحقيق فی قضية هروب من الخدمة لضابط عظيم يحمل رتبة (فريق أول) مثله مثل (جندی نفر) فهذا لا يستقيم عقلاً وليس هناك سابقة كهذه!!
وإنَّ كان ثمة موضوع يستحق الذكر فإنَّ إحتفاء قادة الشرطة بعودة زميلهم قد ألغیٰ بالضرورة المقولة الشاٸعة بأنَّ (خوَّة الكاب حدَّها خشم الباب) فما كان أغناهم عن تكريم زول نزَّلوا المعاش!! بغض النظر عن الأسباب التی أدَّت إلیٰ غيابه أو هروبه من الخدمة،فقد كان الأحریٰ بالفريق اْول شرطة عنان إن يُبلغ إلی أقرب نقطة شرطة ويُحَضِّر نفسه بمجرد أن سمع (مجرد سَمَعْ) بأن الحَرِبْ قامت، وهذا مافعله ضباط عِظام كُثُر، لهم مِنَّا التحية والتقدير.
المسألة مسألة كرامة، ولا كرامة فوق كسب حرب الكرامة.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العِزة وللمِنعة لشعبنا المقاتل.
-الخِزی والعار لأعداٸنا، وللعملاء.
-وما النصر إلا من عند الله.
-والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء.