
المحقق – وكالات
أعلنت قوات الدفاع الرواندية أن أكثر من 280 مرتزقاً رومانيا، يقاتلون مع القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية استسلموا لحركة “إم-23” بعد سيطرتها على مدينة غوما.
وذكرت قوات الدفاع الرواندية (الأربعاء) في بيان على منصة “إكس”: “بعد ظهر اليوم، استقبلت قوات الدفاع الرواندية ورافقت أكثر من 280 مرتزقاً رومانياً يقاتلون مع القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية في شرق الجمهورية، واستسلم هؤلاء المرتزقة لحركة “إم23″ بعد الاستيلاء على مدينة غوما الإستراتيجية، وتم نقلهم إلى كيغالي”.
وأعلن تحالف القوى المتمردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وفي وقت سابق، الذي يضم حركة “إم23″، السيطرة على غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو.
وقالت رئيسة بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (مونوسكو) بينتو كيتا إن متمردي حركة “إم 23” والجيش الرواندي غزوا ضواحي مدينة غوما.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا رواندا إلى سحب قواتها من جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتخضع الحدود بين الكونغو الديمقراطية ورواندا الآن لسيطرة حركة إم23 ، وقالت صحيفة “إيست ليه – Eastleigh” الكينية الصادرة (الأربعاء) أن المعارك في محيط ” غوما” اشتدت منذ يوم 26 يناير، حيث قال متمردو حركة إم23 إن المجال الجوي فوق “غوما” مغلق وطلبوا من القوات الأجنبية، بما في ذلك القوات البوروندية وقوات مجموعة دول جنوب أفريقيا للتنمية والمرتزقة الأوروبيين، على الأراضي الكونغولية المغادرة.
واتُهمت رواندا بدعم المقاتلين الكونغوليين التوتسي، حيث وجهت تقارير عدة لخبراء الأمم المتحدة ومسؤولين من كينشاسا اللوم إلى كيغالي. ومع ذلك، نفت السلطات الرواندية هذه الادعاءات باستمرار.
ويعتقد بعض الخبراء أن المجموعة بأكملها تضم 2000 مرتزق استأجرتهم الحكومة الكونغولية في قتالها ضد متمردي حركة إم23 في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد نفت جمهورية الكونغو الديمقراطية في السابق توظيف المرتزقة وفضلت تسميتهم بـ “شركات الأمن الخاصة” المكلفة بتدريب الجيش الوطني الكونغولي، ومع ذلك، يزعم الخبراء القانونيون أن هذا التبرير يتناقض مع القوانين العسكرية الوطنية والدولية.
ويقع مصير المرتزقة المستسلمين الآن على عاتق بلدانهم الأصلية، التي تمتلك الحق في محاكمتهم بموجب القوانين المحلية – إذا كانت مثل هذه القوانين موجودة، وفي هذه الحادثة، أعلنت حكومة رواندا أنها ستسهل عودتهم إلى رومانيا، بلدهم.
يشار إلى أن حركة إم 23، وهي اختصار لـ”حركة 23 مارس”، وُلدت من تمرد قام به مقاتلون توتسيون سابقون من “المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب” ، وهي حركة تمرد مسلحة موالية لرواندا تنشط في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بين عامي 2006 و2009. وكان الهدف المعلن هو الدفاع عن مجتمع التوتسي في المنطقة، فضلاً عن تحييد القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي جماعة مسلحة أنشأها الهوتو الذين لجأوا إلى الكونغو بعد الحرب الأهلية في رواندا، وتعتبرها السلطات في كيغالي تهديداً. وفي 23 مارس 2009، أبرمت تلك الحركة اتفاق سلام مع نظام كينشاسا، الذي أخذت حركة إم 23 اسمها منه. وتنص هذه المعاهدة على تحويل “الحركة” إلى حزب سياسي، ودمج مقاتليها التوتسي في القوات المسلحة الكونغولية.