مسؤول سابق بالغرفة التجارية : ما تمّ ترويجه عن مضاعفة قيمة الصادرات السودانية حال تحويلها لصناعات تحويلية مجرد أوهام

بورتسودان – المحقق
سخر الأمين العام السابق للغرفة التجارية، الصادق جلال الدين صالح من فيديو يروج على وسائل التواصل الإجتماعي عن ارتفاع قيمة الصادرات السودانية حال تحويلها إلى صادرات صناعية.
واعتبر جلال الفيديو المنتشر عن إمكانية وصول صادرات القطن إلى 18 مليار دولار حال تصديره كملابس و أن يحقق الصمغ العربي قيمةً 29 مليار دولار إذا صدر في شكل بودرة وأن تصدير اللحوم قد يحقق 40 مليار و الجلود 32 مليار و السمسم سيدر 16 مليار حال تحويله إلى طحينة، مجرد أوهام.
و قال في تصريحات صحفية “الغريب في الأمر يقولون إنها أرقام وفقاً لحسابات دقيقة لكن للأسف الحقيقة التى لا تقبل الجدل أنها أرقام عبارة عن أوهام وتم طرحها بسطحية دون فهم و إدراك كافٍ “.
وأضاف “لو أخذنا الصمغ العربي كمثال يبلغ انتاج السودان حوالي 85 % من حجم الانتاج العالمي و أن جملة حجم التجارة الخارجية العالمية للصمغ العربي لعام 2023م بلغ 506 مليون دولار فقط و وسط توقعات أن يصل إلى 608 مليون دولار بنهاية عام 2025 .
وكشف جلال بأن جملة صادر السودان من الصمغ العربي 141 مليون دولار، وتساءل: “كيف لنا أن نعظم صادراته إلى 29 مليار دولار بالرغم من إجمالي التجارة الخارجية العالميه للصمغ يقدر بنحو 506 مليون دولار فقط
ووصف الحديث بأنها (أرقام من الخيال لا تستند على أسس اقتصادية واقعية).
وأكد جلال على ضروره تشجيع الصناعة التحويلية، مشيراً إلى أن ذلك يحتاج لمطلوبات و اشتراطات كثيرة غير متوفرة حالياً، وإن توفرت يستوجب عدم رفع سقف التوقعات مشيراً إلى أن فرنسا رائدة الصناعة التحويليه للصمغ العربي في العالم تستورد بحوالي 97.3 مليون و تصدر بقيمة 206 مليون وهي أكبر مستورد و مصدر بفضل الصناعة التحويلية لكنها أضافت 150% فقط اذا أخذنا في الاعتبار الاستهلاك المحلي.
وطالب جلال متخذي القرار بالتحلي باليقظة و الوعي التام حيث أن الحرب القادمة سوف تكون حرباً إقتصادية مدمرة تعمل أولا على دغدغة مشاعر الشعب السوداني بتوقعات خيالية جاذبة لا سيما و أن الشعب في ضائقه معيشية خانقة، يتشبث فيها بأي بارقة أمل (حتى لو كانت من نفس شاكلة ضوء في أخر النفق ) – على حد تعبيره.