ناميبيا تعلن 28 مايو تاريخاً لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية على يد المستعمر الألماني

ويندهوك -المحقق – متابعات
اختارت حكومة ناميبيا، الثامن والعشرين من مايو ، تاريخاً لإحياء ذكرى عمليات القتل الجماعي التي ارتكبها المحتلون الألمان، فيما يُعرف على نطاق واسع بأنه أول إبادة جماعية في القرن العشرين، وذلك لأول مرة.
ويوافق تاريخ الثامن والعشرين من مايو ، اليوم الذي أمرت فيه السلطات الألمانية بإغلاق معسكرات الاعتقال عام 1907، عقب انتقادات دولية لظروفها الوحشية وارتفاع معدلات الوفيات.
وذكر موقع إذاعة فرنسا الدولية (الأثنين) أنه تم إعلان هذا اليوم عطلة وطنية في ناميبيا، ومن المتوقع حضور أعضاء السلك الدبلوماسي في هذا الحدث، حيث ستلقي الرئيسة نيتومبو ناندي ندايتواه كلمة رئيسية بحدائق برلمان ناميبيا، وسيتضمن الاحتفال وقفة احتجاجية بالشموع ودقيقة صمت، وفقًا لبرنامج حكومي صدر أمس (الأثنين).
وأعلنت الحكومة الناميبية أن هذه الاحتفالات ستُقام سنويًا لإحياء ذكرى “بداية رحلة وطنية للشفاء”، مضيفةً أنها “بمثابة لحظة تأمل وطني وحداد”.
واعترفت ألمانيا رسميًا في عام 2021 بارتكاب مستوطنيها إبادة جماعية وقعت في ناميبيا خلال الحقبة الاستعمارية، بعد بدء المناقشات في عام 2015. ورغم أن برلين لم تصدر اعتذارًا رسميًا أو تُقدم تعويضات، لكنها تعهدت في عام 2021 نفسه بتقديم أكثر من مليار يورو كمساعدات إنمائية على مدى 30 عامًا. وقد رفضت ناميبيا الاقتراح، ولا تزال المفاوضات مستمرة.
وتعود وقائع الجريمة عندما حكمت ألمانيا جنوب غرب أفريقيا كدولة مستعمرة، حيث استولى المستوطنون على النساء والأراضي والماشية المحلية، مما دفع قبيلة هيريرو إلى شن ثورة في يناير 1904م قُتل فيها أكثر من 100 مدني ألماني على مدار عدة أيام، وانضمت قبيلة ناما الأصغر إلى الانتفاضة عام 1905، وكان مجتمع المستوطنين صغيرًا جدًا، في حدود بضعة آلاف فقط، وخشي الألمان من فقدان قدرتهم على ردع السكان الأصليين. فتصدوا للانتفاضة بوحشية، وقتلوا ما يُقدر بـ 60,000 من هيريرو و10,000 من ناما. كما قُطعت رؤوس المئات بعد وفاتهم، وسُلمت جماجمهم إلى باحثين في برلين لإجراء تجارب في محاولة لإثبات التفوق العرقي للبيض على السود.
وتفيد مصادر المحقق أن ناميبيا كانت تهرف ما بين عامي 1884 و1915 باسم جنوب غرب أفريقيا الألمانية وهي جزء من الإمبراطورية الألمانية في القارة، والتي شملت توغو في غرب أفريقيا، والكاميرون الألمانية في وسط أفريقيا، وشرق أفريقيا الألمانية (المنطقة التي تضم الآن تنزانيا وبوروندي ورواندا). وعندما أُجبرت ألمانيا على الخروج من المستعمرة عام 1915م انتقلت ناميبيا إلى حكم جنوب إفريقيا، حتى نالت استقلالها في عام 1990.
وقد تزامن قرار حكومة ناميبيا مع قرار آخر نشرته وكالة الأنباء الاثيوبية يوم الاثنين أن المتحدث العسكري باسم الجيش الأوغندي أعلن أن الجيش قطع كل التعاون العسكري مع ألمانيا بعد اتهام سفير برلين في كامبالا بالتورط في “أنشطة تخريبية”. وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الأوغندية كريس ماجيزي في بيان صدر على منصة إكس أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب تقاريراستخباراتية موثوقة تفيد بأن السفير الألماني لدى أوغندا ماتياس شاور متورط بنشاط في أنشطة تخريبية في البلاد. مشيرا إلى أن “التعليق سيظل ساري المفعول حتى يتم حل قضية تورط السفير مع قوى شبه عسكرية سياسية معادية تعمل في البلاد ضد الحكومة الأوغندية بشكل كامل”.
وتم بالفعل اعتقال العديد من المعارضين والمؤيدين السياسيين في أوغندا بعد ورود تقارير عن تورطهم في أنشطة تخريبية حيث يواجه كيزا بيسيجي، وهو شخصية معارضة منذ فترة طويلة، حاليًا اتهامات بالخيانة. كما حذرت الأجهزة الأمنية المعارضين السياسيين من أي محاولات لزعزعة الاستقرار في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أوائل العام المقبل.