رأي

هل يحتاج السودان إلى الأسلحة الفرط صوتية؟

البروفيسور هاشم البدري

يواجه السودان حرباً شرسة تهدد وجودة وكيانة وتعمل على استئصال شعبة واستبداله بشعوب أخرى، والدول التى تقف وراء هذه الحرب كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وانجلترا لها تاريخ طويل في إبادة واستئصال شعوب واستبدالهم بشعوب أخرى،
فالولايات المتحدة أبادت شعوب الهنود الحمر في القاره الأمريكية وكذلك فعل المستعمر الإنجليزي في استراليا ونيوزيلندا،
ولا ننسى ماذا فعل الفرنسيون في الجزائر حيث جرى قتل وإبادة مليون شهيد.

قصدت بهذة المقدمة أن أوضح بأننا نواجه قوة غاشمة لا تتردد في إبادة كل الشعب السوداني لتحقيق مآربها والسيطرة على الموارد الاقتصادية التي “لا نستحقها” حسب وجهة نظرهم.

و بالنظر إلى الواقع الحالي للحرب المفروضة علينا نجد أننا نواجه دولاً ذات إمكانيات ضخمة ولا يضيرها أن تستمر الحرب عشرات السنوات فهم أصحاب نفس طويل واستراتيجيات طويلة المدي

ملامح الاستراتيجية الأمريكيه في حربها ضد السودان هى عدم التدخل المباشر ، وإنما تستخدم مبادي وأصول الجيوبولتيكيا الحديثة، وهي تسخير الجغرافيا لتحقيق مصالحها القومية معتمدة على ثلاث أبعاد جيوسياسية (إقليمية عربية + دول الجوار الجغرافي + مكون محلي مليشيات)، وهى تعمل على عدة أنماط:
الاستعانة بدول الجوار الاقليمي العربي للسيطرة على وسائل النقل البحري والجوي لتوصيل الإمدادات العسكرية لدول الجوار الجغرافي المحازي.

استخدام أراضي ومطارات وشعوب (مرتزقة) دول الجوار الجغرافي كمنصة انطلاق
تستخدم المليشيات المتمردة
(الجنجويد) لتحارب بالوكالة

وعليه تقتضي الضرورة الملحة أن نضيف بعداً استراتيجياً لمواجهة هذا التصعيد المستمر، وهو التمكن من الحصول على، وتصنيع الأسلحة والصواريخ الباليستية طويلة المدى والعابرة للقارات

هذه هي الطريقة الوحيدة للتفاهم مع الدول الإقليمية والمحازية بعد أن رفضت التفاهم الدبلوماسي ولغة الحوار

وللفائدة العامة، فإن الصواريخ الباليستية وخاصة “الفرط صوتية” هى نوع من الأسلحة الفتاكة تصل سرعتها 5 أضعاف سرعة الصوت وأحياناً أكثر، لا تتبع مساراً مقوساً، لها القدرة على المراوغة أثناء الطيران مما يسهل اختراقها للدفاعات الجوية، ويعيق تتبعها من قبل الرادارات، تطير على ارتفاعات منخفضة مقارنة بالصواريخ الباليستية العادية، وقد بدأت الأبحاث لتصنيع الصواريخ الفرط صوتية في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين. وخلال الحرب العالمية الثانية أنجزت ألمانيا العديد من التطويرات على هذا النوع من الصواريخ.

وزاد الاهتمام بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات وبتطوير تقنياتها لتصبح صواريخ فرط صوتية تتميز بتجاوزها سرعة الصوت، وتنطلق لمسافات طويلة على ارتفاعات منخفضة ولها القدرة على المراوغة أثناء الطيران. وتتصدر روسيا والصين والولايات المتحدة الأميركية قائمة الدول التي تعمل على تطوير تكنولوجيا الأسلحة الفرط صوتية، وانضمت لها كل من إيران وكوريا الشمالية عام 2023، وتعمل المملكة المتحدة وأستراليا وفرنسا على البحث في هذه التكنولوجيا.

وعندما تصل سرعة الصاروخ إلى 350 كيلومتر في الثانية وهي سرعة الصوت، يتكون هواء على شكل قِمْع حول الصاروخ، ثم يُسمع صوت انفجار عند اختراق حاجز الصوت، وهو ما يعرف بالغارات الوهمية، وتصبح سرعة الصاروخ حينها فوق صوتية.

أما السرعة الفرط صوتية فتنتج عن وصول الهواء لحالة البلازما عقب تخطي سرعة الصاروخ حوالي 5 أضعاف سرعة الصوت، تُكوّن هذه السرعة حول الصاروخ سحابة من البلازما يصعب معها تتبعه على الرادارات، ويسهل اختراقه الدفاعات الجوية ويزيد إمكانية إصابة الهدف بشكل دقيق.

وتعرف حالة البلازما بأنها وصول الغاز إلى درجة التأيُّن فيصبح مشحونا بشحنات سالبة وموجبة نتيجة انفصال الإلكترونات عن الذرات.

و هناك نوعان من الصواريخ الفرط صوتية، هما المركبات الانزلاقية وصواريخ كروز.
ويتميز هذان النوعان عن الصواريخ الباليستية بقدرتهما على المراوغة قبل الوصول للهدف، مما يعيق توقع مسار الصاروخ ويصعّب اعتراضه، وتتجاوز هذه الصواريخ سرعة الصوت بأكثر من 5 مرات، كما يمكنها حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية.

يحتاج السودان ،أكثر من أي وقت مضى، أن يمتلك مثل هذا النوع من الأسلحة الإستراتيجية ،وبذلك وحده يمكن أن تفهم الدول الداعمة للحرب بالمال والسلاح والمرتزقة أن عليها أن تتوقف عن فعل ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى