أخبارسياسية

هل يكون ترجل الجنرال اليوغندي المثير للجدل “موهوزي” عن المنصة بلا عودة؟

المحقق – محمد عثمان آدم

أياً كان التسبيب لمغادرة الجنرال الأوغندي المثير للجدل “موهوزي كينيروغابا” لمنصة إكس (X) فإن كثيراً من الناس والدول حول يوغندا قد تنفست الصُّعداء؛

لكن الذي لاشك فيه أن الرئيس يوري موسيفني ماعاد يتحمل “اللولاي”، والكلمة من مثلنا الدارج “البلد المحن لابد يلولي صغارهن”.

لقد كان موهوزي ثوراً في مستودع الدبلوماسية اليوغندية، ما سلمت منه دولة من الدول وآخرهما السودان وكينيا، ولما اعتذرت لهما الحكومة اليوغندية في أعلى مستوى انقلب إلى المعارضة الداخلية لوالده وهدد أحد رموزها “بقطع عنقه من بين كتفيه”!!

كل ذلك على منصة إكس حيث استخدمها موهوزي في تمجيد والده موسيفني من ناحية و التنمر على الدول المجاورة و المعارضة سواء بسواء. و لكنه يوم أمس (الجمعة) رفع رسالة وداعية يقول فيها إنه مغادر بسبب من تزايد مهماته العسكرية، و لكنه لم ينس أن يقول إنه يدرك كم هو عزيز علي قرائه وأنه يعلم أنهم سيفتقدونه-

ورغماً عن أنفي لا أستطيع إلا أن أذكر المثل السائر عندنا أن “الجمل ما بيعرف عوجة رقبتو”، فقد قال في بيانه الختامي على منصة إكس: “أعلم أنكم جميعًا تحبونني، وأنكم ستستمرون في متابعتي مثل الريح بعد فترة طويلة هنا”.

يقول الجنرال موهوزي إن قراره ترك المنصة جاء بسبب السعي للتركيز المتجدد على واجباته العسكرية وهي الوظيفة التي لم يراع بروتكولاتها وهو في سن 50 عامًا من عمره إذ أصبح يتورط بشكل متزايد في الساحة السياسية دون رادع ظاهر للناس مما أعاد إشعال المناقشات حول طموحاته لخلافة والده، الذي تولي السلطة منذ عام 1986.

واخر شطحات موهوزي التي أثارت جدلاً داخل البلاد هي التغريدة التي هدد فيها بقطع رأس شخصية المعارضة الرائدة في البلاد، “بوبي واين” مما يعني أن الرئيس إن سكت وحدث للمعارض أي عارض أو مكروه فإنه سيجر إلى وحل انتهاك حقوق الإنسان وحق الحياة والحقوق السياسية وغيرها مما يجعلهما في مهب الريح معاً.

وكحاله دوما فقد فاجأ المتتبعين يوم الجمعة باعلانه “آن الأوان للمغادرة والتركيز على الواجبات العسكرية” ، لكنه ترك الباب مواربا بأنه قد يؤوب إلى متابعيه في المستقبل القريب وهم زهاء المليون.

ويذكر الناس أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الجنرال كينيروغابا بإلغاء تنشيط حسابه على منصة تويبتر ثم إكس من بعد، ففي عام 2022، ترك منصة التدوين ليعود بعد أيام بعد ان تكاثفت انتقادات المنتقدين له بسبب التصريحات التي أدلى بها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تطرقت إلى مواضيع تعتبر محرمة بالنسبة للجندي الصرف حين هدد بغزو كينيا المجاورة في عام 2022، وهو ما أجبر والده على التدخل والاعتذار.

ثم أثار المنشور الأخير للجنرال كينيروغابا الذي هدد فيه “بقطع” رأس بوبي واين، واسمه الحقيقي روبرت كياجولاني، إدانة واسعة النطاق في البلاد. ثم عاد هو نفسه ليعتذر عن المنشور ويصفه بأنه “كان مزحة”. إلا أن المعارض قال إنه لايمكنه أن “يأخذ مثل هذه التهديدات إلا على محمل الجد”، مما أجبر الحكومة اليوغندية للتدخل والتقليل من أهمية المنشور، حيث وصف المتحدث باسمها تصريحات الجنرال على وسائل التواصل الاجتماعي بأنها تصريحات “عرضية” لا ينبغي تفسيرها على أنها تعكس السياسة الرسمية.

وقبلها أثار غضب واستهجان الغربيين والأفارقة مرتين.. أما الغضب فقد كان غضباً دبلوماسياً عارماً عندما أعلن الانحياز إلى روسيا في غزوها لأوكرانيا، وقوله إن أوغندا ستكون إلى جانب تيغراي في الحرب الأهلية الإثيوبية. أما الاستهجان فهو قوله إنه يعرض الزواج على الزعيمة الإيطالية الجديدة، جورجيا ميلوني وأنه سيبذل لها المطارف والحشايا بقراً بالمئات.

ولكم موسيفني واصل “اللولاي” فقد قال حينها في دفاع غير مباشر عن ابنه أنه “جنرالًا جيدًا للغاية” وأضاف إنه فرد في الجيش وإنه يتمتع بالحق الفردي المكفول دستوريًا في التعبير.

ثم قبيل أسابيع انقلب على السودان مهدداً بالغزو و استقوى في ذلك بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب قبل أن تسرع خارجية بلاده و تعتذر رسمياً أن هذا لا يعكس سياسة بلادها و التي تخرج عبر القنوات الرسمية المعروفة.

“بناءً على تعليمات وبركات ربي يسوع المسيح، أترك هذه الوسائط الاجتماعية وأكرس نفسي لمهمتي لإحلال السلام والأمن في منطقتنا”، هكذا جاء في بيانه الوداعي.

وأضاف: “إلى جميع متابعي الأعزاء، كانت رحلة رائعة ومثيرة معاً في هذه الشوارع على مدار السنوات العشر الماضية منذ عام 2014”.

وحث أتباعه على الاستمرار في دعم والده، الذي أشار إليه بأنه “أعظم جنرال في المقاومة”. و مع تنامي الشعور بأنه يعد للرئاسة إلا أن موسيفني نفى أنه يعده لذلك رغم أنه قد انضم إلى الجيش في عام 1999 وشهد صعودًا صاروخيًا ليصبح جنرالاً لا يرأسه في الواقع إلا والده. فهل وصل موسيفني إلى قناعة بأنه “عمل غير صالح” أم هي انحناءة حتى تعبر أعاصير المعارضة الآنية “و تعود حليمة لقديما” ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى